خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
يا شيخ السلام عليكم احتمال يحصل لي طلاق من زوجي فهل يشترط أن أظهر الطلاق لأهلي أو يجوز لي أن أخفي أمر الطلاق عن أهلي خشية الإحراج لحساسية الموضوع في مجتمعنا.

الجواب : 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. بداية لا يشترط في صحة الطلاق إظهاره فإن طلق الزوج مختارا بقول أو كتابة طلاقا صريحا وقع الطلاق وكان معتبرا ولو أخفاه الزوج عن الزوجة أو أخفته الزوجة عن أهلها لكن يجب حينئذ الإشهاد على الطلاق رجلين عدلين لتتميز الحقوق وتبرأ الذمة وينبغي كتابة الطلاق وتوثيقه لتحفظ حقوق المرأة ولا تختلط الأمور.
أما بالنسبة للمرأة فإن كان الطلاق رجعيا طلقة أو طلقتين وما زالت في العدة فيجوز لها أن تخفي الطلاق عن أهلها لأنها ما زالت في حكم الزوجة ولا يلزمها الإخبار حينئذ ولأنها ترجو الرجعة وتخشى من إظهار الطلاق تدخل الأهل فتتعقد الأمور وتفسد بالكلية ولا يترتب على إخفاء الطلاق في هذه الحالة مفسدة ظاهرة فتعمل بالأصلح لها من إخفائه أو إظهاره. 
أما إذا خرجت من العدة أو كان الطلاق بائنا ثلاثا أو كان الزوج معروفا بالتلاعب فيجب عليها حينئذ أن تخبر أهلها لأته لا يحل للمرأة كتمان الطلاق بالكلية عن ولي أمرها ولا مصلحة في ذلك مطلقا ولأنه يترتب على كتمان الطلاق وإخفائه بالكلية مفاسد وشرور عظيمة من تلاعب الأزواج في حدود الله فيجب أن يكون ولي الأمر على بصيرة بحال موليته ولأن إخفاء المرأة الطلاق عن ولي أمرها فيه غش وخيانة له ولأن التساهل في ذلك قد يفضي بالمرأة الضعيفة إلى استغلال بقاء الزوجية غطاء لعلاقاتها المشبوهة والمحرمة فلا يمكن متابعتها وتقويمها من قبل ولي أمرها.
ومن المؤسف أن بعض الأزواج في هذا الزمان تساهلوا جدا في أمر الطلاق فتجد بعضهم يطلق مرارا ويراجع ثم يطلق ويتفق مع الزوجة على إخفاء ذلك فلا يخبران أهلها فيمسكها ويستمتع بها وهي عليه حرام لا تحل له وهذا من أعظم التلاعب بحدود الله وهو كبيرة عظيمة ورد فيها وعيد شديد والله المستعان.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.