أظهرت دراسة جديدة نشرت في العدد الأخير من مجلة “بلوس وان” أن ارتفاع التوتر والقلق والغضب إلى مستويات عالية يجعل الشخص يشيخ ويهرم قبل الأوان. ووجد الباحثون في هذه الدراسة علاقةً بين شكل شائع من القلق والغضب يصطلح عليه “القلق المرضي” من جهة، هو نوع من الرهاب غير المبرر من بعض الوضعيات والمواقف كالبيئات المكتظة والأماكن العالية أو العالم الخارجي، وتيلوميرات قصيرة لدى نساء أربعينيات وستينيات. والتيلوميرات هي عبارة عن قبعات تغطي حواف الصبغيات وأطرافها لحماية المورثات والمواد الجينية من التلف.

وتقول الدكتورة أوليفيا أوكيريكي، طبيبة نفسانية في مستشفى النساء في بوسطن “الكثير من الناس يتساءلون حول ما إذا كان من شأن التوتر أن يجعلنا نشيخ ونهرم بوتيرة أسرع، وعن كيفية حدوث ذلك إن صح هذا الافتراض”. وتضيف “هذه الدراسة تبين بوضوح وجود صلة بين التوتر النفساني الذي يطلق عليه “القلق المرضي” وآلية يُعتقَد أنها مسؤولة عن الشيخوخة المبكرة”.

وتصبح التيلوميرات أقصر مع تقدم الإنسان في العمر بشكل عام. ولوحظ في صفوف أشخاص من الفئة العمرية نفسها أن التيلوميرات القصيرة لها صلة بزيادة مخاطر الإصابة بالسرطانات وأمراض القلب والخرف، علاوة على الموت المبكر.

 

غير أن الباحثين أشاروا إلى أن هذه الدراسة تظهر فقط وجود رابط، وليس علاقة سبب وأثر، ومن الممكن أن يكون الأشخاص ذوو التيلوميرات الأقصر معرضون أكثر لمثيرات القلق. وأضافوا أن هناك حاجة ماسة لإجراء دراسات أوسع نطاق وأطول أمداً من أجل التحقق من دقة هذه النتائج.

 

وكانت أوليفيا وزملاؤها قد قاموا بتحليل بيانات 5,243 امرأةً تتراوح أعمارهن بين 42 و69 سنةً ممن شاركن في دراسة “نورسيز هيلث”. ومن أجل قياس مستويات القلق المرضي لدى المشاركات، عاين الباحثون أجوبة المشاركات عن أسئلة من قبيل “هل لديكم أي خوف غير مبرر من الأماكن المغلقة؟”، و”هل تشعرون بالخوف أو الهلع في الأماكن المكتظة؟”. فوجدوا رابطاً تناسُبياً بين الأجوبة الإيجابية (نعم) والتيلوميرات الأقصر.

وتجدُر الإشارة إلى أن هذه النتائج تم التوصل إليها بعد الأخذ بعين الاعتبار جملةً من العوامل التي قد تؤثر على طول التيلوميرات من بينها عادة التدخين لدى بعض المشاركات، ومؤشر الكتلة الجسمية لكل واحدة منهن، ومستويات نشاطها البدني وعمرها، بالإضافة إلى عمر آباء المشاركات عند ولادتهن.

ولكن الباحثين أقروا في خلاصة دراستهم أنهم لم يأخذوا بعين الاعتبار ما إذا كانت المشاركات عانين الكآبة التي قد تكون أثرت على نتائج الدراسة في هذا الاتجاه أو ذاك.

المصدر: موقع “nbcnews.com”
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 47 مشاهدة
نشرت فى 28 أغسطس 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,277,173