بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والحمدُ للِّه ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّه على سَيِّدنا محمَّد خاتمِ النبيِّين، القائل: «إِنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا»(1).
أَمَّا بعد؛ فقد قالها ذات يوم بقلب يتفطّر حُزنًا، وها أنا أردّدها: "يا فلسطين! إن في قلب كل مُسلم جزائري من قضيَّتك جُروحًا دامية، وفي جفن كل مُسلم جزائري من محنتك عبراتٍ هامية، وعلى لسان كل مسلم جزائري في حقِّك كلمة مترددة هي: فلسطين قطعة من وطني الإسلامي الكبير قبل أن تكون قطعة من وطني العربي الصغير، وفي عُنق كل مسلم جزائري لكِ -يا فلسطين- حقٌ واجبُ الأداء، وذمام متأكد الرعاية"(2).
نعم يا فلسطين، أنتِ قطعةٌ من وطني الإسلامي الكبير، لنا فيكِ إخوة قد بلغ بهم ظلم اليهود مبلغه، فكم نحن مقصِّرون في حقِّكِ وفي واجب نصرتكِ! أربعة وستون عامًا مرّت على نكبة حلَّت بأمة العرب والإسلام، لا بفلسطين وحدها، سنوات ولم يرجع الحقُّ إلى أصحابه، ولم تهنأ فلسطين بأمن وأمان، تعالوا نتذكّر؛ فإنَّ الذِّكرى تنفع المؤمنين.
في الخامس عشر من شهر مايو (أيار) لسنة 1948م حلَّت النكبة بأرض الإسراء، طُرد العرب من الجزء المخصَّص لهم، وأعلن عن قيام الكيان الصهيوني في يوم انتهاء الانتداب الإنجليزي في قلب الوطن العربي، فكانت الأحداث امتدادا لمحنة وطن استبيحَ، وقصّة شعب حُرم من أبسط حُقوقه، إنه الجور الذي يطغى على الحقِّ حينًا.
قضيَّة عادلة، وكيف لا تكون؟! شعبٌ اغتصبت أرضه واستولت عليه شراذم من يهود تقاطروا على أرضها المباركة من شتى أقطار العالم.
وكم ينطبق قول زعيمهم اليهودي زانجويل(3) على ما حدث في النكبة، قالها ليلخِّص النيَّة المبيَّتة لليهود: "إنَّ فلسطين وطنٌ بلا سكان، فيجب أن يُعطى لشعب بلا وطن... إنَّ واجب اليهود أن يضيِّقوا الخِناق على عرب فلسطين حتى يضطروهم إلى الخروج منها". وقد فهِم أبناء جلدته المطلوب جيِّدا، وقاموا به على أتمِّ وجه، تمهيدًا لمشروعهم الأهم: إسرائيل الكبرى! نعم، منذ أربعة وستين عامًا بدأ النَّزيف في أوصال أمَّتنا وبات المشروع الصهيوني واقعًا، مشروعٌ مُنظَّم مموَّل مدروس، مع رعاية أمريكية أوربية يغذّيها الحقد الدَّفين على الإسلام والمسلمين، ويزكِّيها انفلات من القانون، وضعفٌ وتهاون عربي مهين.
كل شيء كان ممهّدًا لحدوث النكبة، بدءًا من وعد بلفور المشئوم العام 1917م، ثم إنشاء الجيش اليهودي ومنظمات الهاجانة والأرجون وأشتان وتسليحها وتدريبها، ودعم الهجرة اليهودية إلى فلسطين، انتهاء بالقضاء على الثورة الفلسطينية واغتيال عدد كبير من القادة الفلسطينيين، وعلى رأسهم الشهيد عز الدين القسّام.
إذن، كانت الظروف مهيّئة لليهود، الذين ما انفكت سُلطة الانتداب البريطانية، تُساندهم وتشدُّ من أزرهم، وتسمح لهم بتهريب كميات كبيرة من الأسلحة تحت مرآها ومسمعها، بل سلَّحتهم ودرَّبتهم، ورجَّحت كفَّتهم الحربية، في حين جرَّدت أهل فلسطين خلال الحرب العالمية الثانية من أسلحتهم، لكن الفلسطينيين قاوموا بالرغم من قلّة العون وضعف الوسائل، واستمرت حرب العصابات واتّسعت..
حينها فكَّر الانجليز واليهود بالحيلة لإبعاد المجاهدين الفلسطينيين عن ميدان المعركة، فعُدِّلت خطة الدول العربية التي قرّرت مسبقًا أن تمد الفلسطينيين بالأسلحة والأموال دون دخول جيوشها النظامية فلسطين، وأصبح التوجُّه الجديد هو دخول الجيوش الخمسة (سوريا، لبنان، العراق، الأردن، مصر) أرض فلسطين في آنٍ واحد، إلا أن التنسيق انعدم بينها، فكل جيش كان يعمل بمفرده، وسُلِّمت القيادة العملية للجنرال الإنجليزي جلوب(4) الذي كان مستشارًا للملك عبد الله القائد العام للجيوش العربية، وأُلغيت منظمة الجهاد المقدس الفلسطينية وأُلغي جيش الإنقاذ المتألِّف من المتطوّعين، والهيئة العربية العليا التي تمثل الفلسطينيين، وأُبعد الفلسطينيون عن قضيّتهم.
