«آي فون 5» يدخل سوق المنافسة
يحيى أبوسالم
ها هي الشركة الأميركية أبل، تعلن للعالم بأسره عن نسخة هاتفها الجديدة، آي فون 5، والتي ملأت التكهنات حوله فضاء الإنترنت الواسع على مدار أشهر طويلة، أخذت معها المستخدمين عشاق منتجات أبل في جولات تقنية وتكنولوجية، حول شكل الهاتف الجديد، وماهية مواصفاته التي سيأتي عليها، وأقنعتهم بأن جديدها هذا سيأتي ليعيد بساط المجد المسحوب من أسفل أقدام الشركة منذ فترة طويلة، وليرجع لها مكانتها بين الشركات المنافسة، وليعيد للمتيمن بمنتجاتها الثقة من جديد، أمام سيل الهواتف الذكية المنافسة، والمتحدية لهاتف آي فون 5، وليجعله مرة أخرى سيد هذه الهواتف والمسيطر عليها جميعاً.
“آي فون 5” هاتف من المؤكد أنه سيصطف له الآلاف من العشاق والمحبين والمغرمين به، أمام متاجر الشركة والمتاجر المصرح لها بيعه، قريباً لشراء ووضع أيدهم على نسخهم الأولى من هذا الهاتف الجديد شكلاً ومضموناً، بدايةً من حجمه الأنحف والأطول شاشته الأكبر قليلاً قياس 4 إنشات، مروراً بمعالجه المركزي الأسرع نوعاً ما إيه 6، وانتهاء بتقنيات التصوير والإنترنت فائق السرعة، والعديد من التقنيات والميزات الجديدة التي جاءت بها النسخة الجديدة من آي فون. الأمر الذي يجبرنا اليوم على طرح أسئلة مهمة جداً، لا تقل أهمية عن السؤال عن مواصفات وميزات الهاتف الجديد، وهي ما الجديد الذي قدمه آي فون 5 لمستخدمي آي فون 4 إس؟ وهل عملية الترقية للهاتف الجديد ستأتي بفائدة كبيرة؟ وهل يجدر شراء هذه النسخة الجديدة أم النسخة القديمة؟
للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها، التي قد تدور في بال العديد من المستخدمين للنسخ السابقة من آي فون، يجب عمل مقارنة سريعة بين ما جاء عليه الهاتف الجديد “آي فون 5” من ميزات ومواصفات، ومقارنتها بالنسخة القديمة من الهاتف “آي فون 4 إس”، حتى نتمكن من تسهيل معرفة الفرق بين الهاتفين، ومحاولة الإجابة على الأسئلة السابقة. مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه المقارنة ليست بين هاتف آي فون 5 وغيره من الهواتف الذكية التي تعمل بأنظمة تشغيل مختلفة.
◆ أولاً:
فيما يتعلق بالشكل الخارجي والشاشة: صدقت أغلب الإشاعات التي تنبأت بأن شركة أبل ستعمد إلى تغيير الشكل الخارجي للهاتف، حيث جاءت النسخة الجديدة من آي فون 5، بحجم أطول وأكبر من النسخ السابقة، رغم أنها جاءت هي أيضاً كنسخة “مستنسخة” وطبق الأصل من النسختين السابقتين 4 و 4 إس، مع بعض الاختلافات البسيطة فيما يتعلق بالشكل الخارجي والشاشة. فجاءت النسخة الجديدة رغم طولها بوزن إجمالي أخف يصل إلى 112 جراما، ونحافة أكبر من النسخ السابقة تصل إلى 7,6 ميليمتر بفضل تخلي أبل عن الزجاج الخلفي في خلفية الهاتف، هذه النحافة التي اعتبرتها شركة أبل بأنها أنحف سماكة لهاتف ذكي في العالم. ورغم تحفظنا وبشكل كبير على هذه النقطة، حيث سبق آي فون 5 بالنحافة العديد من الهواتف الذكية الأخرى، مثل هواوي أسيند بي 1 إس، والذي يأتي بسماكة 6,68 مليمتر، وهاتف موتورولا درويد رازر، الذي يبلغ سماكة لا تتجاوز 7,1 مليمتر.
