من الأقوال في العربية ما هو عامي لكنه فصيح مثل «ما له سَبْد ولا لَبَدْ»: السبد القليل من الشعر، اللبد الصوف المتلبد والمقصود ما له قليل ولا كثير.
«ما له صامت ولا ناطق»: الصامت الذهب والفضة، والناطق الإبل والخيل والغنم.
«ما له عادٍ ولا نابحٍ»: ما له غنم يعوي بها الذئب أو ينبح فيها الكلب.
«ما له عافطة ولا نافطة»: أي ما له نعجة ولا معزاة، والعفط والنفط العطس.
يقال إن ليالي الشهر عند العرب أولها ثلاث غُرَر، ثم ثلاث نُفَلٌ، وثلاث زُهَرٌ، وثلاث بُهَرٌ، وثلاث بيضٌ، وثلاث دُرعٌ، وثلاث حنادسُ، وثلاث ُظلمٌٍ، وثلاث وحَُمٌ، ثم الدآدي، وهي أحياناً ليلة وأحياناً ليلتان.
والغُرَرُ: جمع غُرَّةٌ، وهي أول الشهر، وغرة الشيء أوله أو مقدمته، ومنه سميت مقدمة الشعر غُرةٌ.
وأما الزُهَرُ، فجمع زُهرة، والزهرة جمع زهراء. والبُهَرُ سميت بُهراً لأن ضوء القمر بهر ظلمة الليل، أي غلب عليها، وسميت البيضُ لأنها تَبْيضُ من أولها إلى آخرها. والدُّرعُ: جمع الدَّرْعاء وهي الشاة السوداء المقدم البيضاء المؤخر، والحَنَدس جمع حِنْدِس وهي الظلمة، والفُحَمُ من سواد الفحم وبنيت كلها على فعل: محركة العين، اتباعاً للغرر، وقد قيل ثلاث تُسَعٌ لأن آخرها الليلة التاسعة، وثلاث عُشَر لأن أولها العاشرة، وثلاث مُحَقُ لانمحاق القمر فيها وذهابه في المنظر حتى تراه كشف الصحفة لدقته.
والنُفُل لأنها تتلو الغُرَر، والصلاة النافلة: التطوع، كأنها تتلو الفرائض والسنن. ويقال للقمر الإزميم والساهور والزبرقان. والدآدي آخر أيام الشهر واشتقاقه من الدأداة وهو آخر ثقل القوائم ويسمى للدابة التلقيف وللإبل الدأداة وهو مذموم.
عنترة بن شداد:
حاربينــي يا نائبــــاتِ اللَّيـالــي
عـنْ يمينـي وتـارة عـن شــمالـي
واجْهَـدي فـي عَداوَتـي وعِنـادي
أنــتِ واللــــه لــم تُلِمِّــي ببالـي
إنَّ لـي همــة ً أشــدُّ مـن الصخـ
ـر وأقْـوى مـنْ راسـيات الجبــال
وسِــناناَ إذا تعســفتُ فـي الليْـ
ـل هدانـي وردَّنــي عــن ضلالـي
وجــواداً ما سـارَ إلاَّ ســرَى البَـرْ
قُ وَرَاهُ مـــن اقْتـــــداح النّعــال
أدهــمٌ يصــدعُ الدجــى بســوادٍ
بيـــن عينيــه غــــرة ٌ كالهــلال
يفتدينـــــي بنفســـــه وأفــدّيـ
ـهِ بنَفْســـي يـوْم القِتــال ومَالـي
ساحة النقاش