يحيى أبوسالم

يبدو أن عام 2013 لن يكون عام استراحة وراحة وتمتع بجني أرباح المنتجات التكنولوجية التي تغزو أسواقنا وتكثر بها، وخصوصاً للشركة الكورية سامسونج، وإذا كانت هذه الأخيرة قد بذلت خلال 2012، كل جهدها لصد هجمات واتهامات الشركة العالمية «أبل» لها، وحاولت في الوقت نفسه طرح منتجات ذكية منافسة تتغلب بجودتها ومواصفاتها على ما تطرحه الشركة الأميركية، وها هي اليوم ستواجه شركة أخرى، وربما شركات تكنولوجية أخرى، وعلى رأسها جميعاً الشركة العالمية الفنلندية «نوكيا» بأول هاتف ذكي يعمل بنظام التشغيل «ويندوز 8».

من المؤكد أن عشاق أنظمة التشغيل المخصصة للهواتف، يعيشون أسعد أوقاتهم خلال هذه الفترة، وخصوصاً عشاق نظام التشغيل ويندوز، الذي غاب لفترة طويلة جداً عن هذه الهواتف والأجهزة الذكية، ولم يرق خلال الفترة الماضية لمنافسة ومجارات أنظمة التشغيل الغنية عن التعريف، أندرويد من جوجل و آي أو أس من أبل. ولعل السبب الرئيس في ذلك هو البدء وبشكل رسمي في تصنيع الهواتف والأجهزة الذكية التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز 8، ومن شركات عالمية غنية هي الأخرى عن التعريف مثل نوكيا الفنلندية وسامسونج الكورية، وغيرها.

مواصفات فنية

 

سمعنا مؤخراً عن قيام الفنلندية نوكيا بالإعلان رسمياً عن هاتفها الذكي، الجديد كلياً «لوميا 920»، الذي يعمل بنظام التشغيل ويندوز 8، والذي سيرى النور ويطرح في الأسواق قريباً. وشركة نوكيا التي تربطها علاقات صداقة وتعاون قوية مع شركة مايكروسوفت المصنعة لنظام التشغيل هذا، ستأتي بهاتف ذكي جديد قياس 4,5 إنش، مزود بأعلى التقنيات ومجهز بأعلى المواصفات الفنية، التي من المؤكد أنها ستلفت انتباه العديد من المستخدمين وتجذبهم إلى منتجها الجديد.

 

ولكن الخبر الجديد الذي من المؤكد لم يسمع به العديد منا، ومن المهتمين بآخر ما تقدمه الشركات العالمية من منتجات وأجهزة ذكية، هو قيام الكورية سامسونج خلال معرض إيفا في برلين، الذي أسدل الستار عنه مؤخراً، بكشف النقاب عن هاتفها الجديد «آتيف إس»، والذي يعمل بنظام التشغيل ويندوز 8. وجاء الإعلان عن هذا الجديد من الشركة الكورية بعد يوم واحد من الخسارة الكبيرة التي لاقتها سامسونج في معركتها مع شركة أبل الأميركية، وقبل أسبوع تقريباً من إعلان الفنلندية نوكيا في نيويورك، عن هاتفها الجديد كلياً «لوميا 920» الذي يعمل هو الآخر بنظام التشغيل ويندوز 8، والذي جاء كثمرة تعاون قوي بينها وبين شركة مايكروسوفت.

وسامسونج آتيف إس، هو أول هاتف ذكي يعمل بنظام التشغيل ويندوز 8، تم كشف النقاب عنه مؤخراً في معرض إيفا ببرلين، وهو وبكل تأكيد لن يكون آخر هذه الهواتف الذكية التي ستزود بنظام التشغيل هذا، الجديد من مايكروسوفت. وكما تعود المستخدمون وحوصروا خلال السنوات القليلة الماضية بين أنظمة التشغيل من جوجل وأبل، ها هو ويندوز 8 يطل علينا خلال الأشهر القادمة، من خلال هواتف ذكية جديدة ومن خلال أسماء لشركات عالمية توعدنا على منتجاتها وما تطرحه لنا تقنيات وابتكارات جديدة. ولكن ما الجديد الذي جاء به هاتف سامسونج «آتيف إس»؟

تقنيات جديدة

لن يشعر سوى المستخدم السابق لأحد الهواتف الذكية القديمة التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز موبايل 7 أو غيره من النسخ، بقوة وأداء هاتف سامسونج الجديد آتيف إس. هذا الهاتف الذي زودته الشركة الكورية بآخر وأحدث التقنيات، وجهزته بالعديد من المواصفات الفنية، ليتمكن من التعامل مع نظام التشغيل «ويندوز 8»، بكفاءة وقدرة عاليتين، والذي يؤخذ على نسخة السابقة، كثرة مشاكلها، وبطء استجابتها، وضعف أدائها، رغم ما زودته الشركات بهواتفها التي تعمل بالنسخ القديمة من «ويندوز فون» من تقنيات ومواصفات فنية.

وهو الأمر الذي راعته شركة سامسونج في هاتفها الجديد الذي يعمل بنظام التشغيل الجديد ويندوز 8، فزودته بالعديد من التقنيات والمواصفات الفنية الجديدة كلياً، ليتمكن من التعامل مع نظام التشغيل الجديد من مايكروسوفت بقوة.