يبدو أن العرب كان همهم الظهور بالمظهر اللائق أمام العالم، ولسان حالهم يقول: تطبيق المواثيق الدولية شعارُنا، لا بد من حصر المعركة في القوات الرسمية فقط! بالمقابل، وفي يوم 14 مايو/أيار 1948م، غادر المندوب السامي البريطاني القدس إلى بريطانيا تمهيدًا لقيام دولة إسرائيل المزعومة، وفي نفس اليوم أعلن بن جوريون(5) إقامة دولة إسرائيل المزعومة، وبعد (11) دقيقة من هذا الإعلان قام الرئيس الأمريكي هاري ترومان بإعلان اعتراف أمريكا بقيام دولة إسرائيل! والنتيجة: جيوش عربية ضعيفة، لم يتجاوز عددها (24) ألفًا، بالمقابل، جيش يهودي مسلّح من قِبل أوربا وأمريكا، وصل تعداده (70) ألف مقاتل، وإعلانُ قيام دولة مزعومة.
يا لها من مفارقة! يا لها من ثقة! أي تفكير اتحد عليه العرب والمسلمون؟ أنَسي المسلمون أن اليهود قد قاتلوا الأنبياء عليهم السَّلام، وحاولوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من مرَّة، كان آخرها وضعهم للسم في شاة وتقديمها له هدية(6)؟! فإذا كان هذا ديدنهم مع الأنبياء، فماذا نأمل منهم وننتظر؟ أنَسي المسلمون أن لليهود سوابق غدر ونقض للعهود والمواثيق {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [المائدة: 13]. غدرٌ تشهد عليه السيرة النبوية، بنقضهم العهد مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في بني قينقاع والنضير وقريظة وخيبر.
وليس النصارى بأفضل منهم حالاً، قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} [البقرة: 120].
احتُلَّت الديار وعُسكرت المنازل، وحلَّ الخراب والدَّمار بالمكان، صودرت الأموال والأراضي والممتلكات، أُبعد الفلسطينيون عن أراضهم وهُجِّروا، والحصيلة: مُشرَّدون ويتامى وأيامى، وسُجون غيّبت أبناء فلسطين، تلكم بعض تفاصيل النكبة... يا لهف نفسي عليكِ يا فلسطين!
أمِنَ العَدْلِ صَاحِبُ الدَّارِ يَشْقَى *** وَدَخِيلٌ بها يَعِيشُ سَعيدا؟! أمِنَ العَدْل صَاحِبُ الدَّارِ يَعْرَى *** وَغريبٌ يحتلُّ قَصْرًا مشيدا؟ ويجـوعُ ابنُهـا فَيعْـدمُ قُوتًا *** وينالُ الدخيل عيشًا رغيدا؟ ويبيـح المستعمـرون حماهـا *** ويظل ابنُها طريدًا شريدا؟
قالها مُفدي زكريا أيّام ثورة المليون ونصف المليون شهيد التي ملأت الدُّنا بجليل المفاخر: ألا إن همجية الاستدمار وجرائمه واحدة. تقول توراتهم المحرّفة: "اهلكوا... احرقوا كل من في المدينة (أريحا) من رجل وامرأة وشيخ وطفل، حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف، واحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها، إنما الفضة والذهب فاجعلوها في خزانة بيت الرب"(7). ونِعْم التوصية!
ونكبة 1948م بلغة الأرقام مفزعة جدًّا، فحسب الإحصاءات التي وقف عليها د. سلمان أبو سنة، أحصى (531) قرية ومركزًا من مراكز استقرار البدو، قد تمَّ تهجير سكانها، وقُسِّمت فلسطين إلى ثلاث مناطق(8)؛ إذ أصبح الكيان الصهيوني يشغل حوالي 77.4% من مجمل مساحة فلسطين، بضم الجزء الذي استولى عليه اليهود من ذاك الذي خُصِّص للعرب إلى الجزء المخصَّص لهم بموجب قرار التقسيم، بأغلبية يهودية وصلت إلى 83 % من السكان بعد ترحيل أهلها من الفلسطينيين، وقسم ثانٍ يقارب 21.3 % خضع للحكم الأردني وعُرفت باسم الضِفَّة الغربية، وقسم ثالث شكّل ما يقارب 1.3% من مساحة فلسطين تمَّ وضعه تحت الإدارة المصرية وهو ما يُعرف بقطاع غزَّة.
أما وقائع حرب 1948م فيمكن تقسيمها على الجبهات المتعدِّدة إلى أربع مراحل: مرحلة القتال الأولى من 15 مايو إلى 10 يونيو 1948م، ومرحلة الهُدنة الأولى من 11 يونيو إلى 8 يوليو 1948م، ثم مرحلة القتال الثانية من 9 يوليو إلى 17 يوليو 1948م، وبعدها الهُدنة الثانية من 18 يوليو إلى 7 يناير 1949م.
