تنافس حصري وكبير بين “إل جي” و”سامسونج” الكوريتين في معرض “إيفا” ببرلين

يحيى أبوسالم

معرض “إيفا” في العاصمة الألمانية برلين، أحد أهم المعارض العالمية، وأكبرها على المستوى الأوروبي، والمتخصص في عالم التكنولوجيا وتوابعها، ومشتقاتها من أجهزة ذكية ومعدات تقنية، وابتكارات واختراعات تكنولوجية، تهم المستهلك وتلبي حاجاته اليومية، وتساعده على إنجاز العديد من الوظائف والمهام، التي ومن دونها لا يمكننا القيام بعشرات الأمور الحياتية اليومية التي نعتمد على مثل هذه الأجهزة لإتمامها لنا على الوجه الأمثل، يسدل الستار معلناً انتهاءه لسنة 2012، على أمل أن يتجدد اللقاء في العام المقبل. ولكن ما الجديد الذي قدمه معرض “إيفا” التكنولوجيا من أجهزة وتقنيات؟

معرض إيفا 2012 جاء بشعار جديد ومختلف لهذا العام وهو “أسرع، أكبر وأكثر وضوحاً” وذلك رغبة من منظمي المعرض للفت أنظار الزبائن والزوائر إلى جديد عالم الشاشات التلفزيونية، والتي تركز عليها العائلات وتهم بها. وفي ألمانيا فقط وبحسب إحصائية رسمية تم بيع أكثر من 10 ملايين شاشة تلفاز للسنة الحالية فقط، ما يؤكد اهتمام المستهلكين باقتناء الشاشات التلفزيونية، وتحديثها للشاشات ذات التقنيات والتكنولوجيا “الذكية” التي بدأت تنتشر في الأسواق مؤخراً.

تفضيل متزايد

 

يُرجع رئيس قسم الإلكترونيات الاستهلاكية والأجهزة الرقمية باتحاد تكنولوجيا الإعلام والاتصالات والمعلومات الجديدة في ألمانيا الـ “بيتكوم” ميشائيل شيدلاك، هذا الإقبال الكبير على شراء شاشات التلفاز المجهزة بالتقنيات الحديثة، واستبدال العديد من المستخدمين لشاشاتهم القديمة بهذه الحديثة “الذكية”، إلى سببين الأول: تزايد عدد الأشخاص الذين يقتنون أجهزة التلفاز في العالم بشكل عام وبألمانيا بشكل خاص، وبمعدل جهازين لكل عائلة، بالإضافة إلى بروز ميزات وتقنيات جديدة زودت بها هذه الشاشات، لم تتوافر في الأجيال القديمة. أما السبب الثاني فهو “تفضيل الناس أجهزة وشاشات كبيرة الحجم ومزودة بتقنيات مختلفة وبصورة ثلاثية الأبعاد”. وهذا الذي لم يكن سائداً قبل خمس سنوات مضت.

 

وفي المعرض كشف النقاب عن “أو إل إيه دي” في الشاشات، وهي تكنولوجيا تستخدم صمامات عضوية ثنائية لعرض الصورة، وقادرة على إيجاد صور ذات وضوح أعلى بكثير من التقنيات المستخدمة حالياً، وعلى رأسها تقنية “إل إيه دي”، كما أن التقنية الجديدة تهدف بشكل كبير إلى توفير قدر أكبر من استهلاك الطاقة، بالإضافة إلى أنها لا تبث حرارة بشكل كبير كالتي تبثها الشاشات من نوع بلازما وإل سي دي. وفي معرض إيفا، الذي انتهى مؤخراً في العاصمة الألمانية برلين، ظهرت هذه التقنيات بقوة في شاشات التلفزيون والعرض، وتهمشت التقنيات القديمة، وبرزت كل من سامسونج و إل جي الكوريتين، في عرض جديدها في هذا المجال، وآخر وأحدث منتجاتها في عالم الشاشات الذكية العضوية.

تصميم أنيق

الكورية سامسونج تدهش جمهور الحاضرين والزوار في معرض إيفا، بتقنيات “أو أل إيه دي” الجديدة العضوية في شاشاتها ذات الأحجام والوضوح الكبيرين. فجاءت سامسونج بجيل جديد من الشاشات التي تعمل بالصمامات الثنائية العضوية “OLED”، هما شاشة ES9500 بقياس 55 إنشاً، تمتاز بوضوحها الفائق، وتصميمها الأنيق، بالإضافة إلى تقنية سامسونج الجديدة في عرض أكثر من صورة في الوقت نفسه. هذا بالإضافة إلى أن الشاشة تأتي بشكل أنحف بكثير مما تعودنا عليه بشاشات إل إيه دي الحالية، ولك أن تتصور سماكة الشاشة الجديدة الذي قد لا تتجاوز سنتيمتراً واحداً، كما وتأتي الشاشة الجديدة على غرار جيل شاشات سامسونج الجديد بكاميرا خاصة للتحكم في الشاشة عن بعد ودون جهاز التحكم، أو لإجراء مكالمات الفيديو عبر سكايب.

