"صوت الحياة".. يشهد مناسبتين دفعة واحدة، الأولى هي عودة رزان مغربي للتقديم التليفزيوني بعد غياب عامين تقريبا ، والثانية هي الظهور الأول للفنانة المغربية سميرة سعيد كعضو لجنة تحكيم في برنامج تليفزيوني يهتم بتخريج المواهب الغنائية ، ومثلها أيضا هاني شاكر ، أما الملحن حلمي بكر الشريك الثالث في لجنة التحكيم فقد سبق وان خاض نفس التجربة قبل سنوات طويلة ضمن برنامج " ستار ميكر " ، أو " سمعنا صوتك " الذي كان يقدمه أمير مرارة قبل احترافه التمثيل .
البرنامج الذي تنتجه شبكة تليفزيون الحياة ، وتعتبره عملا تنافس به كبرى برامج تخريج المواهب الغنائية التي انتشرت مؤخرا ، كان لسميرة سعيد معه قصة ، تروي جانبا منها في تصريحاتها لـ "النشرة " على هامش التحضير للبرنامج الذي قررت الجهة المنتجة له بدء فعالياته من العاصمة اللبنانية بيروت ، بعدما كان مقررا أن ينطلق من القاهرة.
تقول سميرة سعيد :" اريد أن اعترف انني قمت من خلال هذا البرنامج بتوريط نفسي في اللعبة ، وقبل ان يفهمني شخص ما بطريق الخطأ ، فإنني أشرح الأمر سريعا ، حيث انني اتخذت قرارا سريعا بالموافقة على المشاركة في لجنة تحكيم البرنامج ، كي لا أعطي لنفسي فرصة كي اعتذر للقناة ، وهذا لأنني كان من المفترض أن أشارك في تجارب شهيرة في اوقات سابقة ، حيث عرضت على افكار كثيرة لبرامج من هذا النوع ورفضتها خوفا من خوف التجربة ، ولأنني كنت اجهد نفسي في التفكير في مصير العمل ، لكن الأن أنا سعيدة جدا بما حدث ، وأشكر المسؤلين بقناة الحياة على مجهودهم في اقناعي ، وكذلك على ظروف الانتاج الممتازة التي نعمل بها ".
البرنامج من المقرر أن ينطلق في شهر تشرين الاول/اكتوبر المقبل ، كما ستبدأ لجنة التحكيم عملها في فرز الأصوات بشكل مبدئي خلال أيام قليلة ، إذن فالفنانة سميرة سعيد تتحدث هنا عن ارهاق العمل الذي ينتظرها ، وكيف سيؤثر هذا على نشاطها كفنانة.
تواصل صاحبة " تخلص حكاية "، و" قال جاني بعد يومين "، و" قويني بيك " كلامها لـ " النشرة " قائلة : " طبعا أعلم أن هذه النوعية من البرامج تستنزف وقتا ومجهودا كبيرين ، والعمل أعتقد أنه سيكون صعبا في ظل وجود لجنة تحكيم يشارك بها ايضا المطرب الكبير هاني شاكر والملحن المهم حلمي بكر ، فأنا اعلم كيف يدقق كل منهما في كل كبيرة وصغيرة ، وانا مثلهما بالطبع.
كذلك هناك عامل نفسي اخر يتعلق بقدرتنا على ارسال معلومة للشخص الذي يكون صوته دون المستوى بأنه غير مقبول بشكل او بأخر ، فهذا سيمثل بكل تأكيد عبئا نفسيا علينا جميعا فالشباب في مقتبل اعمارهم يكونون حساسين تماما لأقل كلمة من هذا النوع ، وانا كذلك اضع نفسي مكانهم فلو كان احد ما يقيم صوتي ، فانا استمع الي كل كلمة له واعطيها حجم اكبر من حجمها وبالتالي تؤثر في بشكل مضاعف ، مهما كانت سلبية او ايجابية.
