دوللي شاهين
شكلت انطلاقة الفنانة اللبنانية دوللي شاهين حالة استثنائية بحد ذاتها، لأن بدايتها مع النجومية بدأت دفعة واحدة، حيث جاءت بطلة لأحد أفلام المخرج خالد يوسف “ويجا”، ومن ثم توالت أفلامها السينمائية وأغنياتها وصولا إلى مسلسلها التلفزيوني الأخير “أدهم الشرقاوي” الذي تقاسمت بطولته مع الممثل محمد رجب.. ورغم اتهامات الإغراء التي طاردتها منذ دخولها عالم التمثيل، إلا أنها راهنت على موهبتها وقدمت أعمالاً جادة لاقت استحسان النقاد والجمهور..
أسماء محمد - شهدت شخصية دوللي الفنية الكثير من التغيرات، ربما بسبب النجومية التي حققتها سريعاً، بالإضافة إلى المشاكل والعثرات التي واجهتها وتحديدا في مجال الغناء، حيث لم تستطع أن تقدم أعمالا غنائية بانتظام كما فعلت في السينما! إلا أن هذا شكل تحدياً بالنسبة لها لتقديم أعمال جيدة، سواء في الغناء أو التمثيل.
مشروع الفوازير
وعن جديدها، تقول دوللي شاهين لـ”الاتحاد”: “سأنتهي من تحضير ألبومي خلال الأيام المقبلة.. وسأنجز قراءة عمل سينمائي، وأيضا العمل جار على تحضيرات مسلسل “حرب النجوم” الذي كتبه وسيخرجه عصام الشماع. أما المفاجأة، فهي أنني سأبدأ قريبا العمل على مشروع الفوازير الذي كان معلقا منذ عامين”.
خلال مسيرتها السينمائية القصيرة يبدو واضحا للعيان أن دوللي ممثلة تتقن اخيتار أدوارها بعناية. وهذا ما قالته في حديثها موضحة: “أحب تقديم الأدوار المركبة التي تظهر قدراتي التمثيلية”. وتعليقا على ما تناقلته الصحافة مؤخرا عن قرارها بـ “التوقف عن أداء المشاهد الساخنة احتراماً لزوجها، قالت: “أنا ممثلة، وزوجي مخرج. وهو يعلم أن أي مشهد يكون موظفاً ضمن سياق العمل. ولكني أصبحت الآن أفكر جيدا قبل تقديم أي دور، فقبل ارتباط الفتاة يكون لديها حسابات تختلف عن مرحلة ما بعد زواجها، حيث تصبح مسؤولة عن عائلة ومن زوج له الحق في محاسبتها”.
قنبلة اجتماعية موقوتة
ومن التمثيل إلى الغناء، كان لافتا تقديم دوللي أغنية جديدة بعنوان “أطفال الشوارع”، كتب كلمات الأغنية أسامة محرز، ولحنها ووزعها محمود صادق. ولم تكتف دوللي بإطلاق الأغنية فقط، بل صورتها على طريقة الفيديو كليب تحت إدارة زوجها المخرج باخوس علوان. وعن هذه الأغنية تقول: “أردت تقديم أغنية جادة ضمن حملة حماية الطفولة التي شاركت فيها خصوصا أننا لم نعط هذه القضية الاهتمام المطلوب! ولا نسعى إلى حل مشكلة هؤلاء الاطفال حتى نبعدهم عن طريق الانحراف! من هنا أردت تقديم أغنية تهدف إلى القول إن أطفال الشوارع ضحية، وقنبلة اجتماعية موقوتة يجب مواجهتها حتى لا تنفجر داخل المجتمع. فيجب أن يكون للفن دور في الضغط على الحكومات لحل هذه المشاكل الاجتماعية التي سئمنا من تعليقها. لذلك لم أكتف فقط بأغنية “أطفال الشوارع”، بل سأقدم مجموعة من الأغنيات المتتابعة لتشكل حملة توعوية داخل المجتمع. وأعتقد أنه مع الوقت تستطيع هكذا أعمال أن تؤثر على صناع القرار في بلادنا للعمل على تغيير الواقع الاجتماعي الصعب لبعض الفئات المهمشة”.
أغنيات إنسانية
وترى دوللي أن الفن “يجب أن يوظف في خدمة قضايا الإنسان”، وبالتالي اعتبرت أن أغنية “أطفال الشوارع” ستكون بداية الطريق نحو تقديم أغنيات ذات طابع إنساني مثل “الطفولة والشيخوخة، قائلة: سأغني من أجل الحرية والكرامة الإنسانية، لأن من حقنا أن نعيش بمقومات الحياة البشرية وليس دون ذلك”.
وتتساءل دوللي عن إمكانية تقديم الفنانين في الوقت الراهن الذي يمر به العالم العربي أغنيات عاطفية ورومانسية! في الوقت الذي تشتعل فيه بعض البلاد العربية نتيجة اضطرابات خلفت الآلاف من القتلى والجرحى.. وتتابع قائلة: “لا اعتقد أنه على الفنان تقديم الأغنيات الرومانسية في ظل الظروف السياسية الصعبة التي يمر فيها العالم العربي. يجب على الفنان ان يكون مرآة المجتمع. لذا يجب أن نخصص جزءاً من أعمالنا للشعوب التي قدمت التضحيات في سبيل الحرية”.
ساحة النقاش