مرة جديدة يطل الفنان الوحيد في العالم العربي الذي يتألق بتواصل ودون انقطاع في أهم بلدين من ناحية الدراما، والذي، حين يخوض بطولة في مصر، يصبح حديث الصحافة العربية، وحين يخوض بطولة أخرى في سورية، تسيل الحبور على ورق النقد والتقييم، لتعلنه نجما مختلفا تماما عن نجومية محدودة النطاق الجغرافي لآخرين.
منذ 2006 وحتى الآن كثرت أعماله الصعيدية، فاختلفت التفاصيل، لكن ثمة تشابها وقع، فما هو بحسب النجم الذي يقبل النقد، بل ويجيب عنه؟
ماذا عن موقفه السياسي مما يحصل في بلده؟.. هل من جديد؟ أم إن الثبات على ما تقدم هو العنوان؟..
إنه النجم جمال سليمان ضيف النشرة مرة جديدة وهذا الحوار الحار...
التفاصيل...


كيف قرأت ردود الفعل من قبل الجمهور على مسلسلك الأخير" سيدنا السيد"؟
كانت ردود الفعل متباينة واختلفت فيها الآراء بين من رآه مسلسلا كاملا مكتملا، وبين من رآه غير ذلك، لكن ما أثار انتباهي ولقي إعجابي في ردود الأفعال، كان أن الكثير من التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي أو المواقع المتخصصة إلكترونيا، تناولت تفاصيل دقيقة وجزئيات في العمل ولم تركز فقط على العناوين العريضة، ما أكد لي أن الناس تابعت المسلسل بتفاصيله واهتمت بأدق ما جاء فيه وهذا هو المهم بالنسبة لي.


ما أكثر ما لفت انتباه الجمهور حسب ما رأيت في التعليقات؟
كانت شخصية " فضلون الديناري" حيث ركز الجمهور عليها وتفاعل معها وقام بإجراء عمليات إسقاط للشخصية على الواقع، وهذا يدل على أن الشخصية التي كتبها مؤلف العمل بهدف معين، لقيت اهتمام الجمهور الذي لم يبحث في أمور رومانسية وحسب، أو إشكالات وإثارة من نوع آخر، بل ركز على القضية الأهم التي من أجلها صنع العمل.




وأنت... ما أكثر ما لفت انتباهك حتى شاركت في المسلسل؟
أيضا شخصية فضلون الديناري، حيث أنها شخصية مركبة يمكن إسقاطها على واقعنا العربي أو الشرقي، ففيها إبراز كيفية استئثار الشخص بالسلطة وحبه لها، وقتاله من أجلها مهما تعددت الشرائح الاجتماعية وتنوعت الطبقات، فالهم والاهتمام عند فضلون، أو عند العربي والشرقي، هو السلطة ، السعي إليها، العمل على البقاء بها، والتخليد فيما بعد.


البعض حاول الحديث عن تشابه بين " سيدنا السيد" وبين " حدائق الشيطان" و"أفراح إبليس".. ما رأيك في ذلك؟
التشابه حاصل في نقاط ليست فنية البتة.. التشابه واقع في أن البيئة التي يجري فيها العمل هي صعيدية، وبالتالي، التشابه سيكون في اللهجة، وفي اللباس وحسب. أما بقية الأمور، فلا تشابه، فكل مسلسل له قصته الخاصة وله خاصيته وله عالمه النفسي والذهني، وكذلك رسائله، والجمهور الذي تابع الأعمال الثلاثة يدرك، بل أدرك مسبقا، ألا تشابه بين عمل وآخر.





بالنسبة لجمال سليمان الممثل، ما الفرق في الظروف وتداول الناس، بين مسلسل " حدائق الشيطان" قبل سنوات، وبين اليوم" سيدنا السيد"؟
الفرق بسيط بالنسبة لي شخصيا، وهو أنني، قبل ست سنوات، كنت جديدا على الساحة المصرية، وكان أمر أن يؤدي ممثل سوري دور بطولة مطلقة في مسلسل مصري يبدو غريبا، واستكبره بعض المنتجين والصحافيين في تلك الفترة. أما الآن، فالأمر عادي جدا، والناس باتت مستعدة لتلقي نجوم سوريين آخرين واستقبالهم على شاشاتها، وذلك بعد أن أدرك المعارضون في الفترة السابقة، قيمة العمل العربي المشترك، وخصوصا في الدراما.