لكن عموما نعود الي فكرة السؤال ، وانا اطمئن جمهوري بأنني قد انتهيت من اكثر من نصف اغنيات الألبوم ، وسوف أطرحه في نهاية العام الجاري ، لتكون هديتي الي جمهوري في احتفالات رأس السنة ، لأنني اعلم أن انتظاره لي طال كثيرا ".
لاتخفي ابنة المغرب حقيقة أنها كانت تتمنى تقديم هذا النوع من البرامج قبل فترة طويلة ، ايمانا منها بأن لكل فنان حقق حلمه بالوصول بصوته الي قلوب الجماهير أن يساعد من هم في بداية الطريق ، حيث توضح : " طبعا هذا واجبنا ، ولست انا فقط من تفكر بهذه الطريقة ، ولكنني اعرف زملاء كثيرون لي في الوسط يفكرون بنفس الطريقة ، ويتمنون خدمة غيرهم ، ولكن الظروف لا تؤاتي الجميع كما نعلم ، لذا فأنا اعتبر نفسي محظوظة لأنني حققت حلما من أحلامي ، فيجب أن نشكر الله سبحانه وتعالى على نعمة النجاح وتحقيق الأهداف بأن نساعد غيرنا ونضعه على اول الطريق ، هذا لو كان يستحق بالطبع.
ولهذا فأنا أقول انها مهمة شاقة وليست سهلة على الإطلاق ، ففكرة ان تكون عادلا الى اقصي قدر ممكن كي لا تظلم شخصا تشكل عبءا كبيرا ، واتمنى ان اكون ضيفة خفيفة على المشاهدين الذين سيتابعونني ، وكذلك على المواهب المشاركة في البرنامج ، فما اجمل ان تكون سببا في اسعاد شخص ما ، او ان تدله على الخطوات الأولى التي يمكنه من خلالها ان ينطلق الى حياته العملية ، لذا فأنا أحاول ان اقوم ببروفات كثيرة ، وان اتمرن جيدا ، وأقرأ لأن جزء من المهمة هو الالقاء بالتالي فطريقة الكلام مهمة ، فهو امر فيه من عمل المذيعة شيئ ، وكذلك من عمل المطربة شيئ و من عمل عضو لجنة التحكيم شيئ ثالث ".
هنا كان طبيعيا أن نسأل سميرة بنت سعيد كما تلقب في بلدها الأم المغرب عن مدى متابعتها للنجمات الزميلات اللاتي سبقنها الى القيام بنفس المهمة في برامج سابقة ومن بينهن طبعا نجوى كرم ضمن برنامج " مواهب العرب "، وكذلك أحلام في برنامج " محبوب العرب"، وكيف ترى منافستها مع شيرين عبد الوهاب التي ستقوم بمهمة شبيهة في برنامج مماثل يبث تقريبا بالتزامن مع برنامج سميرة سعيد ، وهو برنامج " أحلى صوت".
لكن سميرة سعيد التي اعتادت ان تكون متفردة دوما تشير الى انها مثلما تستمع إلى جميع زملائها من الفنانين بحكم مهنتها كي تطلع على كل جديد، فهي أيضا حريصة على ان تشاهد تجارب جميع الزملاء في مجال تقديم البرامج ، ليس بهدف التقليد ولكن بهدف التميز ، وبهدف الوصول لشكل اكثر تفردا ، منوهة أن التنوع هو سر الحياة ، ومتمنية ايضا ان تكون برامج تقديم المواهب الجديدة وتبنيها ناجحة وتحقق المرجو من ورائها ، وان يزاد عددها مؤكدة أن كل هذا في صالح العمل الفني ، والمهنة ككل.
واكدت في النهاية أنها مثلما لا تنافس الا نفسها في أغنياتها التي تقدمها ، فإنها أيضا ستكون حريصة على منافسة نفسها في التجربة الجديدة ، كي تقدم الأفضل .. بهذه الإجابة الدبلوماسية تختتم سميرة سعيد حديثها المختصر مع موقع " النشرة فن " مع وعد بأن تخصنا بلقاء مطول في وقت لاحق بعدما يبدأ عرض البرنامج الجديد .
ساحة النقاش