يتعرض الكثير من الأسر لحالات حرجة وبسيطة، تتطلب منهم ضرورة الإلمام بقواعد الإسعافات الأولية، التي تعد بالنسبة لهم «طوق نجاة»، تجنبهم العديد من المخاطر، سواء داخل المنزل أو خارجه، وهو ما أكده المسعف حسين محمود مطالباً الآباء والأمهات بالاطلاع على بعض المعلومات البسيطة التي تخص مسألة الإسعاف، وما يتوجب عليهم معرفته، خاصة في ظل الاستعداد للعودة إلى لمدارس، وما يتزامن مع تلك المرحلة من حركة زائدة بين الطلبة وتعرضهم لأشعة الشمس، حيث تكثر إصاباتهم.

وأشار إلى أن الأبناء يتعرضون لخدوش نتيجة اللعب مع بعضهم بعضاً أو الاحتكاك في المدرسة، وهو أمر يجب ألا تغفله الأسرة، منعاً لتسمم الجروح أو تفاقم الحالة، خاصة أن الأمر لن يكلفها سوى تطهير الخدش وتضميده، وذلك بالإضافة إلى ضرورة الإلمام بكيفية التعامل مع الارتفاع المفاجئ لدرجة الحرارة، بين الأطفال، حيث يتوجب على الأم في هذه الحالة، سرعة قياس درجة حرارة الطفل، وأن تبادر بعمل «كمادات» مياه باردة على جسمه، ثم تجعله يتناوله خافضاً للحرارة يوصي به الطبيب، ومن ثم مراجعة أقرب عيادة صحية إن استدعى الأمر.

وأوضح الدكتور علي عبد المنعم أخصائي الطوارئ في أحد المستشفيات الخاصة، أن الإسعافات الأولية أمر مهمل عند الكثير من الأسر، ولا ينتبهون له إلا عند الحاجة، ووقتها يجدون أنفسهم لا يعرفون التعامل مع الحالات، حتى لو كانت بسيطة، منوهاً إلى أهمية المشاركة في الدورات العديدة التي تنظمها جهات عدة، تقوم بتدريب المشاركين على أسس الإسعافات الأولية في الكثير من الحالات، ومنها في حالة ابتلاع الطفل مواد كيمائية أو أية مواد غير صحية، أو انسكابها على جسمه، خاصة المناطق الحساسة.

وحذر الآباء والأمهات من التعامل العشوائي مع الحالات الطارئة التي يتعرض لها أبناؤهم، أو من خلال وصفات غير طبية، وفقاً لنصائح الأهل والجيران، خاصة في حالات إصابتهم بحروق أو ابتلاع مواد صلبة، وعلى الأم أن تراقب فوراً حركة الطفل وتتوجه إلى عيادات الطوارئ بالمستشفيات.

 

وأضافت الدكتورة ريم إبراهيم، أن الإسعافات الأولية يحتاجها الفرد في مختلف المواقف التي تمر عليه في حياته اليومية، وليس داخل الأسرة فقط أو خلال التعامل مع الأبناء، فقد يتعرض لحادث مروري، يتطلب سرعة التدخل أو إجراء بعض الإسعافات الأولية، وبالتالي يقف حائراً لا يعرف ماذا يفعل حتى يصل المختصون، مشيرة إلى أن ذلك أفضل من تطوع البعض وتدخلهم بدافع المساعدة دون دراية منهم، وبالتالي تتفاقم الإصابة أو تتدهور الحالة. ونبهت رحاب صابر وهي أم لثلاثة أطفال، إلى ضرورة الاشتراك في دورات الإسعافات الأولية أو الاطلاع على بعض قواعدها من خلال المواقع الإلكترونية الرسمية لبعض الجهات، موضحة أنها تعرضت لموقف حرج مع ابنها الأكبر، حيث تعرض لقيء مفاجئ، وقد كانت وقتها تقود سيارتها، فما كان منها إلا أن صفت سيارتها على جانب الطريق واتصلت بإحدى الصديقات، فأخبرتها بأن تسقيه وصفة معينة أحضرتها من الصيدلية، وتريحه بعض الوقت، فقد يكون مرهقاً من ركوب السيارة، ونفذت نصيحتها، لكنه لم يتوقف عن القيء، فقادت سيارتها، مسرعة إلى أحد أقسام الطوارئ، لتخبر الطبيب بما حدث، ليطلب منها أن تحمد الله، لأنها كادت تقتل ابنها بما قدمته له، من وصفة تضر بحالته ولا تنفعه.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 80 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,899