أكد عدد من الفتيات ما دون الـ30 عاما أن سبب قبول الزواج من كبار السن الذين يكبرنهن بعقدين من الزمن يعود لبحثهن عن الأمان والاستقرار الأسري والعاطفي الذي قد لا يجدنه لدى الشباب ممن هم في عمرهن، خاصة ممن ما زالوا في طور البحث عن الوظيفة وتكوين الذات وتأمين السكن وتأمين متطلبات الحياة.
وأوضحن أن مواقع التواصل الاجتماعية لعبت دورا مهما في تغيير المفاهيم المتعلقة بفارس الأحلام لدى كثير منهن، إذ أدت هذه القنوات العنكبوتية لتسهيل عمليات التعارف ما بين الجنسين باختلاف الأعمار والمستويات الاجتماعية، وبالتالي إلى تمسك الفتاة بمن ترغب الارتباط به وإن كان في عمر والدها. وفي هذا الصدد أبدت فتحية عبد الله اختصاصية في علم الاجتماع، استغرابها من قبول الفتاة ذات العشرين عاما برجل أربعيني حتى تصل مرحلة القبول في الوقت الراهن لما يتجاوز الـ50 عاما، معتبرة مثل هذه الحالات بالفردية الشاذة ولا تمثل ظاهرة وإنما نتجت عن حياة بائسة عاشتها الفتاة ومن ظروف فقر مادي ومعنوي للاهتمام وتلبية الاحتياجات، ولا سيما لمن تربت في كنف مشاكل عائلية وحالة انفصال بين الوالدين تريد من خلالها التعويض عن حرمان الأبوة التي فقدتها.
وأوضحت فتحية عبد الله أن مثل هذه الزواجات سواء كانت عن طريق الخاطبة أو بالتعارف عبر قنوات التواصل الاجتماعية التي غزت المجتمعات، تدل على عدم بعد نظر الفتاة في مسألة الارتباط، وأن الرغبة والفكرة هي وليدة اللحظة لم تتصور ما بعد هذا الزواج ولا سيما عند إصابة كبير السن بالضعف في قدراته الجنسية وهي لا تزال في ريعان الشباب وزهوة الحياة، مؤكدة أن 80 في المائة من حالات هذه الزواجات التي ليست منسجمة عمريا غير ناجحة. (تغريدة عن دعارة السعوديات في دبي تثير الغضب على تويتر)
وقالت عبد الله: سابقا كانت ترضخ بعض الفتيات لرغبة أسرتها في تزويجها بكبير السن رغما عنها بسبب صعوبة الحياة والمفاهيم الخاطئة التي تمارس في حقها وخلافه، بينما الآن لدى الفتاة الحرية في اختيار شريك الحياة ولا تجبر على من لا تريد وبذا تكون خياراتها متعددة لا تستدعي منها التعجل في الموافقة على من لا يناسبها في العمر ولا يمكنه أن يوفر لها حياة متكاملة بمفهوم الحياة الزوجية.
من جانبه، أوضح مشرف موقع إلكتروني لطلبات الزواج (فضل عدم ذكر اسمه) أنه من خلال متابعته للموقع وجد طلبات زواج كبار السن من الفتيات الصغيرات وتكاد تكون نادرة متمثلة في حالتين أو ثلاث من بين مئات الحالات.
وقال مشرف الموقع الإلكتروني : أتذكر حالة واحدة لرجل ادّعى أن عمره 48 عاما، واكتشفنا لا حقا أنه في العقد الخامس, قد اتفق مع فتاة تبلغ من العمر 27 ربيعا على الزواج وتزوجها إلا أن الفترة لم تطل بينهما فباء مشروع الزواج بالفشل وعاد مرة أخرى يبحث عن صغيرة لا تتجاوز 27 عاما، لكنه لم يجد رغم إغراءاته الكثيرة بتملك منزل خاص ومصروف للفتاة وما شابه ذلك. وعن شروط الرجل كبير السن في عروسه الصغيرة الراغب في الزواج منها بين المشرف أنها مختلفة، أبرزها وأهمها أن تكون بكرا، ولا بأس بمطلقة في آخر الحالات أو أرملة، وأن تكون جامعية أيضا متفهمة هادئة، بالإضافة لاشتراط الجمال من طول القوام ورشاقته مع الميل للبشرة البيضاء من ذوات المفاتن، مشيرا إلى أن بعض مواقع الزواج تفتح المجال للتفاهم بين الطرفين دون تدخل الأعضاء ضمن ضوابط وقوانين الموقع، وأن من يخالف يطبق بحقه الاجراء الإداري. وأضاف أنه في بعض الأحيان لا يرغب كبير السن في المراسلة بل يريد البيانات مباشرة والتقدم للفتاة، وهذا الأمر غالبا يطلبه الرجل بتوفير البيانات فقط ولكن الفتيات ربما يوافقن على هذه الخطوة إلا أن الرجل يعود مرة أخرى لعدم موافقة أهلها عليه لكبر سنه، ولذا فإن التفاهم في الموقع واستشفاء معرفة رأي الأهل أمر مهم جدًا، لافتا إلى أن القابلات بزواج من يكبرهن بعقدين وأكثر يشكلن نسبة تقارب 30 في المائة ولا سيما من اللاتي شارفت أعمارهن فوق 31 عاما، وأن دواعي قبولهن ترجع لكونهن مطلقات ولديهن أبناء أو أرامل، في حين أن من تعاني المشاكل الأسرية وتريد الخلاص من الكبت العائلي بأي طريقة كانت تقبل بمثل هذا الزواج وإن كانت في بدابة العشرينيات من العمر.
وتابع أن الرغبة في المال والجاه, تمثل 10 في المائة من نسبة القابلات بالزواج من كبير السن، وأن وجود ما يمنع الفتاة من الزواج كالإعاقة أو مشاكل خاصة تحتل المرتبة الثانية في تقبلهن بحظ أقل مما يتمنينه، منوها إلى أن نسبة نجاح مثل هذه الزواجات بحسب رؤيته الشخصية لا تتجاوز 3 في المائة لكونها في البداية تتفق الفتاة ويوافق أهلها ولكن سرعان ما تزول زهور الأيام الأولى لتبدأ المعاكسات الفكرية المتعلقة بالعمر والعادات والطبيعة في الظهور ويكون الغالب الرجل الأقوى مما لا تطيقه الفتاة فتطلب الطلاق، خاصة أن الرجال كبار السن يتباهى بعضهم بالزواج من شابة قد يحرمها من الإنجاب لكونها مجرد نزوة زمنية وينتهي الأمر.
ساحة النقاش