أما الشاشة الثانية التي عرضتها سامسونج في المعرض فكانت، شاشة ES9000 بقياس 75 إنشاً، والتي تعتبر بحسب الشركة الكورية بأنها أفضل الشاشات من حيث التصميم والشكل الخارجي، بالإضافة إلى قوتها العالية وأدائها الكبير الذي يتفوق عن باقي الشاشات الأخرى من سامسونج، وخصوصاً في عرض الأفلام ثلاثية الأبعاد ذات الوضوح الفائق. وتأتي هذه الشاشة بإطار ذهبي نحيف جداً لا يتجاوز 7,9 ملم، يكاد لا يرى، من شدة دقته، بالإضافة إلى تزويدها بآخر وأحدث تقنيات “سمارت هاب” الخاصة بالشركة، على غرار كافة شاشات سامسونج الأخرى.

منافس حصري

إلى جانب سامسونج، كانت هناك شركة إل جي الكورية أيضاً، المنافس الرئيس والحصري لشركة سامسونج، والتي وبشراكتها مع اليابانية سوني، ترغب في سحب البساط من أسفل شركة سامسونج، من خلال تقنيات OLED الجديدة المستخدمة في شاشاتها، والتي سترى النور قريباً، بالإضافة إلى شاشاتها الجديدة عرضتها في معرض إيفا ببرلين، والتي أبهرت هي الأخرى الحضور وسمرتهم أمامها، والتي تعتبر الأولى من نوعها في العالم وهي شاشة “إل جي 84 يو دي”.

تأتي شاشة إل جي الجديدة بالعديد من التقنيات والمزايا، عدا عن كونها الشاشة الأولى في العالم التي تأتي بقياس 84 إنشاً، وبوضوح يفوق كل الوضوح الذي تعودنا عليه في الشاشات الذكية اليوم، والتي ستصبح بعد شاشة إل جي هذه تقليدية، حيث يصل وضوح شاشة إل جي الجديدة (3840X2160) بكسل، بينما الوضوح الذي نعرفه اليوم، والذي يسمى “فل أتش دي”، والذي يأتي بوضوح يصل إلى (1920X1080) بكسل. وتدعم الشاشة الجديدة من إل جي التقنيات الثلاثية الأبعاد بالوضوح الفائق، وتقنية إل جي سينما، هذا بالإضافة إلى “IPS” من إل جي، والتي تمكن مثل هذه الشاشة وغيرها، التعامل مع أكثر من مصدر مختلف، والتي تعتبر مثالية لممارسة ألعاب الفيديو عليها، أو الاستمتاع بمشاهدة الأفلام والبرامج، جنباً إلى جنب كونها مثالية في نفس الوقت للأعمال وعرض الشرائح، أو المشاريع عليها، وذلك بفضل هذه التقنية وغيرها من التقنيات الجديدة التي تعرض للمرة الأولى في معرض إيفا ببرلين.

حرب أسعار

يؤكد نائب رئيس اتحاد مستهلكي الأجهزة الإلكترونية هانس يواخيم كامب أن أكثر من نصف أجهزة التلفاز التي تم بيعها هذا العام هي من نوع “الذكية”، ويضيف “كلمة “ذكي” أصبحت على كل لسان، فحجم مبيعات التلفزيونات الذكية والهواتف الذكية تجاوز 13 مليار يورو. وإذا أضفنا إليهما الأجهزة الإلكترونية التقليدية، فإن حجم المبيعات لهذه السنة سيرتفع إلى 29 مليار يورو، أي بزيادة أربعة في المائة”. وبالرغم من حرب الأسعار التي يشهدها هذا القطاع، يبدو أن ذلك لم يعد ينطبق على أجهزة التلفاز، التي تسجل أسعارها انخفاضا. فحسب تنبؤات العام الماضي، فإن أسعار أجهزة التلفاز ستنخفض عام 2012 بنسبة 13 في المائة. غير أن رئيس قسم الإلكترونيات الاستهلاكية والأجهزة الرقمية باتحاد تكنولوجيا الإعلام والاتصالات والمعلومات الجديدة في ألمانيا الـ”بيتكوم” ميشائيل شيدلاك يستبعد أن يستمر ذلك في السنوات المقبلة، والسبب هو “ظهور تقنيات جديدة وأجهزة تلفاز بشاشات أكبر، وهو ما ينعكس بطبيعة الحال على الأسعار”.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 98 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,306,527