يُثار في هذه الأيام كثير من اللغط حول دور بكتيريا الأمعاء في الصحة والمرض. ويُشير آخر تقرير صدر بهذا الصدد ونُشر في العدد الأخير من مجلة «نيتشر» إلى وجود فروق واختلافات بين أنواع البكتيريا التي تنمو في أمعاء الأشخاص المصابين بمرض السكري، وتلك التي تنمو في أمعاء غيرهم من الأصحاء أو المصابين بأمراض أخرى غير السكري.
وقام باحثون صينيون وأوروبيون ممن شاركوا في الدراسة بتحليل الحمض النووي (DNA)، وذلك من أجل معرفة أنواع التجمعات البكتيرية الموجودة في أمعاء مجموعة متكونة من 345 صينياً. فوجدوا أن الأشخاص المصابين بمرض السكري لديهم اضطرابات معوية خفيفة. ولاحظوا أن بعض أنواع البكتيريا الموجودة في أمعائهم تُنتج بعض المركبات مثل «بيوتيريت». كما سجلوا وجود مستويات عليا من بكتيريا متنوعة يمكن أن يزداد عددها كلما سنحت الفرصة لذلك، وتتسبب من ثم في الإصابة بالمرض. واكتشف الباحثون أن الأعداد القليلة من البكتيريا المنتجة لمركبات «بيوتيريت» توجد كذلك في أمعاء المسنين المصابين بسرطان القولون. ما يعني أن هذه البكتيريا قد يكون لها دور حمائي رئيس داخل الأمعاء، حسب الباحثين.
وقد سبق لباحثين أن كشفوا في دراسات سابقة عن وجود علاقة بين أنواع البكتيريا الساكنة في الأمعاء وبعض الأمراض كالسمنة وبعض الأمراض الجلدية والمناعية. إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يربط فيها باحثون بين أحد أنواع بكتيريا الأمعاء ومرض السكري.
وتجدر الإشارة إلى أن دعوات علاج السكري باتباع الحمية الغذائية تتعالى وتتنامى يوماً بعد يوم، لا سيما بعد أن تمكن مرضى يقدر عددهم بعشرات الآلاف من الشفاء التام اعتماداً فقط على نظام الحمية الغذائية الموصوف من الطبيب المعالج، وبفضل نجاحهم في إنقاص الوزن بالكيلوجرامات اللازمة دون الاستعانة بالأدوية أو الإبر، ولكن تحت إشراف طبيب مختص.
ساحة النقاش