أظهرت دراسة جديدة نُشرت في العدد الأخير من مجلة “أرشيفات الطب الباطني” أن الرياضة بشكل عام ورياضات التحمل وحمل الأثقال بشكل خاص تُساعد على الوقاية من مرض السكري نوع 2. وتوصلت الدراسة إلى هذه النتيجة بعد تحليل بيانات 32,002 رجلاً أصحاء لم يكونوا يعانون عند بداية الدراسة من أية أمراض. وبعد متابعتهم لمدة 18 سنة متواصلة، أظهرت فحوص تشخيصية أن 2,278 منهم مصابون بالسكري نوع 2. ووجد الباحثون أن الرجال الأكثر ممارسةً لحمل الأثقال كانوا الأقل قابلية للإصابة بمرض السكري، لكنهم سجلوا أن مخاطر الإصابة زادت نسبياً بنحو 13% لدى من قلت تمارينهم في حمل الأثقال عن 60 دقيقة أسبوعياً. أما الرجال الذين يتدربون بانتظام ما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعياً، فإن قابليتهم للإصابة بالسكري وصلت إلى 34% أقل من الأشخاص الذين لا يمارسون رياضة حمل الأثقال. وسجل الباحثون أيضاً أن الرجال الذين يمزجون في كل حصة رياضية بين تمارين حمل الأثقال وتمارين الآيروبيك بمعدل لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعياً هم أكثر المستفيدين والأقل قابلية للإصابة بالأمراض، إذ تقل نسبة قابليتهم للإصابة بنحو 59% مقارنةً بالأشخاص غير النشيطين بدنياً.
وأشار الباحثون إلى أن الولايات المتحدة الأميركية لوحدها تضم أكثر من 26 مليون مصاب بالسكري، بمن فيهم 7 مليون مصاب لا يعرفون أصلاً أنهم مصابون بالسكري. كما أضافوا أن الرجال أكثر إصابةً بالسكري من النساء في المجتمع الأميركي، إذ تصل نسبة الرجال المصابين 12%، بينما نسبة النساء المصابات 11%. وبالإضافة إلى تبني نمط عيش يومي أكثر نشاطاً، أورد الباحثون جملة توصيات للوقاية من مرض السكري مثل الحرص على التمتع بوزن جيد، ومراقبة مستويات ضغط الدم والكوليسترول، وتناول أطعمة صحية، وتجنب التدخين بمختلف أنواعه.
وتجدُر الإشارة إلى أن الباحثين الذين أجروا الدراسة استعانوا ببيانات حول مدى النشاط البدني لجميع المشاركين في الدراسة عن طريق إجابتهم عن استبيانات كانت توزع عليهم دورياً كل سنتين. ولم تشمل البيانات معلومات عن حجم تمارين حمل الأثقال التي يقوم بها الرجال ومدى شدتها. وكان معظم الرجال المستطلعة آراؤهم من الأميركيين البيض، ما دفع الباحثين إلى التحفظ بشأن إمكانية تعميم نتائج هذه الدراسة على باقي الأجناس والألوان.
ساحة النقاش