سارة المطيري
خورشيد حرفوش
سارة المطيري، ممثلة كويتية موهوبة وواعدة. عشقت النجومية منذ نعومة أظافرها، وخطت إلى تحقيق حلمها بخطى سريعة واثقة، واستطاعت أن تكسب قلوب وتشجيع الجمهور الخليجي والعربي في وقت قصير، إذ حققت انتشاراً واسعاً بعد أول عمل درامي لها. وفي الصغر حلمت أن تكون مذيعة تلفزيونية، إلا أنها انتقلت إلى لندن للدراسة الجامعية، وحصلت على بكالوريوس تكنولوجيا المعلومات من جامعة ويستمنستر، وعادت إلى الكويت، وحصلت على دورة في التمثيل في نيويورك أكاديمي في أبوظبي، وحظيت بدعم وتشجيع مبكر من أسرتها وخاصة والدتها إلى أن جاءتها الفرصة الأولى من خلال المسلسل الدرامي الخليجي «نوح الحمام»، للمخرج مصطفى رشيد، وحققت نجاحاً جماهيرياً عريضاً.
تقول المطيري: «حبي للفن والتمثيل جعلني أقف أمام الكاميرا بثقة، فلم أرهبها من اللحظة الأولى، ربما كل تفكيري ينحصر في جودة الأداء، والتعايش مع الدور، ونيل ثقة المشاهد».
«متعب القلب»
ومن ثم لم يتردد المخرج جمعان الرويعي من إشراكها في مسلسل «متعب القلب» للكاتب وائل نجم، وبمشاركة نخبة كبيرة من نجوم الدراما الخليجية والعربية من الكويت والإمارات والسعودية، واستطاعت أن تحقق بصمة متميزة فنية مع هيا عبد السلام ومحمود بوشهري، وعبد العزيز السكرين. بعدها شاركت في مسلسل «طاش ما طاش» في جزئه الأخير، ومن ثم مسلسل «عشرة عمر» للمخرج البيلي أحمد، مع إلهام فضالي ولطيف المقرن، ثم كانت محطتها الفنية المهمة مع الفنانة الكبيرة حياة الفهد في مسلسل «سيدة البيت» للمخرج أحمد البكر، بعدها اختارها المخرج سائد الهواري لمسلسل «عمر ثاني» مع الفنانين زهرة عرفات وعبير أحمد وطلال السدر وأمل عوضي، وحققت جماهيرية واسعة واستطاعت بموهبتها الفنية أن تفرض نفسها على الساحة الفنية وأن تكون وجهاً فنياً يحظى بالألفة والقبول في البيت الخليجي والعربي.
«أكثر شراً»
عن بدايتها ومشوارها الفني، تؤكد المطيري أنها راضية تماماً عن بداياتها، وأنها كانت محظوظة بآدائها لشخصيات وأدوار لاقت قبولاً واحتراماً لدى المشاهد، وتقول: «هناك كثيرون لا يزالوا يقرنون النجوم بالشخصيات التي يلعبونها درامياً، وكنت أكثر حظاً أن أدواري في البداية كانت لفتاة بسيطة، هادئة، مسالمة ومحبوبة، أو المسكينة المظلومة المغلوبة على أمرها، لكنني بلا شك أتطلع إلى نزع هذه العباءة التي تحصرني في نمط معين من تلك الأدوار، وأنتظر أدواراً أخرى، ربما تكون «أكثر شراً»، أو لأدوار مركبة لشخصيات أخرى، أو استعراضية أو كوميدية خفيفة، حيث أجيد هذا النوع من الأعمال رغم صعوبته، وتحتاج موهبة ومجهوداً كبيرين للوصول إلى قلب المشاهد، وانتزاع ضحكته عنوة، وهذا ليس بالأمر السهل، لكنني سعيدة وفخورة أنني بدأت وعملت مع نجوم كبار، وأدين بالفضل للفنانة الكبيرة حياة الفهد، التي علمتني الكثير، واكتسبت منها دروساً في الأداء والالتزام، إنها تعطي لكل فنان جديد حقه، ونصيبه من النصائح والتوجيهات والخبرات. وفخور أيضاً بما ألقاه يوميا في الشارع الخليجي من ردود أفعال وتجاوب جماهيري فيما يعرض لي من أعمال، وكثيراً ما أتلقى إشادات، أو حتى نقد، فرأي المشاهد يمثل «ترمومتر» لنجاح أي فنان».
خبرات
عن عملها والدروس المستفادة من احتكاكها بالنجوم، تكمل المطيري: «لقد تعلمت من كل عمل قمت به، وعلى أن أستفيد، وأصقل خبرتي، وأن أنمي ثقافتي، وأحرص أن أختار ما أقدم، وأن أقرأ وأدرس كل جوانب الشخصية التي أؤديها جيداً، ولعل أهم الدروس التي استفدتها ألا أعمل عملين في وقت واحد، ومن الأهمية أن ينصب الجهد في عمل متكامل أجدى من عملين لا قيمة منهما».
