على الرغم من سيطرة وغلبة العامية على كلامنا إلا أن الكثير من الألفاظ التي نستعملها دائماً فصيح، فنقول في باب الشبع والسأم من الطعام، انبشم فلان من الأكل، ونظنها عامية، ولكنها فصيحة ومتداولة كثيراً، لأن البَشَم في "لسان العرب": تُخَمَةٌ على الدَّسَم، وربما بَشِمَ الفَصِيلُ من كثرة شُرْب اللبَن حتى يَدْقى سَلْحاً فَيَهلِك. يقال: دَقِيَ إذا كثُر سَلْحُه.
وقيل البَشَمُ التُّخَمة، وقيل: هو أن يكثر من الطعام حتى يَكْرُبَه. يقال: بَشِمْت من الطعام، بالكسر؛ ومنه قول الحسن: وأنت تَتَجَشَّأُ من الشِّبَع بَشَماً، وأصله في البهائم، وقد بَشِم وأَبْشَمه الطَّعامُ؛ وفي حديث سُمرة بن جُنْدَب: وقيل له إنَّ ابنَك لم يَنَمِ البارحة بَشَماً، قال: لو مات ما صلَّيْت عليه؛ البَشَمُ: التُّخَمة عن الدَّسَم؛ ورجل بَشِمٌ، بالكسر. وبَشِمَ الفَصِيلُ: دَقِيَ من اللبَن فكثر سَلْحُه. وبَشِمْت منه بَشماً أي سَئمْت. يقال في العربية الرُّؤبةُ للإناء كالرُّقْعَة للثوب، والدَسَم مِن كل ذي دُهْنٍ كالوَدَك من كلِّ ذي شَحْم. العَقَاقِير فيما تعالج به الأدوية كالتّوابل فيما تعالج به الأطعمة، والأفواه فيما يعالج به الطِّيب. البذْرُ لِلْحنْطَةِ والشَّعيرِ وسائر الحبوب كالبزْر للرياحين والبقول.
واللّفْحُ من الحرِّ كالنَّفْحِ مِنَ البَرْد.
الدَّرَجُ إلى فوق كالدَرَك إلى أسفل، ومنه قيل: إنّ الجنة درجات والنّار دَرَكات. الهَالَة للقمر كالدَّارة للشمس، والغلَتُ في الحساب كالغَلَط في الكلام. البَشَم مِنَ الطعام كالبَغَر منَ الشَّرَاب والماء، والضّعْف في الجسم كالضَّعْف في العَقْل.
الوَهْنُ في العظم والأمر كالوَهْي في الثوب والحبْل.
حَلاَ في فمي مثل حَلِي في صدْري.
البصيرَة في القلْبِ كالبَصَر في العَين.
الوُعورَة في الجبل كالوُعُوثَة في الرَمْل،
العَمَى في العينِ مثلُ الْعَمَهِ في الرَّأي،
البَيْدَر للحنْطَة بمنزلة الجرِينِ للزّبيب والمِرْبَدِ للتّمْر.
ابن الرومي:
لـــو أنكـــم بعد غُصتي بكـــُم
سـوغتموني الغنى مــــن العــدم
دعــــــوتُ ربي بـــــأن يُبدِّلني
ممـــا منحتم قليلَ ذي كـــــرم
وكــــــان أكلي لحومكـــم حنقاً
أشفى من المُشفياتِ للقـــــرم
بشمتُ بالأمس مـــن خبائثكم
فالخُمصُ منكمْ خيرُ مــن البشم
أو أنكــــــم صحتي وعــــافيتي
فررتُ من قربكــــم إلى السقــم
لو أنكـــــم لي شبيبةٌ أنــــــفٌ
هربـــــتُ من قُربكـم إلى الهــرم
لابـــــــــاركَ الله في صنائعكم
أهكــــــذا لم تزل على القـــدمِ
ساحة النقاش