ألم تخشَ من كون مخرج العمل يعتبر جديدا على الوسط؟
لا لم أخشَ، فالمخرج الشاب "إسلام خيري" كان من المخرجين الواعدين، والجهة المنتجة، عندما كلفته بإخراج هذا العمل، فهي لم تكن تقامر أو تغامر، فالمال يدفع حيث يجب أن يدفع، وبالتالي، كان على ثقة بالمخرج إسلام ،وقد أثبت المخرج أنه واع تماما لمتطلبات الإخراج لمسلسلات ذات قيمة وجودة عالية ولها خصوصية عند المتلقي، أضف إلى ذلك، ولكي لا نهضم حق أحد، أن السيناريو المكتوب للعمل كان في أعلى مستوى، وهذا ساعد المخرج من جهة، وساعد الممثلين على الأداء الجيد من جهة أخرى...باختصار، العمل كان متكاملا، وهذا سر نجاحه.





ماذا عن الجزء الثاني من العمل؟
طالما الجزء لم يخرج إلى الشاشة بعد، لا يمكن لي الحديث في تفاصيله، لكن أؤكد أن الجمهور سيكون على موعد مع أشياء جديدة أكثر إثارة من الجزء الأول، وسيكون مع تفاصيل تجعل كل مشهد في بعض الحلقات يعتبر قضية بحد ذاتها، فالعبرة في الخاتمة والجزء الثاني هو الخاتمة، لذا، فالتركيز والإثارة كلاهما موجود في الجزء الثاني الذي أنصح بمتابعته مشهدا مشهدا.


يتساءل كثيرون نقادا وصحافيين وجمهورا...لماذا يتألق جمال سليمان في الدراما المصرية ولا يدخل عالم السينما فيها بشكل جدي ؟
السينما العربية عموما وليس المصرية وحدها، لا تعيش في أفضل أيامها، بل لا تعيش في منطقة الوسط من ناحية النسبة المئوية، بل هي تعيش في حالة من العبث والترقب للزمن الأفضل، وهذا الزمن لم يأت برغم كل الانتظار. السينما القوية تجذب أي فنان، لكن حين لا تكون السينما قوية، فعلى الفنان، من وجهة نظري، أن يذهب إلى حيث القوة، ولأن القوة في الدراما ، فأنا موجود في الدراما.
الأمر لا يتعلق بمصر وحدها، بل في سورية أيضا، أشارك في الدراما ولا أشارك إلا ما ندر في السينما، وهذا له علاقة بضعف الواقع السينمائي ليس إلا.





على الصعيد السياسي...أين جمال سليمان اليوم بعد سنة ونصف من الأحداث في سورية؟
ما زلت في نفس المكان الذي كنت فيه منذ بداية الحراك الشعبي في سورية.. أنا مع الثورة من أجل إصلاح كل شيء في البلد، ولم تتغير مواقفي، ولن أغيرها، لأن من يختر دربا عن قناعة لا يغيره إلا إذا غير الطرف الآخر تعاطيه مع الآخرين الذين اندفعوا نحو واقع جديد.


وستكون في سورية قريبا؟
بالتأكيد، فأنا لا أنقطع عن سورية كما قلت سابقا، فأنا في مصر للعمل، وكل عام أتواجد في مصر لفترة من أشهر السنة، وعندما يصبح عملي في سورية، تراني عدت إلى سورية. لست مبتعدا عن سورية، وقريبا، سأكون فيها.


ما رأيك بالحملة التي يشنها عليك الموالون عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟
لا أريد التعليق عليها، لكني سأرد على اتهامات طالتني الفترة الماضية وشائعات بثها مغرضون...أقول هي حملة فاشلة ولن تنال من موقفي ومن مصداقيتي في التعاطي مع القضية التي أعلنت موقفي تجاهها منذ البدء بأنها قضية شعب.

المصدر: النشرة فن

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,273,981