يظن كثيرون أن الأعشاب مُستحضرات آمنة لأنها طبيعية، ويغيب عنهم أنها تحتوي على مواد فعالة قد تسبب أذى بالغا إذا تم تناولها مع أدوية معينة، خاصة التي تباع للجمهور دون وصفة طبية، ويغيب عنهم أيضاً أن معظم العقارات الدوائية يتم استخلاصها من الأعشاب الطبيعية، ومن المؤكد أن هناك ما يسبب تأثيرات مضادة للأخرى، فبالإضافة إلى أن بعض الحالات المرضية تزيد مخاطر الآثار الجانبية للدواء إذا أخذت الأعشاب، خاصة أدوية ارتفاع ضغط الدم، وأدوية أمراض الغدة الدرقية، وأدوية، الاكتئاب أو الأمراض النفسية، وعقار داء باركنسون، وأدوية علاج تضخم البروستاتا، وأدوية اضطرابات تجلط الدم، والسكري، وأمراض القلب، وغيرها.

ومن الأفضل أن يوضح المريض للطبيب المعالج ما يتناوله من مستحضرات عُشبية بغض النظر عن الأدوية التي تأخذها أو الحالة التي تُعاني منها.

الدكتور سيد علي، أخصائي التغذية، يرى أن الأمر بالغ الخطورة، لحدوث تداخلات عديدة تحدث نتيجة تناول مستحضر عشبي في نفس الوقت الذي يتم فيه تناول دواء معين، وقد يسبب ذلك تداخلات وأعراض طبية خطيرة، فعلى سبيل المثال نجد أن “الفلفل”، يجب تجنب أخذه مع مُثبطات إنزيم الأنجيوتنسين كونفيرتاز المُستخدمة في أمراض الكلية وقصور القلب وارتفاع الضغط الدموي، وقد يزيد قابلية حدوث السعال إذا اُستخدم معها. كما نجد أن “الكو إنزيم كيو” يجب تجنب أخذه مع الورافارين، وبعض الأدوية المُستخدمة في خفض الكولسترول مثل الستاتين والوفاستاتين والبرافاستاتين يُنقص فعاليتها من تناول الفلفل.

 

ويذكر الدكتور على بما تم عام 2003 من سحب الايفيدرا من الأسواق ـ هي عُشبة فعالة قد توجد في مُنتجات عديدة مُخصصة لإنقاص الوزن وبأسماء عديدة ـ لأنها تسبب مخاطر نوب القلب عند إشراكها مع الكافئين ومُضادات الاحتقان والمُحرضات والأدوية الأخرى تُصبح أكثر خطورة. كما أن الأقحوان يجب تجنب أخذه مع الأسبرين، والتيكلوبيدين، وديبيراميدامول لأن هذه الأدوية تُنقص تخثر الدم، ومن ثم يسبب الأقحوان زيادة النزف. أما الثوم، وبالرغم من فوائده العديدة، فينصح بتجنبه مع الأسبرين، ومُضادات التخثر لأنه قد يسبب النزف الزائد، كما أنه قد يُنقص تأثيرات مُثبطات المناعة. كذلك يمكن أن يُسبب مستويات مُنخفضة من السكر وبالتالي الحاجة إلى إنقاص الأنسولين.

 

أما الزنجبيل، فيتجنب أخذه مع الأسبرين، والتيكلوبيدين، والكلوبيدوغريل، والديبيراميدامول والورفارين، لأنه قد يزيد تأثير مُضادات التخثر، كما يمكن أن يزيد الزنجبيل من إنتاج حموضة المعدة والذي قد يُعاكس تأثيرات الأدوية المضادة للحموضة. وهو أيضاً قد يخفض الضغط والسكر، وقد يُقلل الحاجة إلى أدوية الضغط والسكري. كذلك الجنسنغ يتجنب أخذه مع الوارفارين، فاستعماله مع الوارفارين قد يزيد خطر مشاكل النزف. فينبغي أن نتعامل مع الأعشاب والمُستحضرات الطبيعية التي لا تحتاج لوصفة طبيب كما نتعامل مع أي دواء آخر من حيث توقع الآثار الجانبية وحدوث تداخلات مع الأدوية الأخرى أو الأعشاب الأخرى أو عدم إمكانية استخدامها في بعض الحالات المرضية وعدم الانخداع بالإعلانات الوهمية بسلامة هذه الأعشاب.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 152 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,579