نصر الله يعترف بتورط «أعضاء في حزب الله» في الحرب السورية

بعد تهديده عبر «الشرق الأوسط» في وقت سابق بنقل المعركة من سوريا إلى ضاحية بيروت الجنوبية، عاد فهد المصري، مسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، ليشرح تفاصيل مقتل ما قال إنهم 60 عنصرا لحزب الله قضوا في مدينة القصير السورية، متحدثا عن طلب الحزب هدنة لعدة ساعات لإجلاء جثث مقاتليه من الأراضي السورية، رفضتها القيادة المشتركة للجيش الحر.

وفي حين أكد المصري وفي بيان تفصيلي، رفض القيادة إطلاق سراح «أسرى حزب الله الـ13 المعتقلين لدينا منذ أكثر من عشرة أيام والذين اعتقلوا في ريف حمص»، شدد على أن «مصير المعتقلين وجثث القتلى يتحدد على أساس الاتفاقات الدولية في الحروب وتحت إشراف منظمة الصليب الأحمر الدولية وبعلم هيئة الأمم المتحدة والجامعة العربية مع تعهد حزب الله بسحب كافة مقاتليه وبشكل فوري من الأراضي السورية ووقف خرقه وانتهاكه لحرمة الأراضي السورية وقتل السوريين وقمع الثورة السورية».

وردت مصادر قيادية في الجيش الحر على المصري مستهجنة حديثه عن نقل المعركة إلى الضاحية واصفة هذا الكلام بـ«غير المسؤول» وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «ما نسعى إليه كجيش حر هو تحرير بلدنا من نظام الأسد وليس نقل المعركة إلى أي مكان آخر».

بدوره، تحدث لؤي مقداد، الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر عن «محاولة يقوم بها حزب الله لجر الشيعة في الداخل السوري لمجزرة من خلال حث مسؤولين دينيين ينتمون إلى الشيعة في سوريا وخلال اجتماعات بهم في الداخل السوري لحمل السلاح للدفاع عن نظام الأسد». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «عناصر الحزب شاركوا في معارك في السيدة زينب والقابون وفي حمص، وهناك ضباط من الحزب يديرون غرف العمليات في المحافظات».

وأوضح مقداد إلى أن هناك عشرات القتلى من الحزب يسقطون بشكل يومي في سوريا، باعتبار أن الحزب انتقل من قيادة المعارك للمشاركة بها عمليا. وأضاف: «هم يحاولون سحب كرة النار من سوريا إلى لبنان، لكننا نؤكد أننا لن نقبل بذلك، فأمن واستقرار لبنان يأتي بالمرتبة الأولى بالنسبة لنا باعتبار أن ما عاناه الشعب اللبناني من حكم عائلة الأسد لم يعانيه إلا الشعب السوري».

في المقابل، نفى النائب في تكتل «التغيير والإصلاح» فادي الأعور، المقرب من حزب الله نفيا قاطعا ما يشاع عن مقتل عدد من عناصر حزب الله في الداخل السوري، موضحا أنه «نتيجة التداخل الجغرافي بين القرى اللبنانية والسورية وبالتحديد في الهرمل، استشهد عدد من عناصر الحزب الذين استهدفهم معارضون سوريون داخل قراهم اللبنانية».

ولفت الأعور، في حديث لموقع «النشرة» الإلكتروني، إلى أن القرى اللبنانية متداخلة مع القرى السورية من العبودية شمالا وصولا للهرمل وعرسال، وقال: «في هذه المنطقة يستهدف معارضون سوريون وبالتحديد في عدد من القرى المتداخلة لبنانيين من لون طائفي محدد، وبالتالي يكفي اتهاما للحزب بالقتال في سوريا بينما عناصره تستشهد على أيدي عصابات مسلحة بسبب دفاعها عن قراها وأهلها».

وشرح فهد المصري تفاصيل العملية التي قضى فيها ما قال إنهم 60 عنصرا من حزب الله، فقال: «قامت مجموعة من حزب الله مع عصابات الأسد بمحاولة لاقتحام مدينة القصير في ريف مدينة حمص والسيطرة عليها لعدة ساعات، فاستطاع الجيش السوري الحر من جديد بعد عدة ساعات من العودة ومن عدة محاور ليلا بعد أن تركت عصابات الأسد مقاتلي حزب الله وحدهم على مركزين أساسيين مع حواجزهما في القصير الأول من ناحية بلدة ربلة (المسيحية) عند سكة الحديد والآخر غرب مدينة القصير السورية بالقرب من ناحية الهرمل اللبنانية وتمكنت قواتنا الحرة من استعادة السيطرة كاملة على مدينة القصير واستعادة السيادة والسيطرة على كافة الحواجز وإيقاع خسائر فادحة في صفوف مرتزقة حزب الله أعداء الشعبين السوري واللبناني، وأسفرت المعارك عن تدمير حافلة ومقتل كل من كان فيه وعددهم 31 عنصرا من حزب الله بكامل عتادهم العسكري ومقتل 29 آخرين كانوا منتشرين على عدة حواجز أمنية وعسكرية، في حين لاذ الآخرون بالفرار باتجاه الأراضي اللبنانية.

هذا واعترف الأمين العام لحزب الله اللبناني بوجود مقاتلين من الحزب يقاتلون في سوريا ومنهم مسؤول المشاة في الحزب الذي قضى في سوريا منذ أسبوعين الملقب بـ«أبو عباس». لكن نصر الله نفى تورط الحزب في القتال إلى جانب النظام، مشيرا إلى أن هؤلاء هم لبنانيون يعيشون في سوريا منذ أكثر من 100 سنة ويحملون الجنسية اللبنانية وينتمون إلى طوائف مختلفة وأحزاب مختلفة منها حزب الله وقد قرروا الدفاع عن أنفسهم في مواجهة الجماعات المسلحة. وإذ كرر الدعوة إلى «الحوار والحل السياسي للازمة في سورية»، دعا «البعض في المعارضة السورية» إلى «عدم التهويل وعدم تجربة حزب الله».

ونصح نصر الله بعض الجهات في المعارضة السورية «أن لا تهول علينا». وقال: «مع حزب الله التهديد لا يقدّم ولا يؤخر. نحن عمرنا 30 سنة ومعروف عن الحزب في مراحله المختلفة أن التهديد لا ينفع ولا داعي لاستخدامه.

المصدر: الشرق الأوسط

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,693