أظهرت دراسة أميركية جديدة أن تناول المهدئات والمسكنات يعد غير آمن بالنسبة لمن سبق لهم أن تعرضوا بجلطات قلبية أو سكتات، بما فيها تلك المهدئات التي يستخدمها المسنون لتخفيف آلام العضلات والتهاب المفاصل. وقد توصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد أن قاموا بتحليل بيانات 99,187 راشداً يبلغ معدل أعمارهم 69 عاماً ويجمعهم قاسم مشترك واحد هو أنهم سبق لهم التعرض لجلطة قلبية. وفي السنوات الخمس الأولى، سجل الباحثون أن 44% وصف لهم أطباؤهم أدوية مسكنة مثل آيبوبروفين ونابروكسين وسيليكوكسيب.

وفي هذه الفترة نفسها، توفي 36,747 منهم. ولاحظ الباحثون أن عدد الجلطات القلبية غير المميتة والوفيات الناتجة عن مشاكل في القلب بلغ 28,693 حالة.

ومن الأشياء التي لفتت انتباه الباحثين أن المسنين الذين كانوا يتناولون الآيبوبروفين خلال تلك الفترة كانوا أكثر عرضة للوفاة مقارنة بأولئك الذين لم يكونوا يأخذون أية مسكنات أو مهدئات. وتعرض 59% من المسنين المشاركين في الدراسة إلى الوفاة نتيجة جلطة قلبية جديدة في السنة الأولى، في حين تعرض 63% إلى خطر الوفاة خلال السنوات التالية من عمر الدراسة. كما كان مستهلكو المهدئات أكثر عرضة للإصابة بجلطة قلبية أخرى (بنسبة 30% في السنة الأولى) أو الموت بسبب اضطراب في الشريان التاجي (بنسبة 41% خلال فترة السنوات الخمس). وقد سجل الباحثون أن مخاطر الإصابة بجلطة قلبية مميتة أو غير مميتة كانت تتضاءل بعد كل سنة لدى المسنين الذي سبق لهم الإصابة بجلطة واحدة ممن كانوا لا يتناولون الآيبوبروفين، وهو الأمر الذي لم يحدث لدى أقرانهم الذين كانوا يتناولون الأدوية المسكنة للألم. إذ بقيت مخاطر إصابتهم مجدداً بالجلطة مرتفعة طيلة السنوات التي تلت إصابتهم بأول جلطة قلبية. ويفيد الباحثون أن الأشخاص الذين يُصابون بجلطات قلبية بسبب توقف تدفق الدم إلى القلب هم أكثر من يتضررون من المهدئات والمسكنات. ويضيفون أن أكثر من مليون شخص يصابون بجلطات قلبية كل سنة في الولايات المتحدة الأميركية لوحدها. وعلى الرغم من تقدم طرق العلاج، فإن نصف مليون من هؤلاء يموتون بعد فترة وجيزة من إصابتهم بالجلطة، أو يتعرضون لتلف دائم في إحدى وظائف الجسم الأساسية، ويحصل ذلك في الغالب لأولئك الذين لا يتلقون إسعافاً فورياً.

 

وتجدُر الإشارة إلى أنه خلال السنوات الأولى من الدراسة، كان بعض المشاركين يتناولون عقار روفيكوكسيب، وهو المسكن الذي سُحب من البيع في المنافذ الصيدلية الأميركية سنة 2004 بسبب أعراضه الجانبية غير الآمنة على بعض المرضى، وهو ما تأكد منه الباحثون فعلاً، إذ لاحظوا أن عدد المتوفين كان مرتفعاً أكثر في صفوف من كانوا يتناولون هذا العقار، وذلك مقارنة مع من كانوا يتناولون مهدئات أخرى، بمن فيهم من تناولوا عقار الآيبوبروفين.

 

هذا في الوقت الذي سُجل فيه أن نسبة الوفاة كانت في أدنى مستوياتها في صفوف المسنين الذين كانوا يتناولون مهدئات نابروكسين. وكان العارض الجانبي الوحيد لهذا العقار هو احتمال تسببه في الإصابة بنزيف في الأمعاء. ويشير الباحثون إلى أن مخاطر الموت نتيجة لأي سبب كانت أكبر من مخاطر الموت نتيجة مضاعفات في القلب، نظراً لأن جميع المشاركين كانوا يعانون من مشاكل في القلب، وأن الوفيات التي وقعت لأسباب أخرى كالالتهاب الرئوي أو غيره من الأمراض حدثت بسبب ضعف قدرة مرضى القلب على المقاومة والتحمل والتعافي.

المصدر: «واشنطن بوست»
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 107 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,308,149