المشاكل الصغيرة في السيارة تصبح كبيرة في حال إهمالها وعدم إصلاحها من البداية
يحيى أبوسالم
رتم الحياة انعكس وبصورة مباشرة على معظم من يملكون سيارات، فأصبحت عملية قيادتها، عملية روتينية بحتة، تندرج تحت عشرات المهام والوظائف التي يقوم بها سائقو السيارات بدون أدنى وعي أو أقل تركيز، فينسى هؤلاء السائقون أن سياراتهم هذه تسير على الطرقات، وأن أقل عطل، أو مشكلة فيها، قد تكون سببا مباشرا في كوارث ومصائب لا تقع على رأس السائق فقط، بل على من معه ومن حوله. من هنا تبرز أهمية صيانة السيارة الدورية.
تعبر عملية العناية بالسيارة، وفحصها بشكل دوري، والتأكد من سلامة قطعها المختلفة على الوجه الأمثل والصحيح، لدى العديد من الأشخاص، أمر ثانوي لا يكترثون له. ونسي هؤلاء أن الفحص الدوري للسيارة وقطعها المختلفة، والتأكد من ضغط هواء الإطارات، ومستوى الماء في مبرد المحرك، وسلامة الإضاءة والإطار الاحتياطي، وقوة شحن البطارية. وغير ذلك الكثير من الأمور التي يجب عدم إهمالها والتأكد منها ومن أدائها بشكل صحيح، يجنبهم الكثير من المشاكل الأخرى الأكبر، التي ترتبط ارتباطاً كلياً مباشراً مع هذه الأمور، التي لو راعاها السائق واهتم بها بشكل دوري، لن يصل لمراحل المشاكل الكبيرة، والصعبة الإصلاح، والتي تتطلب فنيين وأشخاص مؤهلين لإصلاحها.
ولعل أغلب سائقي السيارات، وخصوصاً السيارات الجديدة، يتركون عملية العناية بالسيارة لوكالة السيارة الخاصة بهم، فهي المسؤولة عن العناية الدورية بسياراتهم، والتي تتراوح مدتها ما بين 5 - 10 آلاف كيلو متر، والتي قد تتطلب أشهر طويلة لبلوغها. ولكن ماذا عن العناية الدورية (اليومية والأسبوعية والشهرية)، وخصوصاً الذين يتنقلون من مدينة إلى أخرى، أو يقطعون مسافات طويلة يومياً؟ وسواء كانت السيارة جديدة أم قديمة؟ قم بالتأكد من الأمور التالية بشكل دوري في سيارتك:
1- تأكد من مستوى الماء في خزان تبريد المحرك “الرديتر”: حيث إن هذه النقطة هي المسؤولة عن تبريد المحرك، وخصوصاً فترات الصيف الحارة، التي ترتفع فيها درجات الحرارة الخارجية ما يؤثر على حرارة محرك السيارة، وخصوصاً إذا كانت نسبة الماء به قليلة. ويستحسن وضع ماء التبريد المخصص بدلاً من الماء العادي، كما إن عملية فحص نسبة الماء لا تتم إلا عندما تكون السيارة واقفة لفترة طويلة.
واحذر من فتح خزان الماء إذا كانت السيارة تعمل أو عند إطفاء المحرك مباشرة، ما قد يؤدي إلى خروج الماء الساخن بقوة من الخزان عند فتحه بهذه الحالة. ولا تقم بوضع الماء البارد في الخزان إلا بعد فترة وقوف السيارة لمدة طويلة، أو إذا كان المحرك يعمل، وقمت بترك السيارة واقفة لفترة بسيطة. وإذا لاحظت نفاذ الماء من الخزان بسرعة، فقد يكون هنالك تسريب في الخزان أو أن غطاء الخزان بحاجة إلى تغير.
2- قم بغسل السيارة من الأسفل بشكل دوري، وذلك لضمان عدم التصاق الطين على هيكل السيارة من الأسفل، الأمر الذي قد يؤدي إلى صدأ الحديد والقطع المعدنية، وسرعة استهلاك القطع والمقابض البلاستيكية.
3- تأكد من ضغط إطارات السيارة الأربعة، بالإضافة إلى الإطار الاحتياطي، وخصوصاً عند السفر أو الرحلات، وحاول أن تقوم بتغير أماكن الإطارات، لضمان احتكاك حوافها وتآكلها بشكل مستو. مع ضرورة فحص وضبط زوايا العجلات بشكل مستمر، والتأكد من سلامة مسار عجلة القيادة، وعدم انحنائها لجهة على حساب الأخرى.
4- لا تهمل أي خدش في هيكل السيارة مهما كان بسيطاً، لأن مثل هذه الخدوش الصغيرة قد تؤدي إذا أهملت إلى صدأ المنطقة المحاطة بها، ما يؤدي بالتالي إلى تلف الحديد الذي جاء عليه الصدأ. ولذلك سارع عند حدوث خدش في هيكل السيارة، بإعادة دهن ورش منطقة الخدش هذه بلون يشبه لون المنطقة المخدوشة، أو بدهان شفاف يقي هذه المنطقة من الصدأ لحين إصلاحها.
