قالت المطربة إليسا إن فنانين كبارا من الرجال هم في رأيها أسوأ بكثير من زميلاتها الفنانات، إذ إنهم لا يوفرون أسلوبا أو طريقة لتسديد ضربات مؤذية للفنانات، تكون في كثير من الأحيان أبشع من تلك التي تقوم بها أي فنانة تجاه زميلة لها. وأشارت في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الفنان من نوع الملحن والمغني معا يحاول أحيانا أن يصنع نجوميته على ظهر فنان آخر، وهو أمر نصادفه كثيرا في الأيام الأخيرة»، موضحة أنها اليوم باتت لا تعلّق أو تهتم بانتقادات أو تعليقات تردها من هنا وهناك لأنها صارت أكثر نضجا وأصبحت قادرة على أن تسمي الأمور بأسمائها دون لف أو دوران. وأضافت إليسا «كنت في الماضي أتابع وأهتم.. (كان عقلي صغيرا) أو بالإمكان القول لم أكن قد نضجت بما فيه الكفاية. أما اليوم فأنا راضية عن نفسي ولا يعنيني أي انتقاد، حتى لو صدر عن أهم شخص في العالم. فبرأيي أن الفنان يجب أن يعرف كيفية تصنيف نفسه ويعرف نفسه جيدا دون المبالغة في ذلك، فلا يعود يتأثر بأي كلام يسمعه، ولذلك صرت نادرا ما أنزعج أو أتضايق من أمور مماثلة».
وعن طبيعة رد فعلها على المواقف الحرجة التي قد توضع فيها قالت «لا أحب أن أرد على الكلمة بكلمة، في أي موضوع كان، ولذلك ألتزم الصمت في ثلاثة أرباع هذا النوع من المواقف، فلا أنزل إلى مستوى لا يليق بي. والسكوت هنا أفضل وسيلة رد».
إليسا التي أطلقت مؤخرا ألبوما غنائيا جديدا بعنوان «أسعد واحدة» تستعد حاليا لتصوير أغنية الألبوم الذين يتضمن 14 أغنية شارك في تلحينها وكتابتها عدد من الفنانين اللبنانيين والعرب، بينهم سلامة علي ومحمد يحيى وهاني عبد الكريم وأحمد ماضي وزياد برجي وغيرهم، وقد رأت أن غياب الملحن مروان خوري عن هذا العمل هو بقرار اتخذه بمحض إرادته، وتابعت «لقد طلبت منه لحنا لكنه جاوبني بأنه يفضل الغياب عن ألبومي هذا. لم أعرف السبب ولم أفهم خلفيات قراره، لكنه من الممكن أن يكون يريد أن يثبت شيئا ما لنفسه، لكني أحترم رأيه فأنا من الأشخاص الذين يحافظون على فريق عملهم وعلى من شاركني نجاحاتي وعندما أنوي القيام بأي عمل جديد أدق بابهم أولا».
وعما إذا كانت تنتابها أحيانا لحظات تشعر فيها بالملل من ممارسة مهنة الغناء قالت «لا أبدا، فأنا لم أمل بعد خصوصا أنني أحب أجواء الفن». وهنا بادرنا إلى سؤالها عن المرحلة التي سبق أن مرت بها قبيل بدء العمل في ألبومها «أسعد واحدة» والتي أشارت إليها في حديث تلفزيوني بأنها فكرت خلالها في التوقف عن الغناء، فردت «عندما تكونين إنسانة منتجة وبلدك والدول العربية الأخرى بخير وكل شيء متاحا أمامك والفرص كثيرة لا يمكن أن تفكري في ذلك. لكن في تلك المرحلة خفت مما يجري من أحداث، وما عدت أستمتع بسماع أي لحن أو أي نص، فشعرت بأنني أفتقد إلى الأغنية التي تقنعني، لكنها مرحلة ومرت على خير. ولا أنكر أنني أخاف من عودة هذا الشعور إلي، ولكن ذلك لا يعني أن هذا الإحساس ليس صحيا أو طبيعيا». وعن كيفية تخلصها من الشعور بالانزعاج أو الاختناق إذا ما شعرت بهما تقول إليسا في مجرى حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «أسافر وأبتعد عن الأجواء التي أعيشها، فبالسفر أداوي هذا الداء، وأكثر البلدان التي أحبها هي نيويورك وإسطنبول، إما إذا لم تكن الأمور سيئة إلى هذه الدرجة فأنا أقصد الجبل، فإنا بنت بلدة دير الأحمر وأحب الجبل بشكل عام، لكني في المقابل لا أستطيع العيش خارج بيروت، فأنا أعشق هذه المدينة وأحب ضجيجها وزحمة الناس فيها».
