يرى خبراء في «الجمعية الأميركية للطب الرياضي» أن القدرة على التنبؤ الحدسي هي احدى علامات «الحاسة السادسة»، والتي تأتي بعد الحواس الخمس: البصر والسمع والشم والتذوق واللمس، ويؤكدون أن الحاسة السادسة تتواجد لدى كل الأفراد ولكن بنسب متفاوتة، وتعتمد على مدى الصفاء الذهني ودرجة التواصل مع الذات. ويعزون أهميّة وجود هذه الحاسة في مدى قدرتها على اكتشاف الطاقة الداخلية الايجابية واستخدامها في علاج عدد من الأمراض النفسية كالاحباط والاكتئاب، أو توظيفها في اختيار نمط المعيشة السليم المرتكز على حمية غذائية صحية، أو برنامج رياضي منتظم.


 «سيدتي» تطلع من الاختصاصية في العلاج الطبيعي والطب الرياضي صفاء المجذوب على أهم الوسائل التي تنمّي الحاسة السادسة.

للحدس البصري فعالية في إنقاص الوزن والارتقاء بالصحة، إذ يستخدمه خبراء اللياقة في تحفيز متتبّعي الحميات الغذائية على تخيّل شكل أجسامهم بعد الانتهاء من فترة البرنامج، ما يزيد من عزيمتهم

تعرّف المجذوب الحدس، بوجه عام، بأنه القدرة على قراءة الواقع، أو التعرّف على الأشياء، أو التنبؤ بها قبل وقوعها، وتكون في صورة فكرة مفاجئة، أو شعور داخلي، أو تكهّن مسبق، ما يجعل مبدأ التواصل مع الحاسة السادسة مسؤولية شخصية تهدف إلى إعادة اكتشاف الذات وتحقيق الاسترخاء والراحة النفسية. وثمّة أساليب عدّة للتواصل مع الحاسة السادسة، أبرزها:

1 الحدس البصري: يعرّف الخبراء الحدس البصري بالرؤية الداخلية، والتي يتمّ فيها استقبال المعلومات من خلال البصيرة الذاتية. وتجدر الإشارة إلى أن للحدس البصري فعاليّة في إنقاص الوزن والارتقاء بالصحة، إذ يستخدمه خبراء اللياقة في تحفيز متتبّعي الحميات الغذائية وممارسي البرامج الرياضية على تخيّل شكل أجسامهم بعد الانتهاء من فترة البرنامج، ما يزيد من عزيمتهم ويدفعهم إلى الاستمرار والالتزام بنمط المعيشة السليم لفترات طويلة. ويستخدم المتخصّصون، في هذا الصدد، مجموعة من الوسائل البصرية التي تدعم عملية إنقاص الوزن، مثل: تخيّل أو رسم الصورة التي سيكون عليها شكل الجسم بعد الانتهاء من البرنامج، أو القيام بعرض مجموعة من الصور لأشخاص فشلوا في إنقاص أوزانهم.

2 الحدس السمعي: يقوى الحدس السمعي عند الاشخاص جيّدي الاستماع إلى تجارب الآخرين، ما يساعد أصحاب الوزن الزائد في زيادة الالتزام بأسلوب الحياة الصحّي، تحسّباً من الوقوع في نفس أخطائهم، وبالتالي التعرّض للإصابة بالأمراض الناتجة عن زيادة الوزن، كالسكري وأمراض القلب وضغط الدم.

3 الحدس الحسي: يكثر استخدام الحدس الحسي عند النساء، لاستعمالهن العاطفة أكثر من الرجال، كما يتطوّر مع الأشخاص المقرّبين من الأصدقاء والعائلة بسرعة كبيرة. ويتفق المتخصّصون، في هذا الصدد، على أن للعائلة دوراً كبيراً في دعم أقاربها أو أبنائها من أصحاب الوزن الزائد من خلال مشاركتهم برامجهم الغذائية أو تمريناتهم الرياضية.

أطعمة تقوّي الحاسة السادسة

ويحتاج المخ إلى أكثر من 20 مغذياً يومياً لا تتواجد جميعها في مادة غذائية واحدة لتنمية قدرته على التواصل الحدسي، وخصوصاً الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، نظراً إلى تعرّضه المفرط للهجوم التأكسدي الضار من الشقوق الحرة، بجانب استهلاكه للأوكسجين بدرجة تفوق أعضاء الجسم الأخرى. وثمة مواد غذائية من شأنها زيادة القدرة على التركيز الحدسي والتواصل مع الآخرين بواسطة العقل اللاوعي (الباطن)، أبرزها:

> حمض الفوليك: يساهم حمض الفوليك في إنتاج «الدوبامين»، وهي إحدى المواد الكيميائية في المخ والمسؤولة عن بقائه في حال يقظة ونشاط. والجدير بالذكر أنّ هذه المادة، يتمّ تصنيعها من عنصر «التيروسين» الذي يشكّل وحدة بناء البروتين الهام في بناء الخلايا وتجديد الأنسجة في المخ، ويتواجد في اللحم البقري والديك الرومي والأسماك ومأكولات البحر، علماً بأن أفضل مصادر حمض الفوليك من الغذاء، هي: السبانخ والبروكولي والخس والأفوكادو وكبد البقر وحبوب الإفطار الغنية بالنخالة والشوفان.