وجاء آي فون 5 بشاشة أكبر نوعاً ما من النسخة السابقة، حيث بلغ حجم النسخة الجديدة 4 إنش مقارنة بـ 3,5 إنش بالنسخ القديمة. مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة تغير الوضوح في الهاتف الجديد ليتناسب مع حجم الشاشة، فجاء بحجم (1136x640) بيكسل، بينما في آي فون 4 و4 إس كان بحجم (960x640) بكسل، وبكثافة الصورة نفسها الذي جاءت به جميع النسخ بحجم 326 بكسل لكل إنش. هذا بالإضافة إلى أن النسخة الجديدة جاءت بهيكل مصنع من الألمونيوم بشكل كامل.
الخلاصة: إذا كنت فقط لا تمتلك نسخة قديمة من آي فون 4 أو 4 أس، وترغب في شراء نسخة منه، فأنصح بأن تشتري آي فون 5، حتى لو كان هنالك فارق سعر بسيط بين هذه النسخة وغيرها، فحجم الشاشة الجديدة والشكل الخارجي والنحافة والوزن الخفيفين، مقارنة بالنسخ السابقة، تجعل من آي فون 5 خيارا مناسبا. أما إذا كنت تمتلك النسخة 4 أو 4 أس، فإن أكثر ما ستأتيك به النسخة الجديدة من آي فون 5 فيما يتعلق بالشكل الخارجي، هو الشاشة الكبيرة نوعاً ما والتي ستأتي بعامود عرضي جديد يضاف إلى واجهة الشاشة الرئيسة، عدا عن المواصفات التي ذكرنها بهذا الخصوص، والتي قد لا يكترث لها العديد من المستخدمين للنسخ السابقة، ولا تجعل من آي فون 5 خيارا مناسبا وبديلا للترقية إليه من النسخ القديمة.
◆ ثانياً:
فيما يتعلق بالمعالج المركزي والذاكرة: جاءت النسخة الجديدة من آي فون بالمعالج المركزي السريع والجديد من أبل “A6” والذي يأتي بحسب أبل، أسرع مرتين في فتح التطبيقات وصفحات الإنترنت ومرفقات الرسائل البريدية من النسخة A5 والمزودة بهواتف 4 أس، هذا بالإضافة إلى قوة بطاقة الرسوم بداخلة والتي تتفوق بمرتين على A5، في التعامل مع التطبيقات والبرامج التي تمتاز برسومها وتصاميمها عالية الدقة. عدا أن الهاتف الجديد يأتي بذاكرة عشوائية من نوع رام بحجم 1 جيجابايت بينما تأتي هذه الذاكرة بحجم 512 ميجابايت في النسخ السابقة.
الخلاصة: طبعاً إذا كنت زبونا ومستخدما جديدا لهواتف أبل الذكية، فلن تشعر في فرق السرعة هذا، ولن يؤثر معك أي من معالجات أبل المركزية هذه، إلا في حالة واحدة وهي أنك ترغب في شراء هذا الهاتف والاعتماد عليه بشكل كبير في تصفح الإنترنت والبريد الإلكتروني، وممارسة الألعاب وتحميل العديد من التطبيقات عليه، في هذه الحالة فإن السرعة والذاكرة الأكبر التي تأتي بالنسخة الجديدة، ستكون خيارك المناسب. أما إذا كنت تمتلك نسخة آي فون 4 أس، وكنت تستخدمه للاستعمال الشخصي البسيط، ولم تستفد من الطاقة الكبيرة التي يتمتع بها، من خلال ممارسة الألعاب وتصفح الإنترنت بسرعة أو فتح الملفات الكبيرة فإن عملية شرائك لآي فون 5 لن تأتيك بأي جديد إلا في الشكل الخارجي فقط، والذي وكما ذكرنا يشبه تماماً النسخ السابقة، بغض النظر عن الطول وكبر الشاشة.