وكانت إليسا قد أسهمت مؤخرا في أكثر من حدث اجتماعي وبيئوي وبينها دعمها لحملة إعلامية أقيمت للتوعية ضد مرض سرطان الثدي والتشجيع على تشجير الغابات فاعتبرت أنها تهتم بهذه الأمور كغيرها من الناس لأنها أمور صحية وبيئوية على السواء لكنها لا تملك الوقت الكافي للتفرغ لها فتكون فعالة أو مواظبة عليها، وهي في المقابل لا ترفض أي طلب منها وتحبذ مشاركتها فيها. وعن سبب تخليها عن لقبها كسفيرة للنوايا الحسنة الذي منحتها إياه جمعية «امسام» التي تعمل بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة قالت إليسا «لا شك أنني سعدت جدا باللقب عندما منحوني إياه خصوصا أن فئة معينة من الفنانين فقط تحصل عليه، لكني لاحظت في ما بعد أنه مجرد لقب، إذ لم أقم بأي عمل إنساني أو اجتماعي يترجمه على الأرض، فقررت التخلي عنه فأنا لا تهمني الوجاهة والألقاب، وهو لم يضف إلي شيئا، وربما هذه الألقاب يطلقها بعض أصحاب المنظمات لتكون وسيلة إعلانية لهم لا أكثر ولا أقل.. لا أدري».
إليسا النشيطة على الموقع الإلكتروني «تويتر» والمعروفة بتغريداتها اليومية التي تعلم بها محبيها من «الفانز» عن تحركاتها وآرائها حول الأمور الاجتماعية وأحيانا السياسية، تعتبر أن «الفانز» لهم الحق في معرفة أخبار النجم الذي يحبونه، وأنها شخصيا تعتبرهم قوة تستمد منها استمراريتها وأحيانا كثيرة يشكلون تعزية لها في أيامها الصعبة. والأهم هو أنهم يحبون من دون أي مقابل، وبتجرد، وأنها في بعض المرات تدمع عيناها لتعليق أو كلمات يكتبها لها أحدهم فتبدي تأثرها بمحبته لها. وتضيف «المهم أن تبقى التغريدات ملتزمة بحدود معينة لا تتعدّى الأخبار المعقولة التي يمكن البوح بها كتحركاتي أثناء العمل أو في دعوة عامة إلى العشاء أو كتعليقات عن فيديو كليب أو حفلة غنائية ما».وفي ما يخص البرامج التلفزيونية المنوعة والفنية الرائجة مؤخرا والتي ترتكز على لجان حكم مؤلفة من نجوم كبار قالت إليسا «لست ضد هذه البرامج لكني حاليا لا أحبذ القيام بها، وأعتقد أن هناك شحا في العمل الفني عامة وإحياء الحفلات خاصة بسبب الأحداث الأخيرة في عالمنا العربي، الأمر الذي أسهم في انتشار هذه الظاهرة، وأشعر بأن الفنان عليه أن يقطع مرحلة طويلة جدا من مسيرته الفنية للوصول إلى هذه البرامج، أما أكثر من لفتني حتى اليوم فهو المطرب كاظم الساهر في برنامج (The voice)، فهو راق لم يخرج عن طبيعته التي نعرفها، ولأن الفنان بشكل عام لا يجب أن يخرج عن طوره، ولا بد أن يبقى مسيطرا على إطلالته التلفزيونية مهما أحاطت به من أجواء تستفزه أو تفرحه».
وعن البيزنس الذي تمارسه إلى جانب الفن تقول إليسا «كان يجب أن أقوم بعمل ثان إلى جانب عملي الأصلي، واخترت التجارة في العقارات، فهو بيزنس جميل أستمتع به». أما عما يلفتها في الرجل عادة فردت إليسا «يجب أن يكون كله على بعضه حلو في شخصيته في تعامله مع الآخر، إنما أكثر ما يلفتني في الرجل للوهلة الأولى أسنانه وبسمته».
ساحة النقاش