يمتاز الهاتف بكاميرا أمامية ذات قدرة على التقاط صور عرضية واضحة

يحيى أبوسالم

لعل إعلان الشركة الأميركية مايكروسوفت مؤخراً عن بدئها طرح نسخ معتمدة من نظام تشغيلها الجديد ويندوز 8 المخصص للهواتف المتحركة، والبدء في توزيعه للشركات التكنولوجية المتخصصة في صناعة الهواتف الذكية، التي ستعمل بنظام التشغيل الجديد هذا، جاء في الوقت الذي يشهد فيه السوق العالمي لهذه الأجهزة تنافسا شديدا، وجاء في الوقت الذي يشهد هيمنة كلٍ من شركة أبل بنظام تشغيلها آي أو أس، وشركة جوجل بنظام تشغيل أندرويد، والشركات العالمية التي تتخذه نظاماً لهواتفها وأجهزتها الذكية المختلفة.

تأتي الشركة التايوانية «إتش تي سي»، والتي اشتهرت مؤخراً بطرحها للعديد من الهواتف الذكية وخصوصاً الفئة المتوسطة، التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد من جوجل، والتي تجاري بقوتها ومواصفاتها والميزات التي تأتي بها، العديد من الهواتف المتوفرة في الأسواق، وقد تتفوق على أغلبها، بما تقدمه من إمكانيات وما تأتي به من أسعار في متناول الجميع، وجاءت هذه الشركة بهاتف جديد يعمل بنظام التشغيل الجديد أيضاً ويندوز 8، يطلق عليه اسم «إتش تي سي ويندوز فون 8 إكس». لتكون بذلك التايوانية إتش تي سي، الشركة رقم 3 بعد كلٍ من الكورية سامسونج وهاتفها «آتيف أس»، والفنلندية نوكيا وهاتفها «لوميا 920»، والتي أعلنت كلاهما مؤخراً عن طرح هواتف ذكية تعمل بنفس نظام التشغيل الجديد هذا، ويندوز 8.

ويمكن اعتبار هاتف «إتش تي سي ويندوز فون 8 إكس» الجديد، الذي يعمل بنظام التشغيل ويندوز 8، هو الهاتف الثالث على المستوى العالمي والرسمي، للهواتف المتحركة الذكية التي تعمل بنظام التشغيل الجديد من مايكروسوفت. وهذا الهاتف الذي وبالإعلان عنه رسمياً مؤخراً، سيشكل عبئاً جديداً على قرارات المستخدمين لمثل هذه الهواتف والراغبين في شراء هاتف ذكي جديد يعمل بنظام التشغيل ويندوز 8. ولكن ما الجديد أو التقليدي الذي جاء به هاتف إتش تي سي 8 إكس؟

 

◆ أولاً: جاء الهاتف التايواني الجديد كنسخة شبيهة إلى درجة كبيرة من هاتف الفنلندية نوكيا الأخير لوميا 920، وكأن الشركتين استعانتا بنفس المصممين لتصميم الشكل الخارجي لكلا الهواتف. وأكثر ما سيجعلك تميز الفرق بينهما هو شعار كل شركة المختوم على واجهة هذه الهواتف أو المحفور على خلفياتها. حيث يأتي هاتف إتش تي سي الجديد، بألوان عديدة ومختلفة تتماشى وطريقة تصميم نظام التشغيل ويندوز والواجهات والخلفيات التي يمكن للمستخدم تحديدها في الهاتف، لتتناسب ولون هاتفه. الأمر الذي لم نعتد عليه في الماضي فيما يتعلق بالهواتف الذكية عالية الأداء، حيث من المتوقع أن تأتينا اليوم الشركات العالمية بألوان جديدة ومختلفة في هواتفها الذكية القادمة. وهو الأمر الذي لم نره في هاتف الشركة الكورية الجديد الذي يعمل نظام التشغيل ويندوز 8، حيث اعتمدت الشركة الألوان التقليدية في هاتفها «آتيف إس» الذي يعمل بنظام التشغيل ويندوز.

 

◆ ثانياً: جاء الهاتف الجديد من إتش تي سي، بشاشة قياس 4,3 إنش، وهو نفس القياس التي تأتي عليه هواتف سامسونج القديمة «جالاكسي إس 2»، تمتاز بأنها عالية الوضوح من نوع «سوبر إل سي دي 2»، تبرز كثافة الألوان وحدة الصور في نظام التشغيل ويندوز 8، حيث جاءت بوضوح عال يصل إلى (1280X720) بكسل، كما أن كثافة الصورة فيها تصل إلى 342 بكسل لكل إنش. وهو الوضوح والكثافة نفسيهما تقريباً التي جاء عليها كل من هاتف نوكيا لوميا 920، باختلاف أن هذا الأخير يأتي بشاشة قياس 4,5 إنش، وهاتف سامسونج آتيف أس الذي يأتي بشاشة قياس 4,8 إنش.

