دعوة الأصدقاء والأقارب إلى وليمة في البيت سلوك اجتماعي راق، فهو يساعد على توطيد العلاقات وزيادة أواصر الألفة والمحبة بين الأفراد، ولكن عدم إلمام أصحاب الدعوة والمدعوين بآداب وإتيكيت العزومات المنزلية قد يتسبب في إفساد اليوم وعدم الاستمتاع به.

 

الدكتورة غادة جمعة، خبيرة الإتيكيت والبروتوكول، توضح أن «الإلمام بإتيكيت دعوة منزلية مهم. وتقسم آداب الدعوة إلى مراحل؛ ففي مرحلة ما قبل الدعوة، لا بد من توجيهها قبل الموعد بأيام، مع تحديد المناسبة. فهل هي بهدف الاحتفال بالعيد أم ميلاد أم زواج، أم أنها فقط بهدف التواصل. فمن الأخطاء الشائعة عدم تحديد المناسبة خوفا من إحراج المدعو وإجباره على إحضار هدية، في حين أنه إذا كانت الدعوة للاحتفال بمناسبة ما فبالتأكيد أن المقربين سيكونون على علم بها وسيحضرون هدايا، وهو ما سيؤدي إلى إحراج باقي الحضور».

 

أثناء توجيه الدعوة يجب تحديد موعد الغداء أو العشاء بشكل دقيق. فبحسب الدكتورة غادة: «يجب عدم ترك الدعوة مفتوحة دون ذكر ساعة محددة، لأن موعد العشاء أو الغداء أمر نسبي يختلف من شخص لآخر. ولا بد أيضا من تحديد موعد الانصراف، حتى لا يجلس الضيف لساعة متأخرة فيعطل أصحاب المنزل ويسبب لهم الضيق. وهذه القاعدة رغم أهميتها تحرج البعض من تطبيقها، مع أن هناك طرقا لبقة لتحقيق ذلك، مثلا كأن يقول المضيف: (سأنتظرك على الغداء الساعة الثانية ظهرا، ومن فضلك احجز لي نفسك حتى الساعة السابعة، بعدها يمكنك أن تقوم بأي مواعيد أو ارتباطات).. بهذا يعرف الضيف موعد الانصراف دون إحراج لأي من الطرفين».

 

عند الاتصال بالمدعوين يفضل إبلاغهم بباقي الأشخاص الذين ستتم دعوتهم، لأنه من الممكن أن يكون لدى أحدهم تحفظ على شخص آخر. كذلك إبلاغهم بما إذا كانت المناسبة تتطلب ارتداء ملابس محددة.

 

ضرورة ذكر أصناف الطعام المقدمة أثناء دعوة الضيوف. وتوضح الدكتورة غادة أنه: «قد يعاني بعض المدعوين حساسية من بعض أنواع الأطعمة، أو قد يكون أحدهم يتبع نظاما غذائيا محددا. لذا يفضل إبلاغهم بالأطباق المقدمة، حتى يستمتع الكل بالمناسبة عوض أن تتحول إلى إحراج».

 

يفضل أيضا تحديد هل الدعوة تشمل الزوجين أم أحدهما فقط، وكذلك تحديد الموقف من الأطفال، بمعنى هل يمكن اصطحابهم أم لا. وفي حالة أن الدعوة تشمل الأطفال ينصح بتخصيص سفرة خاصة لهم قبل موعد الغداء، وإبلاغ الأم بموعدها، حتى يتسنى لها إطعام أولادها والاطمئنان عليهم، ومن ثم التفرغ لتناول غدائها».

 

إذا قل عدد الضيوف عن 8 أفراد يتم تقديم الطعام صنفا وراء الآخر والضيوف جلوس، حتى لا تزدحم السفرة، فيتم البدء بالسلاطات ثم الشوربة ثم الطبق الرئيسي والحلو. وطوال فترة تناول الطعام يتم التنويع في المشروبات، فتقدم المياه وبالتناوب عصائر فواكه أو عصائر أعشاب طبيعية مثل الكركديه والتمر هندي. وفي هذه الحالة تتولى سيدة المنزل عملية التقديم ومعها مساعدة. وتجلس السيدة المضيفة على رأس المائدة في اتجاه المطبخ بينما يجلس الزوج على رأس المائدة في الناحية المقابلة.

 

أما في حالة زيادة العدد على 8 أفراد، فيتم وضع الطعام كله على الطاولة في صورة بوفيه مفتوح، ونبدأ من أقصى اليمين بوضع السلاطات بعدها الشوربة ثم النشويات ثم اللحوم وبعدها الخضراوات المطبوخة وفي آخر الطاولة الحلويات، وفي أحد الأركان بجوارها، توضع منضدة إضافية لأدوات الأكل من أطباق وأكواب وشوك وملاعق، بحيث يقوم كل ضيف بأخذ طبق وملئه بما يشاء من الأصناف المقدمة.

 

يمكن لكل واحد أن يجلس أو يقف في المكان الذي يحب. أما إذا كانت حجرة الاستقبال كبيرة وواسعة فيمكن توزيع كراسي بعدد أفراد المدعوين وأمام كل كرسي منضدة، ليجلس الضيوف أثناء تناول الطعام.

