دعي بروس سبرينغستين إلى مهرجان في أوستن بولاية تكساس في شهر آذار/مارس لإلقاء الكلمة الافتتاحية في هذا الحدث السنوي لجمهور هانغوفر في منتصف النهار بمركز مؤتمرات أوستن. وأمضى أكثر من 50 دقيقة يلقي خطابه وكأنه يلقي محاضرة تاريخية أو مذكرات شفهية وبيانا عن الروك آند رول  في آن واحد..إنه كان حقا جذاب.

لعب سبرينغستين على آلة الغيتار، وجعل الجمهور يتغنى بإيقاعاته كما أثنى عليه أشهر عازفي الروك آند رول أمثال ألفيس بريسلي وجيمس براون، وذي آنيمالز وبوب ديلان وودي غوثري والبيتلز والسكس بيستول وأخيرا بيل سيكتور.. كان مسل ومؤثرا وقبل كل شيء صادقا إلى حد مزعج، كما اعتاد أن ينال تصفيق الحضور مع كل جملة موسيقية، كما نال مكانة كبيرة بسبب ذكائه وسرعان ما انتشر حول العالم عبر مواقع الفيديو.

من بين ما قاله سبرينغستين عن نفسه: أنه نجح في تلخيص مدى أهميته على وجه التحديد  أكثر من أي وقت مضى خصوصا بعد الشروع في رحلته الموسيقية الأولى عام 1964، بواسطة غيتار استأجرها إضافة إلى تمسكه بصرامة الرجال وجديتهم حتى في أحلك الظروف في السبعينيات والثمانينات .
ولد في لونغ برانش بولاية نيو جيرسي لأبوين من الطبقة العاملة (الأب يعمل سائق حافلة والأم تعمل سكرتيرة)، لذلك فهو كان محددا في دفاعه عن عمل الرجل والمرأة. ولكن بالرغم من سوء الفهم الذي لازم أغنيته عن المعاملة السيئة لقدامى حرب فيتنام من خلال أغنيته الفردية "بورن إن ذا يو إس أيه"، فهو لم يكن أبدا متهما بالشوفينية.
ولأنه ينحدر من أصول إيطالية وآيرلندية وهولندية فكان نضاله مع السكان المهاجرين قريبا من قلبه. ولاقت موضوعاته عن الحياة مع جمهوره والرأي العام الأمريكي صدى واسعا، مع كل مجموعة فريدة من أغانية القائمة على الروك والكانتري والبلوز والهارد روك.
وكان لألبومه عام 1978 نقطة تحول في حياته دون أعماله السابقة عندما احتضن فيه الوعي السياسي بعلانية أكثر، وتبعه أيضا في ألبوماته الكلاسيكية اللاحقة مثل "ذا ريفر" و"نبراسكا" حتى جاء الألبوم الأكثر مبيعا "بورن إن ذا يو إس إيه" والذي باع 15 مليون نسخة. وجند صوته وموسيقاه لصالح حقوق الإنسان من خلال جولته في الثمانينات، فضلا عن نضاله ضد الظلم الاجتماعي والسياسي، ومن هنا فإن استخدام صوته للتغيير خطف روح وخيال الولايات المتحدة لفترة طويلة.

ويبدو أن وضعه الأسطوري قد ترسخ في السنوات الأخيرة مع الجيل الجديد من محبي موسيقى الجاز والروك القديمة والميتال وأصحاب الياقات الزرقاء والرجال والنساء والأطفال ويبدو أن الجميع متفاعل مع موسيقاه على حد سواء.

وأغنيته "ذي رايزينغ" كانت الأول التي تغنى فيها مع خطاب النصر للرئيس الأمريكي باراك أوباما في غرانت بارك في شيكاغو بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2008،  ومن ثم كان مرة أخرى هو أول فنان لعب الروك  في حفل تنصيبه في واشنطن في عام 2009، أمام 400،000 شخص عند نصب لنكولن.

وتحدث الرئيس أوباما نفسه كيف أن سبرينغستين تحدث أمام مركز كينيدي نيابة عن الشعب الأمريكي أثناء فوزه بإحدى الجوائز عام 2009 بوصفه أحد الذين قدموا إسهامات بارزة في نشر الثقافة الأمريكية، واخختم أوباما خطابه بالقول عن سبرينغستين "بينما أنا رئيس، فانه هو الزعيم".
وبالعودة إلى محاضرة سبرينغستين التي ألقاها في أوستن فقد قدم نصائحه لأولئك الذين يودون اتباعه في عالم الروك آند رول والشهرة. فقال : "افتح أذنيك، وافتحوا قلوبكم، لا تأخذ نفسك على محمل الجد.. لا داعي للقلق. "كما أن الأداء بحاجة الى "ثقة حديدية " مع الحفاظ على بعض الشك لأنها تبقيك مستيقظا ويقظا".

وتابع نصائحه قائلا :"يجب أن تكون قادرا على الحفاظ على فكرتين متناقضين تماما وهي أن تكون على  قيد الحياة وبصحة جيدة داخل القلب والرأس في كل الأوقات. وعند المشي على خشبة المسرح وسط ضوضاء الروك، يجب التعامل  معها وكأنها هي كل ما لدينا. وتذكر بعد ذلك، إنها فقط الروك أند رول ".

المصدر: محرر ياهو مكتوب

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,221,330