> فيتامينات «بي» B المركبة: يحتاج المخ غذائياً إلى مجموعة فيتامينات «بي» B المركبة، كفيتامين «بي 12» B12 الضروري لكفاءة الجهاز العصبي وتكوين الكريات الحمراء، علماً أن أهمّ مصادره، هي: اللحوم الحمراء والبيض والأسماك والألبان والكبد، بجانب فيتامين «بي 6» B6 الضروري لسلامة كيميائيات الجسم المسؤولة عن اتصال الخلايا العصبية، والمتوافرة في الخضراوات الورقية والحبوب الكاملة والبقول.

> فيتامين «اي» A و«البيتا كاروتين»: يعمل الفيتامين «اي» A و«البيتاكاروتين» كمضادات للأكسدة وحماية النسيج المخاطي وإصلاح أضراره في المخ. ومن أهم مصادرهما: الكبد والمشمش والبندورة والجزر والسبانخ والمانغا والبيض والزبدة والحليب ومشتقاته.

> المعادن الغذائية: يحتاج المخ إلى كلّ من الكالسيوم والماغنسيوم والمنغنيز لسلامة انتقال النبضات العصبية، وإلى الحديد لنقل الأوكسجين إلى الخلايا والمساهمة في إنتاج «الدوبامين»، بالإضافة إلى الزنك الهام لنمو المخ وكفاءة أدائه الوظيفي، و«البورون» الهام في إنتاج الأنزيمات المؤثّرة على حركة الكالسيوم الذي يعمل على انتقال النبضات العصبية، وإلى اليود الضروري لزيادة قدرة الأداء الذهني. والجدير بالذكر أن الألبان ومشتقاتها والملفوف والخبز الكامل والصويا ومنتجاتها من أفضل مصادر الكالسيوم، بينما تعدّ الخضراوات والفاكهة المجفّفة والشوكولاتة والفاكهة الحمضية من أهم مصادر الماغنسيوم، فيما تعتبر الخضراوات والفاكهة من أفضل مصادر «البورون».

> المياه المعدنية: يفيد تناول الماء بكميات كافية، في زيادة نشاط الدورة الدموية الواصلة إلى المخ وتحسين كفاءتها في نقل الأوكسجين إلى أجزاء المخ كافة، كما ينصح بتناول مشروبات الفاكهة الطازجة، وخصوصاً البرتقال والفراولة والليمون الحامض لاحتوائها على مضادات الأكسدة التي تخلّص المخ من مشكلات الأكسدة والجذور الحرة.

تمرينات تنمية الحدس

1 تمرين التنفّس المنتظم: يساعد هذا التمرين على الاسترخاء النفسي وزيادة القدرة على التواصل الحدسي مع البيئة المحيطة، كما على التغلّب على صعوبات النوم والأرق. وهذه خطواته:

> يبدأ التمرين بالتنفس المنتظم من المعدة، بشكل طبيعي وبطيء.

> القيام باستنشاق كميّة كبيرة من الهواء، في أثناء العدّ إلى عشرة.

> الاحتفاظ بالهواء المستنشق وحبسه لمدة دقيقة، ثم زفره ببطء.

ويكرّر هذا التمرين لمرّات ثلاث يومياً، بغية الحصول على أفضل نتائج ممكنة.

2 تمرين الاسترخاء العميق: يعمل هذا التمرين على زيادة التواصل الذهني والتعمّق في أفكار الذات، ما يسهّل الاتصال بالقوة الداخلية. وهذه خطواته:

> التمدّد على الأرض، مع أخذ نفس عميق.

> القيام بشدّ عضلات الجسم بالكامل.

> إخراج هواء الزفير في أثناء القيام بتهدئة عضل الجسد، بدءاً من القدمين مروراً بالجسم ووصولاً إلى أعلى الرأس.

ويمارس هذا التمرين يومياً، لمدّة تتراوح من 5 إلى 10 دقائق.

3 الاتجاه العكسي: يساعد هذا التمرين على زيادة التركيز والقدرة على التعرّف إلى الانطباعات النفسية، وفق المواقف المختلفة التي تحدث على مدار اليوم، ويوصى بممارسته ليلاً بشرط أن يتم في مكان هادئ وإضاءة خافتة. وهذه خطواته:

> الجلوس في وضع معتدل، وغمض العينين.

> أخذ نفس عميق، كي يسترخي عضل الجسم ويصفى الذهن من الأمور الحياتية العالقة به.

> القيام بترتيب أحداث اليوم باتجاه معاكس، من الخلف إلى الأمام.

وفي حال شرود الذهن، يُنصح بإعادة التركيز مرّة أخرى من الفكرة الأخيرة، التي تم التوقّف عندها.

ويكرّر هذا التمرين بشكل يومي لمدة 10 دقائق، قبل النوم مباشرةً.

4 التمرينات الهوائية: تساعد ممارسة التمرينات الهوائية (الركض والمشي والسباحة وركوب الدراجات) على استهلاك أكبر كميّة من الأوكسجين، وتعزيز طاقة المخ في تحليل وإدراك أدقّ التفاصيل المتعلّقة بالبيئة المحيطة، كما أن استهلاك الوقت في ممارسة هذه التمرينات يزيد التأمل الذاتي والتكهّن الحسي للتبصّر بأدقّ الأمور النفسية ومعالجتها ذاتياً.

المصدر: سيدتي

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,926