وقامت الشركة الكورية بالتخلص من معالجاتها المركزية القديمة، أحادة النواة، والتي تأتي بذاكرة لا تتجاوز نصف جيجابايت، والذي كانت الشركة الكورية وغيرها من الشركات العالمية الأخرى، تستخدمه في الهواتف الذكية التي تعمل بالنسخ القديمة من نظام التشغيل ويندوز فون.

واستبدلته بالمعالج المركزي عالي الأداء والقوة «كوالكوم سناب دراجون إس 4»، ثنائي النواة والذي يأتي بسرعة تصل إلى 1,5 جيجاهيرتز، هذا المعالج المركزي الذي طالما رأيناه وبسرعات مختلفة في العديد من الهواتف الذكية عالية الأداء، التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد، وهو المعالج المركزي نفسه الذي استخدمته شركة نوكيا في هاتفها الجديد «لوميا 920» والذي يعمل بنظام التشغيل ويندوز 8.

ويأتي هاتف آتيف إس الجديد من سامسونج مزوداً بذاكرة عشوائية من نوع رام بحجم 1 جيجابايت، وهي الذاكرة التي من المؤكد أنها لن تكفي وبحسب العديد من المختصين، للتعامل مع نظام ويندوز 8 الجديد، بحرية وسلاسة مطلقة، وخصوصاً لمن يرغب في شراء الهاتف للتسلية ومشاهدة الأفلام وسماع الموسيقى في المقام الأول.

ذاكرة إضافية

الهاتف الذي يأتي بحجم 4,8 إنش، وهو الحجم نفسه الذي يأتي عليه هاتف الشركة الكورية الشهير «جالاكسي إس 3»، مزود بشاشة ذات وضوح عالي يصل إلى (1280X720) بكسل، ضمن شاشة من نوع سوبر «آموليد» محمية طبعاً بتقنية «كورنينج جوريلاً» الجيل الثاني، للحفاظ على الهاتف من الخدوش، والتي تأتي بسماكة أقل و قوة أعلى من الجيل الأول من هذا الزجاج.

ويأتي الهاتف الجديد من سامسونج بهيكل مصنع من «الألمنيوم» ما يعطيه وزنا إجماليا خفيفا لا يتعدى 135 جراما، كما ويمتاز بنحافته، حيث لا تتجاوز سماكة الهاتف 8,7 ملم. أضف إلى ذلك أن الهاتف يأتي بذاكرة تخزين داخلية بحجمين مختلفين 16 و 32 جيجابايت، مع إمكانية إضافة ذاكرة خارجية من نوع مايكرو إس دي.

كما أن كاميراته الخلفية تأتي بحجم 8 ميجابايت، قادرة على تصوير فيديو فائق الوضوح 1080p. هذا بالإضافة إلى الكاميرا الأمامية القادرة على تصوير صور ذات وضوح عالي، والتي تأتي بحجم 1,9 ميجابايت. كما أن الهاتف الجديد مزود ببطارية قابلة للاستبدال بقياس 2300 ميلي إمبير، ما يمنح الهاتف وقتا أطول للعمل قبل نفاذ البطارية والحاجة إلى إعادة شحنها.

الهاتف الجديد يأتي مزوداً بكافة التقنيات الحديثة التي تأتي بها الهواتف الذكية التي تعمل بأنظمة التشغيل المختلفة. حيث يدعم «آتيف إس» تقينات الاتصال فائق السرعة «HSPA+» بسرعات تحميل تصل لغاية 42 ميجابايت في الثانية الواحدة، كما أن الهاتف الجديد يدعم تقنيات البلوتوث الجيل الرابع، وتقنيات الإتصال قريب المدى NFC، بالإضافة إلى دعمه لتقنيات جي بي إس، كما أنه مجهز بالعديد من التقنيات والابتكارات الجديدة، التي زودت الشركة الكورية هاتفها الهجين «جالاكسي نوت 2» بها، وعلى رأسها تقنية «تاب تو شير».

حضور بعد غياب

المتتبع للتطور التكنولوجي الحاصل في سوق الهواتف الذكية، سيلاحظ غياب العديد من أسماء الشركات التكنولوجية العريقة، ولعل على رأسها شركة مايكروسوفت، التي غابت عن الأنظار لفترات طويلة، منذ اليوم الأول للإعلان عن ولادة الهاتف الذكي الأول الذي يعمل باللمس من شركة أبل «آي فون 1». ومنذ ذلك الحيل ورغم العديد من المحاولات اليائسة لها للدخول في هذا السوق، ها هو نظام تشغيلها الجديد ويندوز 8، بات يجذب العديد من الشركات العالمية لإنتاج هواتف ذكية تعمل من خلاله، وخصوصاً بعد تنازل الشركة العملاقة مايكرسوفت عن بعض شروطها الصارمة في القطع الفنية التي تتوافق ونظام تشغيلها، وفتحها الباب على مصراعيه، لتزويد الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز 8، بأقصى ما يكمن تزويده بها من تقنيات وإمكانيات تنافس بأدائها وسرعاتها وقوتها، تلك الموجودة في الهواتف التي تعمل بأنظمة التشغيل الأخرى المختلفة.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 87 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,277,289