قد تلاحظ بعض الأمهات وجود ما يعرف بـ «حول» أعين وليدها الجديد، أو كلاهما، أو أن تكون لديهم عيون حائرة أو متقاطعة أحياناً خاصة، أو تلاحظ الأم أن طفلها ينظر إليها عادة وإحدى عينيه مغلقة أو مائلاً برأسه جانباً باستمرار، وتظهر هذه الحالة عادة في الأطفال، وتصل إلى نسبة 4% منهم حسب تقارير منظمة الصحة العالمية، كما تظهر أيضاً في مراحل متقدمة من العمر.

ويظهر الحول بنفس النسبة في الذكور والإناث وقد ينتقل وراثياً من الآباء للأبناء، ففي حالة الشخص السليم تُشير العينان إلى نفس النقطة، ويقوم المخ بدمج الصورتين في شكل صورة واحدة ثلاثية الأبعاد هي التي تعطى الإحساس بالعمق، وعندما تنحرف إحدى العينين يتم إرسال صورتين مختلفتين للمخ، وعندما تظهر هذه الحالة في طفل صغير فإن المخ يتعلَّم أن يتجاهل الصورة الصادرة من العين المنحرفة ويرى فقط الصورة الصادرة من العين المستقيمة أو التي ترى بصورة أفضل، ونتيجة لذلك يفقد الطفل الإحساس بالعمق، وعندما يظهر الحول لدى البالغين فغالباً ما تتكون لديهم رؤية مزدوجة لأن المخ يكون مدرباً على استقبال الصور من كلا العينين، ولا يستطيع تجاهل الصورة الصادرة من العين المنحرفة.

التشخيص

 

تقول الدكتورة سيرينا كيم جامواه، أخصائية العيون: «يمكن تشخيص الحول من خلال فحص العين، لذلك يجب فحص عيني الأطفال بواسطة طبيب العيون قبل أو عند سن الرابعة. في حالة ظهور حالات سابقة من الحول أو كسل العين في عائلة الطفل يجب فحصه قبل سن الثالثة، ومن الطبيعي أن تظهر عيون الأطفال حديثي الولادة بشكل متقاطع «يشبه الحول»، كما أنه من الطبيعي أن تكون أنوف الأطفال الصغار عريضة ومسطحة مع وجود ثنية من الجلد عند الجزء الداخلي من جفن العين مما يعطى العينين شكل الحول، وهذا الشكل الكاذب للحول يختفى مع تقدم الطفل في السن. ويستطيع طبيب العيون التمييز بين الحول الحقيقي والكاذب».

 

العلاج

تكمل جامواه: «يمكن للعلاج أن يُساعد طفلك للحصول على رؤية طبيعية، كلما كان العلاج أسرع وأبكر، كلما كان أفضل، الهدف من العلاج هو جعل العين الضعيفة أو الحائرة تعمل بشكل أكبر فتصبح أقوى في بعض الأحيان، يجب على المريض أن يرتدي عدسات مصححة أو قد يغطي الطفل عينه الجيدة بضمادة، وذلك لكي تنشط العين الضعيفة، وتعمل بشكل أفضل، حيث يقوم هذا بحجب الرؤية عن العين السليمة مما يجبر العين الضعيفة لتعمل أكثر، قد لا يحب طفلك هذا العلاج لأن العين الضعيفة لا ترى في البداية بنفس جودة العين الأخرى، لكن هذا العلاج ضروري حتى إذا لم يرغب طفلك في ارتداء العدسات أو الضمادة فهو يساعد طفلك على الرؤية بشكل أفضل كطفل وكبالغ في المستقبل».

بعض الأطفال يحتاجون لعملية جراحية لتصويب أعينهم. توضع هذه العمليات في الاعتبار بعد تقوية العين الضعيفة باستعمالها أكثر عن طريق العلاج المذكور آنفاً.

وتضيف: «إنَّ الجزء الأهم في علاج الحول هو إجبار العين الضعيفة لتعمل أكثر فإنه من المهم جداً أن تتبع تعليمات الطبيب سواء بضمادة عين أو قطرات، عادة يستمر العلاج لأشهر أو حتى لبضع سنوات، وقد يقل أحياناً الاحتياج للضمادات بمرور الوقت. يساعد هذا العلاج عادة على جعل العين الضعيفة بقوة العين الجيدة. عندما يكون طفلك ما بين 7 أو 8 سنوات ستكون الرؤية في العين الضعيفة في أفضل حالة يمكن أن تكون عليها بالعلاج كلما بدأ العلاج أبكر كلما كان من الأسهل إصلاح المشكلة.

 

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 81 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,647