وعن تقبل الجماهير ونظرة المجتمع الخليجي إلى الفن، تقول المطيري:«ربما تكون نظرة المجتمع الخليجي مازالت متحفظة، والفن عادة يستقطب اهتمام الجمهور، إلا أن هناك تزايدا ملموسا على مستوى الوعي المجتمعي ونظرة الناس إلى الفن، فالمشكلة تكمن عادة في أن هناك دراما تسهم في تشويه صورة الواقع في ذهن المشاهد، وهناك من يقع في إشكالية الخلط بين الواقع، وبين ما يطرح درامياً، الدراما تطرح الظواهر الإيجابية أو السلبية وتناقشها، لكنها لا تعالجها على أرض الواقع، والناس أحياناً لا تستوعب الأعمال المستوحاة من الخيال، لكن علينا أن ندرك أن للفن رسالة علينا أن نسعى إلى توصيلها إلى عقل وقلب المتلقي».
أما عن رؤيتها للدراما الخليجية، فترى المطيري أنها تسير بخطى مسرعة، وأنها تتطور بشكل ملموس، واستطاعت أن تؤثر في الناس وتستقطب اهتماماتهم.
وتحدث تأثيراً إيجابياً في حياتهم، لكنها لا تزال تعاني مشاكل الإنتاج، ونقص وشح النصوص المكتوبة، وسقوط كثير منها في فخاخ النقل والتكرار والتقليد أو المبالغة عند نقل الواقع، لكنها استفادت كثيراً من انتشار القنوات الفضائية، وأسهمت في إذابة فروق واختلاف اللهجات، وتغلغلت في كل بيت عربي من المحيط إلى الخليج، وهذا أهم المكاسب المتحققة».
وأشارت المطيري، إلى أنها تتمنى أن تترك بصمة مميزة في عقول المشاهدين في كل عمل تؤديه، وهذا لن يكون إلا بالجهد والمثابرة والحرص على الاحتكاك والتعلم، وأنها استفادت كثيراً من خلال تواجدها في بريطانيا للدراسة.
وتعلمت كيف يكون الالتزام واحترام الفن كشيء مقدس، وأنها انخرطت في دراسات وورش عمل تدريبية عديدة، أهمها في مجال مسرح الطفل، واكتسبت قيماً وخبرات مهنية جيدة، مما يجعلها تفكر في تقديم عمل راق لمسرح الطفل في المستقبل، ولا سيما أنها تمتلك الكثير من القدرات الخاصة في هذا المجال».
أحلام مؤجلة
عن حياتها الخاصة، تقول المطيري: «النجومية التزام ومسؤولية، وأحمد الله على ما نلت من نجاحات، وما أحظى به من حب الجماهير ودعمها، وهذه الشهرة ستكون حتما على حساب حياتي الاجتماعية الخاصة، فكل مشروعاتي في الاستقرار أو الزواج اعتبرها أحلاما مؤجلة، لأنني أكرس كل اهتمامي وجهدي خلال هذه الفترة في عملي وفني الذي أقدمه على كل أولوياتي، إنها بمثابة رسالة «أنا سعيدة وفخورة بها، أنا لا أتعجل النجاح، ولم أدخل في خيار مبكر بين الفن والاستقرار الأسري، مازلت صغيرة، «فكل شيء بوقته حلو».
كما تتمنى المطيري أن تكون خطواتها المستقبلية نحو السينما، خاصة أنها لعبت دوراً مميزاً في فيلم روائي كويتي تم تصويره بعنوان «صراع الأحبة»، من تأليف الكاتب المصري الشهير جلال السيوطي، إلا أنه لم يعرض بعد لمشاكل تتعلق بالإنتاج، وأنها تلقت أكثر من عرض، لكنها تفضل أن تتأنى في الاختيار، وحتى تكون بدايتها السينمائية بمستوى طموحاتها.
ضيفة على مهرجان السينما
حلت المطيري ضيفة على مهرجان أبوظبي السينمائي 2012، وأشادت بروعة الاعداد والتنظيم، وتقول: «المهرجان وما شاهدته من تنظيم واعداد وحجم المشاركات وتنوعها، وهذا الإقبال الجماهيري الكبير، فما وجدته من عدد كبير من الأفلام المنتجة محلياً، وما بدت عليه العاصمة الجميلة أبوظبي من تطور ونهضة مدعاة فخر لكل عربي، وأنني فخورة أن يصبح المهرجان نافذة خليجية نطل منها على العالم، وفرصة سنوية كبيرة تسهم في تطوير الإنتاج السينمائي وصناعة السينما الإماراتية والخليجية، وأنني واثقة بأن أبوظبي ستصبح في غضون سنوات معدودة واحدة من أهم عواصم الفن العالمية».
ساحة النقاش