نقول في لغتنا المتداولة: "زيكْ، زَاكْ" على الخطّ المتعرّج، ويظن خطأ أنها معربة أو عامية.
الزك في الفصيح: تقارب الخطو في أثناء المشي. فالشيخ العجوز "يزكُّ - زَكِيكاً" في مشيه، فيأخذ حالة "الاضطراب" التي تدخل في لغة "التعرج". والطفل حين يعدو هرباً من شيء..
"يزك - زكاً" بمعنى: يعدو "متعرجاً" فيضيع من يلاحقه.
وفي (لسان العرب) المَشي الزَّكِيكُ: المُقَرْمَطُ. وزَكَّ الرجل يَزُكّ زَكّاً وزَكَكاً وزَكِيكاً: مرَّ يقارب خطوه من ضعف. وزَكْزَك: كَزكَّ، وقيل: الزَّكْزَكة أن يقارب الرجل خطوه مع تحريك الجسد.وقيل الزَّكيكُ مشي الفراخ. والزَّوْكُ: مشي الغراب. والزَّكِيك أن يقارب الخطو ويسرع الرفع والوضع. ويقال: زَكَّت الدُّرَّاجَةُ كما يقال زافَت الحمامةُ. وزَاك يَزُوك زَيْكاً كله مشى متقارب الخطر مع حركة الجسد. والزَّكّ: المهزول؛ زُكَّ إذا هَرِم، وزُكَّ إذا ضعف من مرض. ويقال: أخذ فلان زِكَّتَهُ أي سِلاحه، وقد تزَكَّكَ تَزَكُّكاً إذا أُخذ عُدَّتَهُ. وفي النوادر: رجل مُضِدّ ومُزِكّ ومُغِدّ أي غضبان.
وفلان مِزَكّ وزَاكّ ومِشَكّ، وهو في زِكَّتِهِ وشِكَّتِهِ أي في سِلاحه.
ورجل زُكَازِكٌ أي دَمِيم قليل. و"يزكّ" السّلةُ، يملأها فلا يبقى متسع فيها. ومن هذه الحال، في "الضيق" الذي عليه تقارب الخطو، و"التعرج" فيه، وصف المشي "الزّكيكُ" بمعنى: المقرمط.!
"والقرمطة" كما يقال بها في لغتنا المحكية، لفظة فصيحة فأنت "تقرمط" في مشيتك، بمعنى "تزكّ" مُقرباً في خطوك.
ونقول"يقرمط" في رغيف الخبز، إن كان يابساً..
يتكسر قطعاً صغيرة. فيعطيك "الكَزُّ" معنى الضيق، والتقارب في الخطوط والخطو، بمثل أن "تكزَّ" أسنانك. ومنه الكُزاز" - بضم الكاف، الداء المعروف. وحين نعود إلى قاعدة "الإدغام في المزيدات، تقف على "القبقبة" من "القَبِّ" واللعّلعة من "اللّعِ".. والقلقلة، وما في مثلها .. فيسهل عليك قراءة "الزّكْزَكة" مصدر الرباعي "زكزك" بمعنى "الزكّ" نفسه. وفي لغتنا المحكية، نحمل "الزَّكْزَكَةَ" معنى الدَّغْدَغَةِ في الجسم، كما في حالة المزاح والمداعبة..
المتنبي:
عــــَدُوُّكَ مَذْمـــــُومٌ بكـــُلّ لسَـــان
وَلَـــوْ كانَ مِنْ أعدائـــــكَ القَمَرَانِ
ولله ســــرٌّ في عـــــُلاكَ وَإنّمـــــــــَا
كَــــلامُ العِدَى ضَرْب من الهذيانِ
أتَلْتَمسُ الأعـــداءُ بعد الــــذي رأتْ
قيـــَـامَ دَليلٍ أوْ وضــــــوحَ بَيــَانِ
رَأتْ كلَّ مَنْ يَنْوي لـــكَ الغدرَ يُبتلى
بغَــدْرِ حيـــــــاة أوْ بغَدْر زمــــــانِ
برَغْمِ شَبيبٍ فــــَارَقَ السّيفُ كَفَّـــهُ
وَكانـــــَا على العِلاّتِ يَصْطَحِبــانِ
كأنّ رِقَــابَ النّاسِ قالَــــتْ لسَيْفِـهِ
رَفيقُكَ قَيْسِيٌّ وَأنــــــْتَ يَمــــــَانِ
ساحة النقاش