 

أثناء تناول الطعام يفضل عدم التحدث في أي مواضيع يمكن أن تثير الحماس أو الحساسية، مثل كرة القدم والسياسة والدين وغلاء الأسعار والمواضيع الاقتصادية.. حتى لا يحدث توتر بين الجالسين. كذلك عدم التطرق لأي مواضيع صحية وبدنية، أو إبداء الرأي في الطعام المقدم بالسلب. بمعنى أن لا يعلق الضيف بأن ملحه زائد أو سعراته الحرارية كثيرة، وإذا لم يعجبه أحد الأصناف يتركها ويأخذ نوعا آخر من دون أن يشعر المضيف بذلك.

 

لا يجب أيضا الحديث عن أسعار الأطعمة المقدمة ولا طريقة طهي أي منها، حتى لا يحرج ربة المنزل إذا كان الطعام جاهزا أو هناك من حضّره لها. كما لا يجب أن يترك الضيف المائدة مباشرة بعد الانتهاء من الطعام، لأنه لقاء اجتماعي، وبالتالي عليه أن ينتظر حتى يقوم المضيف، بعد أن يتأكد من انتهاء الجميع من تناول الطعام.

 

بالنسبة للهدايا تقول خبيرة الإتيكيت: «إذا كان عدد المدعوين 8 أفراد أو أقل يمكن فتح الهدايا، وإذا كانت نوعا من أنواع الحلوى فيقدم منها للضيوف. أما إذا زاد العدد على 8 أفراد فلا تفتح الهدايا، خاصة إذا كانت المناسبة احتفالا بمناسبة ما، لأن في الأعداد الكبيرة تكون احتمالية تكرار الهدايا واردة بشكل كبير، وهو الأمر الذي قد يسبب إحراجا للضيوف.

 

بعد انتهاء الدعوة بفترة ما بين 24 ساعة وحتى 72 ساعة يجب على أصحاب الدعوة توجيه رسالة شكر للمدعوين على حضورهم، خصوصا إذا كانت الدعوة مرتبطة بمناسبة مثل عيد ميلاد أو عيد زواج، وذلك عن طريق الاتصال بهم هاتفيا أو إرسال رسالة قصيرة، ولو على الهاتف الجوال.

 

في حالة الاعتذار عن الدعوة يجب أن يكون قبل موعدها بـ72 ساعة على الأكثر و24 ساعة على الأقل إلا في حالة المرض أو ما هو أسوأ. وعلى المدعو أن يلتزم بمواعيدها وشروطها.

 

تقديم هدية مناسبة لصاحب الدعوة، مع تجنب باقات الورد والشوكولاته والحلوى في الدعوات المنزلية قدر الإمكان؛ والسبب، كما تقول الدكتورة غادة، يعود إلى احتمالية أن يكون أحد أفراد المنزل مصابا بالسكري أو بالحساسية من الشوكولاته. نفس الأمر ينطبق على باقات الورد، فلأنه من البروتوكول عند تلقيها أن تقوم صاحبة المنزل بتنسيقها ووضعها مباشرة في مزهرية، وعليه، فإنها ستضطر لترك ضيوفها أكثر من مرة لتنسيق الزهور، وهو ما يسبب لها ضيقا، خصوصا إذا أحضر أكثر من ضيف باقة. قوالب الحلوى أيضا غير محبذة، لأن المضيف قد يكون حضر حلوى للتقديم، لذا فالأفضل تقديم هدايا نافعة وصالحة لأهل البيت جميعا، مثل برواز فضة، أو مزهرية أو صينية فضة، وإذا كان في البيت طفل فيفضل أن تكون الهدية موجهة له.

 

من غير اللائق أن يتجول الضيوف بالمنزل، بما في ذلك المطبخ، إلا إذا كانوا أصدقاء مقربين وسيدخلونه بنية المساعدة. وفي ما يتعلق بالمساعدة، يمكن التبرع برفع الأطباق والطعام، لكن إذا كانت علاقة الضيوف بأصحاب الدعوة علاقة رسمية، فعليهم أن يستأذنوا من صاحبة المنزل أولا.

 

في نهاية الزيارة على الضيوف مراعاة الشغالة الموجودة في المنزل، لأنها الجندي المجهول في الدعوات والحفلات المنزلية، لذا يمكن ترك مبلغ من المال مع صاحبة المنزل لها تعبيرا عن الشكر.

 

على المضيفة اتباع قاعدة الحواس الـ5، أي أن تجذب حواس الضيف الـ5، بأن يكون البيت مرتبا وبه ضوء كاف، وأن تكون هي وأهل البيت كلهم بمن فيهم الشغالة في أبهى صورة، وأن تكون الرائحة المنبعثة من المكان أيضا عطرة، وذلك بتهوية البيت قبل حضور الضيوف بساعتين على الأقل. حاسة التذوق أيضا يجب أن تكون عالية، بإعداد أطباق شهية ومتنوعة، ولإشباع حاسة السمع، يجب أن يعم الهدوء في البيت فلا تتحدث صاحبة المنزل بصوت عال ولا تنهر أولادها ولا تنادي على الشغالة بصوت مرتفع.

 

التجمعات العائلية الدورية تختلف عن دعوات الأصدقاء أو الأقارب إلى حفلة منزلية. ففي التجمعات العائلية يفضل أن تكون في صورة «Dish Party» أي أن يحضر كل فرد من العائلة صنفا من الطعام، لإراحة الأم أو الجدة التي يتجمع عندها الأهل، خصوصا إذا كانت هذه التجمعات تتكرر دائما، والهدف منها التجمع والمتعة وليس الأكل.

المصدر: الشرق الأوسط
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 94 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,581