ربما يتعرض كثيرون من مرضى القلب للإحراج عند السؤال عن هذا الموضوع، والحقيقة أن المعاشرة الزوجية، كأى نوع آخر من الجهد، تزيد من سرعة ضربات القلب، وترفع بشكل عابر ضغط الدم، وتزيد حركات التنفس وتؤدى زيادة عدد ضربات القلب، وارتفاع الضغط إلى زيادة حاجة عضلة القلب للأكسجين، وهذا ما يؤكده دكتور جمال شعبان أستاذ القلب بالمعهد القومى قائلا المعاشرة الزوجية قد تؤدى إلى حدوث ألم صدرى أو خفقان أو ضيق فى التنفس عند بعض مرضى القلب
وقد أظهرت الدراسات التى أجريت على المرضى المصابين بالذبحة الصدرية أو جلطة حديثة فى القلب، أن عدد ضربات القلب قد وصل إلى حوالى 120 ضربة بالدقيقة فى ذروة المعاشرة، واستمر ذلك لمدة 15 ثانية، وعاد إلى الوضع الطبيعى خلال ثلاث دقائق.
كما أن ضغط الدم قد ارتفع إلى 160 / 85 ملم زئبقى فى المتوسط، وقد يحصل مثل ذلك لدى قيام الإنسان بنشاطاته الطبيعية أثناء النهار ولكن استجابة القلب للمعاشرة الزوجية تكون أكثر شدة عند مسن متزوج من امرأة صغيرة السن.
فكثيرا ما يتردد مرضى القلب عند استشارة الطبيب، وقد يعود المريض الذى أصيب بجلطة حديثة فى القلب إلى المعاشرة الزوجية قبل أن يكون مستعدا لذلك، ولهذا فعلى الطبيب أن يبادر إلى تبيان الأمر عند مريض جلطة القلب، حتى ولو لم يسأل المريض عن ذلك.
وكثيرا ما يكون السؤال عن إمكانية المعاشرة الزوجية، والمريض عند الباب وهو خارج من عيادة الطبيب، فمن المعروف أن نوبة الذبحة الصدرية تحدث – عند المصابين بضيق فى شرايين القلب – عند القيام بجهد ما، أو عند الانفعال الحاد، وقد يكون ذلك الألم أول عرض يثير الشبهة بوجود تضيق فى شرايين القلب التاجية، ويستجيب عادة ألم الذبحة الصدرية الذى قد يرافق المعاشرة الزوجية لتناول حبة من دواء : " النيتروجليسرين" تحت اللسان، وإذا كانت حالة المريض مستقرة فقد لا يحتاج الأمر لأكثر من تناول حبة من النيتروجليسرين تحت اللسان لعدة دقائق قبل المعاشرة الزوجية، ولكن ينبغى إخبار الطبيب بذلك واستشارته، وبشكل عام، ينصح بتجنب المعاشرة الزوجية خلال ساعتين بعد وجبة الطعام، أو عقب الاستحمام، ولا شك أن الأدوية التى تستخدم فى علاج الذبحة الصدرية من مضادات بيتا (كالتنورمين والأندرال وغيرها)، أو مضادات الكالسيوم (كالأدالات والدلتيازم وغيرها) تساعد المريض فى القيام بواجباته وحياته العادية على أكمل وجه.
ويمكن للمريض أن يساعد نفسه بالتخلص من التدخين – إن كان مدخنا – وبتخفيض وزنه – إن كان بدينا.
ساحة النقاش