في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وخلال عروض الأزياء الراقية الـ«هوت كوتير» بباريس أطلق المصممون الشرارة وكتبوا فصلا مهما في تاريخ التنورة. وخلال موسم الأزياء الجاهزة الذي تلاه بشهر واحد فقط، أكملوا ما بدأوه وكتبوا فصلا آخرا أكد أنها ستكون قطعة أساسية في خزانة المرأة الأنيقة، أينما كانت، وأيا كان أسلوبها. والمقصود هنا ليس تلك التنورة المستقيمة أو القصيرة فحسب، بل تنورة تختزل الكثير من الفنون والابتكار بين خطوطها وطياتها، كما في نوع التطريزات أو النقوشات التي تدخل فيها. هذه المواصفات هي التي جعلتها تخرج من منصات العروض لتنتشر مثل النار بين صفوف النجمات ومحررات الأزياء والأنيقات في كل العالم. نعم، كان هناك الكثير من التصاميم المستقيمة والناعمة أو ذات البليسيهات، التي تناسب أجواء المكتب، مثل التي رأيناها في عروض إيلي صعب، «ميو ميو»، لكن كانت هناك أيضا الكثير من التصاميم التي تناسب سهرة خاصة، مثل تلك قدمها الإيطالي جيامباتيستا فالي من الدانتيل الأبيض أو «برادا» من الجلد الذي تحكي نقشاته ورسوماته الكثير من القصص، أو جيورجيو أرماني بالأخضر البراق الذي يستحضر جلود الزواحف وهلم جرا. وربما تكون التنورة التي صاغها بيل غايتون مصمم دار «ديور»، الأكثر أنوثة وفخامة، إذ أعادتنا إلى الزمن الجميل في الخمسينات من القرن الماضي، باستدارتها المتوازنة التي تبرز خصرها النحيل وتضفي عليه رقيا ناعما. وبينما جاء بعضها مطرزا من الجوانب جاء بعضها الآخر بكشاكش متراصة فوق بعضها، لتبدو وكأنها أمواج متكسرة لتؤكد أنها لكي تلفت النظر لا بد أن تتميز بالقوة في كل عناصرها.
- عند اختيارها يجب الابتعاد عن العادي والمضمون، واختيارها متميزة إما بأقمشتها المترفة أو بتطريزاتها الغنية.
- يجب أن تكون أيضا بتصميم مبتكر يضفي على الجسم أنوثة وقوة في الوقت ذاته، وليس مجرد جزء لا يتجزأ من فستان أو لا بد منه ليكمل قميصا. بعبارة أخرى يجب أن تكون لها شخصية قائمة بذاتها سواء كانت منفصلة أو جزءا من ستان.
- سواء كانت مستديرة، مطرزة أو بكشاكش، من المهم أن تحملك من النهار إلى المساء. هذا الفستان من «ديور» قد يناسب مناسبات الكوكتيل والمساء أكثر، لكن تنورة مشابهة وبكشاكش أقل يمكن أن تقوم بنفس المهمة. يمكن استعمالها في النهار مع كنزة صوفية أو «تي شيرت» للتخفيف من قوتها.
- إذا كان الشكل المستدير لا يناسبك، لأي سبب من الأسباب، فإن المهم هو أن تكون التنورة مبتكرة، سواء كانت منسدلة ببليسيهات أو مستقيمة بفتحات جانبية أو بقماش مترف وتفاصيل لافتة.
- الهدف من هذه التصاميم الاحتفال بالأنوثة، والابتعاد عن أسلوب الروك آند رول الذي يعتمد على البنطلونات الضيقة، لهذا يجب تنسيقها مع قطع مناسبة وتكمل الفكرة.
- ربما تعود أهمية التنورة هذا الموسم وضرورة أن تكون لافتة إلى أن الإكسسوارات، وخصوصا حقائب اليد، أصبحت أكثر هدوءا، مما استدعى أن تكون الإطلالة بحاجة إلى نقطة جذب نركز عليها.
- مما لا شك فيه أن التنورة أخذت مكانة الجاكيت المطرز، الذي تراجع هذا الموسم لصالحها كقطعة أساسية.
ساحة النقاش