“جالاكسي نوت 2”
يحيى أبوسالم
لم تخيب الشركة الكورية سامسونج، إحدى عمالقة صناعة الهواتف والأجهزة الذكية، آمال عشاق منتجاتها وأجهزتها الإلكترونية، ولم تكذب هذه الشركة التوقعات والإشاعات التي جابت فضاء الإنترنت الواسع خلال الأشهر الماضية، عندما أعلنت مؤخرا خلال معرض “إيفا” العالمي، الذي يعقد سنوياً في العاصمة الألمانية برلين، عن النسخة الجديدة الثانية من هاتفها “الهجين”، الذي يمتلك صفات الهاتف الذكي مع ميزات الكمبيوتر اللوحي، “جالاكسي نوت”.
كشفت الشركة الكورية سامسونج النقاب مؤخراً، عن هاتفها الجديد “جالاكسي نوت 2”، الذي لاقت النسخة الأولى منه والتي طرحت قبل عام بالضبط من اليوم، صدى واسعا لدى مستخدمي الهواتف والمهتمين بها، ما بين مؤيد ورافض لفكرة الهاتف والشكل الذي جاء عليه، وذلك لكبر شاشته مقارنة بغيره من الهواتف الذكية الأخرى. وها هو “جالاكسي نوت 2” يأتي بحجم أكبر قليلا من النسخة السابقة، وعرض أقل، وبشاشة قياس 5,5 إنش، بالإضافة إلى المعالج المركزي السريع بسرعة 1,6 جيجاهيرتز، والذاكرة العشوائية الكبيرة والتي تصل إلى 2 جيجابايت.
الإشاعات توقعت إعلان الشركة الكورية عن هذا الهاتف خلال هذه الفترة، ولعل أهم الأسباب بحسب الكثير من المصادر المطلعة، هو رغبة الشركة الكورية في لفت الأنظار إليها وجذب الزبائن إلى منتجها الجديد “جالاكسي نوت 2”، والذي سيطرح في الأسواق العالمية قريباً، قبل قيام الشركة الأميركية أبل بكشف النقاب عن هاتفها المرتقب، الذي طال انتظاره من قبل عشاق هذه الشركة ومنتجاتها، آي فون 5، أو آي فون الجديد، أو مهما كانت التسمية، والذي يتوقع أن تعلن عنه أبل خلال الأسبوع الثاني من الشهر الجاري.
ورغم تمكن الشركة الكورية من الإعلان عن هاتفها الجديد، قبل إعلان الشركة الأميركية عن هاتفها المرتقب، ونيلها أفضلية السبق بطرحها هذا الهاتف خلال هذه الفترة بالتحديد، فهل تمكنت سامسونج، من لفت أنظار المستخدمين، وعشاق الهواتف الذكية المتحركة، إلى وليدها الجديد “جالاكسي نوت 2”؟ وهل تمكنت الشركة الكورية، من تحقيق ما أكدته الإشاعات في رغبتها بطرح هذا الهاتف قبل طرح شركة أبل لهاتفها المرتقب، لجذب الأنظار إليها، ولشد أرجل الزوار إلى زاويتها الخاصة في معرض “إيفا” الألماني؟
ولمحاولة الإجابة على هذه الأسئلة، ومعرفة إن كانت النسخة رقم 2 من جالاكسي نوت، قد جاءت حسب توقعات الآلاف من المهتمين والمترقبين لها حول العالم، سنجري مقارنة سريعة حول ما كان عليه الهاتف القديم “جالاكسي نوت 1” وما جاءت عليه النسخة الجديدة “جالاكسي نوت 2”. لنحاول الوصول في النهاية إلى جواب عن “هل أشتري جالاكسي نوت 2؟ أو هل أقوم بترقية “جالاكسي نوت 1” الخاص بي إلى النسخة الجديدة؟”
والمقارنة بين النسختين تتناول عدة نقاط يمكن تلخيصها بما يلي:
◆ أولاً: الشكل الخارجي: يعتبر جالاكسي نوت 2 بأنه “مستنسخ” عن جالاكسي إس 3 من حيث الشكل الخارجي، وجاء “نوت 2” بحجم أطول وعرض أقل من النسخة القديمة، هذا بالإضافة إلى أن وزن النسخ الجديدة أثقل نوعاً ما من النسخة القديمة، ولعل السبب الرئيس في ذلك هو حجم الشاشة الأكبر في النسخة الجديدة.