◆ ثالثاً:
فيما يتعلق بالمواصفات الفنية الأخرى: جاء آي فون 5 بتقنية الاتصال بالإنترنت فائق السرعة “LTE” والتي تدعم تحميل بيانات بسرعة تصل إلى 150 ميجا بالثانية الواحدة، وهذا الذي لم تأت به النسخ السابقة من هواتف آي فون. أضف إلى ذلك جاءت النسخة الجديدة من آي فون 5 بنفس الكاميرا المستخدمة في آي فون 4 إس، وبنفس الحجم الذي يصل إلى 8 ميجابايت، إلا أنها وبفضل خاصية “البانوراما” الموجودة أساساً في النسخة 4 أس، وبفضل المعالج المركزي القوي بالإضافة إلى البرنامج الخاص المزود بالهاتف، أصبح بإمكانك أخذ صورة عرضية واحدة لمساحة تصل إلى 240 درجة، وبوضوح يصل لغاية 28 ميجابيكسل. هذا بالإضافة إلى إدخال العديد من التحسينات والإضافات على برنامج الكاميرا في الهاتف الجديد.
كما أن النسخة الجديدة من آي فون جاءت بوصلة “شحن/داتا” جديدة كلياً يطلق عليها اسم “Lightning”، لتتناسب وشكل الهاتف الجديد. والمفاجأة هنا أن معظم الوصلات القديمة الكبيرة “30-Pin”، ستتوافق مع آي فون 5 وذلك من خلال وصلة تحويل خارجية تمكن الوصلات القديمة من العمل مع الهاتف الجديد. هذا بالإضافة إلى أن سماعة الأذن الخاصة بالهاتف الجديد، جاءت بشكل مختلف وجديد كلياً عن السماعات السابقة. كما تم تزويد آي فون 5، بنسخة جديدة كلياً من الخرائط، ولم يعد هنالك خرائط جوجل، حيث قامت أبل بتصميم وإنتاج برنامج خرائطها الخاص بها، والذي يمتاز وبحسب الشركة بالعديد من الميزات والخصائص الفريدة على النسخ السابقة.
أما بخصوص بطارية آي فون 5، والتي جاءت مثل بطارية آي فون 4 إس، فلم تأت بجديد فيما يتعلق بفترة الاتصال أو تصفح الإنترنت، إنما جاءت بزيادة تقريبية لغاية 25 ساعة في وضعية الاستعداد في النسخة الجديدة عن نسخة 4 إس. إلى جانب أن النسخة الجديدة من آي فون زودت ببطاقة اتصال جديدة من نوع “نانو”، حيث لا يمكن استخدام بطاقات المايكرو التي تعمل بهاتف 4 إس في النسخة 5 من آي فون. كما أن نسخة نظام التشغيل آي أو أس 6 الجديد، والذي تم تزويد الهاتف الجديد به، يأتي وبحسب أبل بأكثر من 200 خاصية وميزة جديدة عن النسخ القديمة منه.
الخلاصة: رغم أن آي فون 5 لم يأت بالعديد من التقنيات الجديدة، التي قد تجعل ملاك ومستخدمي النسخ القديمة يميلون وينجذبون إليه، والتي من المؤكد أنها لن تكون كافية لإقناع معظمهم بالتحديث من هواتفهم القديمة إلى هذه النسخة الجديدة، إلا أن آي فون 5 وبدون أدنى شك سيشكل عنصر جذب واهتمام لملايين المستخدمين للهواتف الذكية، حول العالم، وخصوصاً الذين لم يسبق لهم التعامل مع هذا الهاتف الذكي، والذين لم يكن لهم أي خبرة مسبقة في نظام تشغيله، والإمكانيات الكثيرة والعديدة التي يقدمها، والتي ورغم “محدوديتها” مقارنة بغيرها من الإمكانيات التي تقدمها الهواتف الذكية الأخرى، تعتبر مميزة وبدون منافس للعديد من هؤلاء المستخدمين.
ساحة النقاش