5- لا تضغط بشدة أو بشكل متقطع على دواسة البنزين، عند تشغيل السيارة بعد فترة وقوف طويلة “عندما يكون المحرك بارداً”، ولا تسير بها بعد تشغيلها مباشرة، وأتركها لدقيقة أو أكثر، لتسخين المحرك وضمان تحريك الزيت بداخلة بشكل طبيعي. ولا تقم بتشغيل مكيف الهواء مباشرة عند تشغيل السيارة، وانتظر لحين تسخينها وتحركها. ولعل إهمال مثل هذه الأمور قد يؤثر سلباً على محرك السيارة على المدى البعيد، وقد يؤثر على وحدة “الدينامو” الخاصة بالمكيف. وإذا أردت تشغيل المكيف أثناء جلوسك بالسيارة وهي تعمل ولفترة طويلة، قم عندها وعلى فترات بالضغط على دواسة البنزين، بشكل بسيط، لضمان عدم ارتفاع حرارة المحرك، وخصوصاً في أوقات النهار عندما يكون الطقس حاراً. واحذر من تشغيل المكيف على أقصى درجة، إلا عندما تسير بالسيارة، حفاظاً على بطارية السيارة.
6- لا تترك سيارتك واقفة بدون تشغيل المحرك، لأيام طويلة تتجاوز الـ5 أيام، ما قد يؤثر سلباً على عمر البطارية وشحنها. وإذا كان لابد من ذلك، فقط بفصل إحدى الوصلات الرئيسة عن بطارية السيارة، ما يضمن لك عدم نفاذها. مع ملاحظة أنه إذا قمت بهذه الخطوة، فيجب أن تعلم أن كافة الإعدادات الخاصة بسيارتك قد يتم إلغاؤها، مثل الرقم السري الخاص بمسجل السيارة، أو إعدادات المقاعد، وغير ذلك من أمور يجب أعادة إعدادها في حال فصل أحد مقابض بطارية السيارة الرئيسة”.
7- لا توقف سياراتك بشكل كامل ولفترة طويلة، وهي على مطب أو مرتفع، ولا تقم بالضغط على دواسة الفرامل بشكل قوي والسيارة تحاول عبور إحدى المطبات، ولا تبقي عجلة القيادة إلى أقصى إحدى الجهات اليمنى أو اليسرى، أثناء الوقوف التام، أو وأنت تقود السيارة، ولفترة طويلة، الأمر الذي سيؤثر سلباً على القطع الميكانيكية الخاصة بالإطارات الأمامية، والذي قد يؤدي إلى تلفها بشكل سريع.
8- تعرف على كافة إضاءات التنبيهات الخاصة بسيارتك، ولا تهمل أي منها، لأن مثل هذه التنبيهات تكون مرتبطة بمشاكل معينة، لا يجدر بك إهمالها، وخصوصاً في السيارات الجديدة. ويمكنك الرجوع على كتاب التعليمات المخصص لسيارتك الجديدة، أو البحث عن هذا الكتاب في الإنترنت أو طلبه من وكالة السيارة، إذا كانت سيارتك قديمة.
9- إذا لاحظت رجة خفيفة في السيارة أثناء السير بسرعة من 80 - 100 كيلومتر/الساعة، أو لاحظت اعوجاج في “الصدام” أو “البمبر” الأمامي، فهذه إشارة لك لضرورة عمل وضبط اتزان الإطارات. أما إذا لاحظت هذه الرجة الخفيفة عند الضغط على الفرامل، فعندها يجب أن تفحص ما يسمى “بدسكات الإطارات”، وهي القطع المعدنية التي يثبت عليها الإطار، والمسؤولة عن تخفيف سرعة السيارة عند الضغط على الفرامل، قد تكون بحاجة إلى إعادة صقل “خرط” سطحها أو تغيرها تماماً. أما إذا سمعت صوت صفير عند الضغط على الفرامل، ففي أغلب الأحوال تكون صلاحية الفرامل لديك قد انتهت، وأنت بحاجة إلى استبدالها بأخرى جديدة.
10- حاول بشكل دوري وإذا كانت سيارتك لا تتبع لصيانة دورية ضمن الوكالة التي اشتريت السيارة منها، من تغير الزيوت الرئيسة للسيارة مثل زيت المحرك، وزيت الفرامل، وزيت عجلة القيادة. كما حاول تغيير فلاتر السيارة مثل “فلتر تنقية البنزين”، والذي قد يؤثر بشكل مباشر على سرعة وأداء السيارة وضعف وقلة عزمها في حال عدم استبداله بشكل دوري، كل ستة أشهر إلى سنة كحد أقصى. بالإضافة إلى تغير فلتر تنقية الهواء الداخل لحجرة القيادة، وتنظيفه بشكل مستمر.
ساحة النقاش