◆ ثانيا: الشاشة: صدقت التوقعات فيما يتعلق بشاشة الهاتف، والتي ذكرت أن النسخة الجديدة “نوت 2” ستأتي بشاشة ذات قياس أكبر يصل إلى 5,5 إنش، بينما النسخة القديمة “نوت 1” تأتي بشاشة قياس 5,3 إنش. حيث تمكنت الشركة الكورية من تعديل نسبة “العرض إلى الارتفاع/Aspect Ratio”، ليصبح 16:9 عرضي. ولعل أهم ما يمز جالاكسي نوت 1 عن باقية الهواتف الذكية، هو شاشته الكبيرة ذات الوضوح العالي، الذي يصل إلى 800X1280 بكسل، بمعدل كثافة يصل إلى 285 بكسل لكل إنش، هذا الوضوح الذي قامت الشركة الكورية بتقليله ليتناسب مع حجم الشاشة الجديدة، والتي تمتاز بطولها الأكثر وعرضها الأقل من النسخة القديمة، لتأتي بوضوح يصل إلى 720X1280 بكسل، وبعدل كثافة يصل إلى 267 بكسل لكل إنش.
ورغم أن الوضوح في النسخة الجديدة، يبدو أقل نوعاً ما من النسخة القديمة، إلا أنه وبحسب سامسونج، لا يؤثر على صفاء ونقاء الصورة على الشاشة، وإنما جاء فقط ليتوافق مع قياسات الشاشة الجديدة في نوت 2. إلى ذلك تأتي كلا النسختين بنفس تقنية الشاشة من نوع “سوبر آموليد”، والتي تستخدم زجاجا من نوعية “كورنينج” جوريلا، الجيل الأول والثاني، لحماية شاشة الهاتف من الكسر والخدش.
◆ ثالثاً: المعالج المركزي: رغم أن العديد من التوقعات، تنبأت بأن يأتي المعالج المركزي في النسخة الجديدة “نوت 2”، بسرعة تصل إلى 1,8 أو 2,0 جيجاهيرتز، فلقد جاءت هذا النسخة بمعالج مركزي بنفس نوع المعالج المستخدم في النسخة القديمة، وهو “كورتيكس إيه 9”، إنما يمتاز على القديم بأنه رباعي الأنوية بينما القديم كان ثنائي النواة، بالإضافة إلى أن سرعة المعالج في جالاكسي نوت 2 تصل إلى 1,6 جيجاهيرتز، بينما سرعته في جالاكسي نوت 1 تصل إلى 1,4 جيجاهيرتز.
ورغم أن فرق السرعة بين المعالجين غير كبير، وهذا ما يبدو للوهلة الأولى، إلا أن الشركة الكورية قامت باستخدام أحدث شرائحها التقنية في النسخة نوت 2، حيث استخدمت الشريحة الجديدة جداً والمتطورة عن السابقة، “إكسونوس 4412”، والتي بفضلها أصبح المعالج المركزي في نوت 2 رباعي الأنوية، ما أعطى الهاتف سرعة كبيرة ومقدرة عالية على التعامل مع عدد كبير من التطبيقات المختلفة في الوقت نفسه، بالإضافة إلى سرعته في فتح البرامج المعقدة والتعامل معها بسهولة وأداء عال.
◆ رابعاً: الذاكرة وبطاقة الرسوم: أحد المشاكل التي واجهت مستخدمي النسخة القديمة من جالاكسي نوت، هو حجم الذاكر العشوائية “رام” القليل، والذي لا يتجاوز 800 ميجابايت طبعاً بعد خصم ما يحجزه نظام التشغيل لنفسه والتي تصل إلى 200 ميجابايت. وهو ما عمدت الشركة الكورية لتغيره في “نوت 2” حيث جاء بذاكرة عشوائية تصل إلى 2 جيجابايت، ما يعني توديع البرامج المخصصة لتفريغ الذاكرة أو قتل البرامج التي تعمل في الخفاء.