◆ ثالثاً: أحد أهم الأمور الفنية التي اعتمدتها الشركة التايوانية أتش تي سي، في هاتفها الجديد، وهو نفس الأمر الذي اعتمدته كلٌ من سامسونج ونوكيا في هواتفها الذكية التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز 8، هو اختيارها للمعالج المركزي المتفوق والعالي الأداء، من نوع «كوالاكوم سناب دراجون»، ثنائي النواة وبسرعة تصل إلى 1,5 جيجاهيرتز. وهو المعالج المركزي الذي اعتمدته الشركة الكورية في هاتفها «سامسونج جالاكسي إس 3» للنسخة الأميركية، والذي يأتي بسرعة أقل تصل إلى 1,4 جيجاهيرتز، بالإضافة إلى أنه نفس المعالج الذي اعتمدته أتش تي سي في هاتفها عالى الأداء والشهير «وان إكس». يذكر أن المعالج المركزي في هاتف جالاكسي إس 3 النسخة العالمية يأتي، من نوع «إكسيونز 4» رباعي الأنوية وبسرعة تصل إلى 1,5 جيجاهيرتز.

◆ رابعاً: ورغم استخدامها لمعالج مركزي قوي في هاتفها الجديد، إلا أن أتش تي سي زودت هاتفها الذي يعمل بنظام التشغيل ويندوز، بذاكرة عشوائية من نوع رام، بحجم 1 جيجابايت، الأمر الذي يجعلنا نطرح سؤال مهم، هو، هل ستتمكن وهل ستكفي هذه الذاكرة بهذا الحجم، للتعامل مع نظام التشغيل ويندوز 8؟ أم أن المستخدمين لهذه الهواتف سيجدون أنفسهم تائهين بين سرعة المعالج المركزي وقوته وقلة الذاكرة العشوائية، وخصوصاً لعشاق البرامج والتطبيقات والألعاب، التي وعدت مايكروسوفت وشركاءها بتزويد متجر مايكروسوفت للأجهزة الذكية بالعديد منها. وفي نفس الوقت يأتي هاتف سامسونج ونوكيا اللذان يعملان بنظام التشغيل ويندوز 8 بنفس حجم الذاكرة.

◆ خامساً: إحدى أهم الإيجابيات التي تحسب لهواتف الشركة التايوانية إتش تي سي الذكية، هو الميزات والتقنيات المستخدمة في كاميرات هواتفها، ولن نقول هنا حجم الصورة أو الكاميرا، والذي يأتي اليوم بحجم 8 ميجابايت لأغلب إن لم يكن جميع كاميرات الهواتف الذكية الخلفية، متوسطة وعالية الأداء. أما بخصوص كاميرات هذه الهواتف الأمامية، فهي التي غابت عن أذهان معظم الشركات العالمية، فجاءت بكاميرات ذات صور غير جيدة أو ضعيفة، لا تقارن مع مواصفات وميزات الهاتف الأخرى عالية الأداء. وهذا الذي جاءت بعكسه التايوانية اتش تي سي، حيث زودت هاتفها الجديد، بكاميرا أمامية بحجم 2,1 ميجابيكسل مزودة بعدسة تصوير ذات بعد 88 درجة «ألترا وايد» والمخصصة لالتقاط صور بأبعاد عرضية كبيرة، تعجز معظم كاميرات الهواتف الذكية الأمامية على التقاطها.

◆ سادساً: يأتي الهاتف الجديد بالعديد من الميزات والمواصفات الفنية والتقنية التي تأتي عليها الهواتف الذكية الأخرى، والتي تعمل بنفس نظام التشغيل أو أنظمة التشغيل الأخرى، إلا أن ميزة الصوت في هاتف إتش تي سي 8 إكس، والذي يأتي مزوداً بمضخم حقيقي للصوت بداخلة، يجعل عملية سماع الموسيقى والأغاني، أكثر وضوحاً وواقعية، ويجعل الأصوات بداخلة أكثر حده ونقاء، ويعود الفضل إلى ميزة «بيتس»، وهي الميزة التي تعتبر الأولى على مستوى الهواتف الذكية وخصوصاً تلك التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز 8. إضافة إلى ذلك فإن الهاتف الجديد مزود بكافة تقنيات الاتصال والاتصالات، عدا عن أنه يحتوي على بطارية قياس 1800 ملي أمبير، وذاكرة خارجية للتخزين بحجم 16 جيجابايت. ولا يدعم بطاقات الذاكرة الخارجية من نوع مايكرو اس دي، وذلك على غرار هاتف نوكيا لوميا 920.

نسخة متوسطة الأداء

إلى ذلك تزامناً مع طرحها لنسختها عالية الأداء 8 إكس، أعلنت التايوانية اتش تي سي عن النسخة متوسطة الأداء الجديدة تعمل بنظام التشغيل ويندوز 8 أيضاً « إتش تي سي 8 أس». وتمتاز هذه النسخة، بشاشة أصغر قياس 4 إنشات، ذات دقة أقل تصل إلى (800X480) بكسل، ومن نوع النسخة الأعلى نفسه. ويأتي هاتف 8 أس بنفس المعالج المركزي المستخدم في النسخة الأخرى إنما بسرعة 1 جيجاهيرتز، بالإضافة إلى ذاكرة عشوائية من نوع رام بحجم 512 ميجابايت، وذاكرة تخزين داخلية بحجم 4 جيجابايت، مع منفذ لقبول الذاكرة الخارجية من نوع مايكرو إس دي. وجاء الهاتف بكاميرا خلفية فقط بحجم 5 ميجابايت، ويأتي بأغلب التقنيات المستخدمة في النسخة الأخرى، وخصوصاً تقنية «بيتس» الصوتية.