الخردل صحي ومفيد
أوصت دراسة، قام بها المركز القومي للبحوث في مصر، باستخدام زيت الكتان ومطحون البذرة الكاملة لكل من الكتان والخردل، ومطحون الحبة الكاملة للشعير في تدعيم المنتجات الغذائية المختلفة لإنتاج أغذية وظيفية علاجية ووقائية، لما تمتاز به من ارتفاع قيمتها الغذائية والحيوية، والتي لها أكبر الأثر في علاج الأمراض المرتبطة بارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم والعوامل المسببة للأزمات القلبية وأمراض الأوعية الدموية، فضلاً عن إمكانية استخدامها لمرضى السمنة والسكري.
غذاء غني
ألقت الدراسة، التي قامت بها الدكتورة وفاء كامل بهجات، التي جاءت تحت عنوان «الاستفادة من بعض الأغذية الوظيفية في خفض ليبيدات الدم»، والتي نالت عنها جائزة أفضل رسالة دكتوراه عن شعبة الصناعات الغذائية والتغذية من المركز القومي للبحوث في مصر، الضوء على العديد من المصادر النباتية التقليدية، ومنها الشعير والخردل، والكتان والتي لم تعط الأهمية المناسبة رغم غناها بالعديد من المواد الغذائية مثل الألياف الغذائية والبروتينات والأحماض الدهنية، والسكريات العديدة والمركبات المضادة للأكسدة.
وقالت الدراسة، إن الخردل أحد العوامل المؤثرة في خفض الكولسترول، وتقليل مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين، والأنواع المختلفة من الأورام السرطانية وتنظيم مستوى السكر في الدم وتنظيم ضغطه، وأثبتت العديد من الدراسات الدور الفعال لها في تحسين الحالة الحيوية والصحية للإنسان، حيث تعد كل من الأوميجا ثلاثة والأوميجا ستة من الزيوت المهمة للقلب والشرايين والتي لها الخاصية المضادة للالتهابات عمومًا في الجسم. كما ثبت أنهما يعملان على إنتاج الطاقة ولهما قدرة التحكم في النموّ والحيوية والحالة العقلية وإنتاج كريات الدم الحمراء، وفي تركيب الغشاء الخلوي لجميع خلايا الجسم دون استثناء، كما يقومان باستعادة النشاط إلى الجسم بعد الإجهاد والتعب، كما تساعد هذه الأحماض على تخفيض الكولسترول الموجود في الدم، لأنها تنقله للأنسجة للاستفادة منه بدلاً من أن يبقى مرتفعًا في الدم.
مركبات وأنزيمات
عرف الخردل كواحد من أشهر النباتات منذ القدم، وهو نبات حولي يوجد في الحقول وعلى حواف الطرق وشواطئ الأنهار، ويتميز بساق منتصبة وأوراق معنقة قيثارية الشكل وأزهار صفراء عنقودية، وبذور بنية تقترب من اللون الأسود، ويعرف من الخردل أنواع ثلاثة هي الخردل الأبيض والخردل الأسود والخردل البني.
ويتميز الخردل الأبيض بقصر نباته عن الخردل الأسود والخردل البني اللذين يصلان إلى ارتفاع متر واحد، بينما لا يكاد يصل ارتفاع الخردل الأبيض إلى 80 سنتيمتراً، إضافة إلى أن حبوبه أكبر حجماً من الخردل البني أو الأسود، حيث إن الأسود هو الأصغر حجما ويليه الخردل البني.
وبذور الخردل تحتوي على كميات كبيرة من المركبات والأنزيمات، كما تعتبر حبوب الخردل مصدراً غذائياً غنياً بالسلينيوم الذي ثبتت مساعدته في تخفيف حدة الربو وخفض أعراض التهابات المفاصل (الروماتويد)، إضافة إلى مقاومة السرطان، كما تعتبر حبوب الخردل مصدراً غنياً للسلينيوم والماغنسيوم اللذين أظهرا دوراً في تخفيف حدة الربو، وتخفيض ضغط الدم العالي، واستعادة النمط الطبيعي للنوم لدى النساء اللواتي يعانين من أعراض توقف الطمث، إضافة إلى تخفيض معدل نوبات الشقيقة (الصداع النصفي)، كما يقي الخردل من الإصابة بالأزمات القلبية لدى مرضى تصلب الشرايين. ويذكر الدكتور أندرو ويل في كتابه «الصحة والدواء من الطبيعة» أن حبوب الخردل تعد أيضا مصدراً غذائياً غنياً بزيت الأوميجا ثلاثة، والأحماض الدهنية والحديد والكالسيوم والزنك والمنغنيز والماغنيسيوم والبروتين وفيتامين باء ثلاثة والألياف.
استخدامات التداوي
يمكن استخدام حمامات الخردل للتداوي من علل عديدة، وتنقية الجسم من السموم وتنشيط الدورة الدموية، أما في حالات التهاب الفم واللوز والحنجرة، فتؤخذ ثلاث ملاعق صغيرة من مسحوق بذور الخردل وتضاف إلى كوب من الماء المغلي، ويستعمل على هيئة غرغرة، للصداع وآلام قرحة المعدة وضعف الدورة الدموية واحتقانات الرئة والدوالي وآلام الطمث، يستخدم الخردل على هيئة لبخات من مسحوق الخردل مع الماء الدافئ أو مع زيت الزيتون، حيث يعجن المسحوق بالماء الدافئ، ثم تفرد على قطعة قماش سميك ثم توضع فوق الجلد مباشرة لمدة ربع إلى نصف ساعة، بحيث توضع في حالات الصداع فوق مؤخرة الرأس وآلام قرحة المعدة فوق أعلى البطن، واحتقان الرئة وعسر التنفس وضعف الدورة الدموية وآلام الطمث فوق الظهر، والتهابات الحنجرة فوق الرقبة، والدوالي على المنطقة المصابة نفسها.
ساحة النقاش