ورغم تحديث المعالج المركزي والذاكرة العشوائية في النسخة الجديدة من الهاتف، إلا أن هذه النسخة مازالت محافظة على بطاقة الرسوم القديمة الموجودة في جالاكسي نوت 1 “Mali 400MP”، والذي كان من المتوقع أن تقوم سامسونج بتجربة بطاقة الرسوم “Mali 450MP” الجديدة كلياً والتي تدعم المعالجات المركزية ثمانية الأنوية الجديدة في هذه النسخة من الهاتف. والتي يتوقع أن ترى النور خلال العام المقبل.
◆ خامساً: نظام التشغيل: يأتي نوت 2، بآخر وأحدث نسخ نظام التشغيل أندرويد، “جيلي بين 4,1”، ويحق لهذه النسخة من الهاتف التفاخر بنظام التشغيل الذي تأتي عليه، لأن “نوت 2” يعتبر 2 هاتف في العالم، يزود بنسخة نظام التشغيل هذه بعد الكمبيوتر اللوحي الخاص بجوجل “نيكسوس 7”. ما يعنى أن نوت 2 سيكون قابلا للتحديث للنسخة التالية التي يجرى العمل عليها حالياً “أندرويد 5,0” أو مهما كانت تسميتها. بينما جاءت النسخة الأولى من الهاتف بنظام التشغيل أندرويد “خبز الزنجبيل 2,3” والتي تم تحديثها لاحقاً إلى النسخة 4,0 آيس كريم ساندويتش، والتي في الغالب لن تكون قادرة على التحديث للنسخة الأخيرة أندرويد 4,1.
◆ سادساً: البطارية: هي إحدى أهم المشاكل التي واجهت مستخدمي النسخة الأولى من جالاكسي نوت، حيث جاء ببطارية ذات سعة 2500 ميلي أمبير، والتي عانى ملاك النسخة الأولى من استنزافها ونفاد طاقتها بسرعة. بالمقابل تأتي بطارية النسخة الجديدة من الهاتف بسعة 3100 ميلي أمبير، لتتمكن من توفير الطاقة اللازمة للمعالج المركزي رباعي الأنوية وللشاشة ذات الحجم الكبير.
◆ سابعاً: الكاميرا وذاكرة التخزين: جاءت كاميرا النسخة الجديدة من الهاتف بنفس حجم الذاكرة في النسخة القديمة والذي يصل إلى 8 ميجابيكسل، إلا أن التقنيات المستخدمة في كاميرا الهاتف الجديد والتي توازي التقنيات في هاتف جالاكسي إس 3، جعلت من كاميرات نوت 2 تتفوق بكثير على كاميرا نوت 1. كما أن توفير نسخة من الهاتف بذاكرة تخزين داخلية بحجم يصل إلى 64 جيجابايت، جعلت هذه النسخة تتفوق على النسخة القديمة والتي لا يتوفر منها سوى نوعين 16 و 32 جيجابيات. بالإضافة إلى إمكانية إضافة ذاكرة خارجية من نوع “مايكرو إس دي” بحجم أقصى يصل إلى 64 جيجابايت كما في النسخة القديمة.
◆ ثامناً: الاتصال والتوصيل: تأتي النسخة الجديدة من نوت 2 بكافة تقنيات الاتصال والتوصيل التي أتت عليها النسخة القديمة، إلا أن أهم التغيرات التي جاءت في النسخة الجديدة، هي استخدامها لتقنية البلوتوث 4,0، بالإضافة إلى تزود الهاتف بتقنية “إن أف سي” الاتصال قريب المدى، والتي تساعد في نقل البيانات من هاتف إلى هاتف عن قرب وبسرعة فائقة، كما تساعد على عمليات الشراء عبر الهاتف، وحتى شحن الهاتف عن بعد بشرط توفر ملحقات خاصة بذلك.
ساحة النقاش