كل ثوب من قطن أبيض فهو سَحْلٌ، وكل ثوب من الإبْريسَمِ فهو حرير، وكل ما يلي الجسد من الثيابِ فهو شِعارٌ، وكلّ ما يلي الشّعَار فهو دِثَار، وكل مُلاءَة لم تكنْ ذاتُ لِفْقَيْنِ فهي رَيْطةٌ، وكلُّ ثوب يُبتَذَلُ فهو مِبْذَلَة ومِعْوَزٌ، وكل شيء أودَعْتَه الثّيابَ من جُؤْنة أو تَخْت أو سفَط فهو صُوانٌ وصِيَان، بضمّ الصّاد وكسرها وكلُّ ما وَقَى شيئاً فهو وِقاء لَهُ.
الغدق لغة يدل على غُزْر وكثرةٍ ونَعْمَة، قال الله تعالى: (وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غَدَقاً لِنَفْتِنَهم فيه)، والغَيْدَاق: الناعم من كل شيء.
الغَدَق: المطر الكثير العامّ، وقد غَيْدَقَ المطرُ: كثر؛ والغَدَق أيضاً: الماء الكثير وإن لم يكُ مطراً.
يقال: غَدِقَ يَغْدَقُ غَدَقاً فهو غَدِقٌ إذا كثر الندَى في المكان أَو الماءُ، ويقرأُ ماء غَدِقاً.
وأرض غَدِقةٌ: في غاية الرِّيِّ وهي النَّدِيّة المبتلة الرُّبى الكثيرة الماء، وعُشْبُها غَدِقٌ وغَدَقُهُ بلَلُه ورِيُّه، وكذلك عشب غَدِقٌ بيِّن الغَدَق: مبتلٌّ رَيّان.
وغَدِقَتِ الأرض غَدَقاً وأَغْدقَتْ: أخصبت.
وغَدِقَتِ العين غَدَقاً، فهي غَدِقة، واغْدَوْدَقَتْ: غَزُرَتْ وعذُبت.
وماءٌ مُغْدَوْدِقٌ وغَيْداقٌ: غزير، ومطر مُغْدَوْدقٌ: كثير.
وفي حديث الاستسقاء: "اسقنا غَيْثاً غَدَقاً مُغْدِقاً"؛ الغَدَق، بفتح الدال: المطر الكبار القَطْرِ، والمُغْدِقُ مُفْعل منه أَكَّده به؛ وأَغْدَقَ المطرُ يُغْدِق إِغْداقاً، فهو مُغْدِق.
وفي الحديث: إِذا نشأَت السحابة من قِبَل العين فتلك عينٌ غُدَيْقةٌ.
وشابٌّ غَيْدَقٌ وغَيْداقٌ أي ناعم.
والغَيْداقُ: الكريم الجواد الواسع الخلق الكثير العطية.
نظر جعفر بن محمد إلى فتى على ثيابه أثر مداد فأنّبه على ذلك فقال:
لا تجزعن من المداد فإنـــــه عطر الرجال وحلية الكتابِ
فأجابه:
حمـــار في الكتابــــــة يدّعيهـا كدعوى آل حــــرب في زيادِ
فدعْ عنك الكتابة لست منهـــا ولو لطّخت نفسك بالسوادِ
ابن دارج القسطلي:
قُلْ للربيع اسحب ملاء سحائب فـــــاجرر ذيولك في مجر ذوائبي
لا تكدين ومـن ورائــك أدمعي مددا إليك بفيض دمع ساكبِ
وصبابة أنفاسها لك أســـــــوة إن ضاق ذرعك بالغمام الصائبِ
وامزج بطيب تحيتي غدق الحيا فــاجعله سقـــي أحبتي وحبائبي
عهدا كعهدك من عهاد طالما كست البرود معاهدي وملاعبي
واجنح لقرطبة فعانق تربهــــا عـني بمثل جـــــــوانحي وترائبي
حيث استكانت للعفاء منازلي وهــــــوت بأفلاذ الفؤاد نجائبي
ساحة النقاش