وقد استغلت القيادة الصهيونية الهدنة الأولى لالتقاط أنفاسها بغية الوصول إلى أهدافها التي خطّطت لها، فجمعت الأموال وجنّدت طاقاتها للعمل السياسي على الصعيد الدولي، وكذا فعلت في الهُدنة الثانية، إذ بدأت تستعد لاستقدام آلاف المتطوعين من ذوي الخبرات والكفاءات واستوردت كميات كبيرة من الأسلحة المتعددة، في محاولة جادَّة لاستكمال خُطَّتها، في حين كانت الدول العربية في حالة إرباك مُحاوِلةً فهم ما حدث على أرض فلسطين من تهجير واحتلال لأراضيها، والذي تلاه تفكُّك في الصف العربي.
وبعد؟! - 1964م: تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية. - 1967م: النكسة الكبرى، التي احتلت فيها إسرائيل الضِفَّة الغربية وغزّة والنسبة المتبقية للعرب المقدّرة بـ 23%، ودخلت الجيوش اليهودية القدس، وخفَتَ نداء تحرير الأراضي الفلسطينية التي احتُلَّت العام 1948م، وحلّ محلّه نداء يتماشى مع النكسة، استعادة ما احتلَّ في العام 1967م. - 1973م: حرب أكتوبر، فَقَد العرب مناطق إضافية، ولم يستطيعوا تحرير الأراضي المحتلّة سنة 1967م، وفُتح باب الحلول السِّلمية، واختفت تحت سماء الهزيمة لاءات الخرطوم التي اتَّفق عليها العرب (لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني قبل أن يعود الحقُّ لأصحابه). - 1978: اتفاقية كامب ديفد المشئومة وما تبعها من ذلَّة واستسلام. - 1991م: بداية مفاوضات مدريد. - 1993م: اتِّفاق أوسلو. - 2005م: إعلان الحكومة الإسرائيلية وإنهاء الحكم العسكري في قطاع غزّة.
وبعد؟! أربعة وستون عامًا على النكبة، أما زال طريق النصر طويلاً؟! شعبٌ عاف الخنوع العربي والرُّكود، فأعلنها انتفاضة ثائرة تفكُّ القيود العام 1987م، رغبةً في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، أبطالها أطفال الحجارة، وما أدراك ما أطفال الحجارة! تَلَتْها مفاوضات فلسطينية إسرائيلية، أواه يا فلسطين! لم تكن غير حلول مرتجلة، عزفُ أوتار السَّلام تحت مظلة مشتركة، مفاوضات فتنازلات، منذ أول جولة تفاوضية... اتِّفاقية أوسلو، اتِّفاق القاهرة، اتِّفاق طابا، اتِّفاق واي ريفر، تقرير لجنة ميتشل، خارطة الطريق، مؤتمر أنابوليس... ويستمرُّ المخاض، ويطول الانتظار، على أعتاب السّلام المنشود، إنها لا تعدو أن تكون أوهامَ حلول على رمال متحركة! باتت أفكاري تتماوجُ في لجَّة من كلم، متى وكيف وماذا بعد؟!
ألم يحن النَّصر بعد؟! متى سيُسفر وجه فلسطين طلقا باسم القسمات؟ ومتى ستشرق الشمس على أقصانا وهو محرّرٌ من دنس اليهود؟ كيف تُسترجع السعادة المغتصبة من عيون أطفال غزّة؟ متى يورق عود الزيتون أمانًا؟ سقى الله أرضًا طيّبة مباركةً، تُذكر بذكر قول ربّ العزّة: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1].
ما الحل إذن؟! لن أنظّرَ ولن أُطيل، بل أقول بثقة: الحلُّ هو أن نصدق مع الله عز وجل نيّاتنا، والرجوعَ الرجوعَ إلى الدين، والاستمساك بحبل الله المتين، وتوحيد صفوف المسلمين ولمُّ شمل الفلسطينيين؛ فوحدة الصفِّ أقوى سلاح.
تأبَى الرّماح إِذا اجتمعْنَ تكسُّرًا *** وإِذا افترقْنَ تكسَّرتْ أفرادَا!
فيا مسرى رسول الله صبرًا، فإن بين الحق والباطل صولات وجولات، هكذا حكى التاريخ وقائعه، ولن يكون النصر في آخر جولة إلا للحق، ألا إن الحق أبلج والباطل لجلج. نعم لن يكون استرجاع فلسطين إلا بالقوة، إنَّ إخوان القردة والخنازير لن يصغوا إلا لعزف نغمة الرشَّاش لحنًا، فوربِّ العزَّة إن عدوَّنا أجبن مما نتصوّر؛ {لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} [الحشر: 14].
هكذا وصفهم قرآننا في مقاتلتهم للمسلمين، وهكذا يكون لو تعالت كلمة: الله أكبر! موحَّدَة في ساحة المعركة الفاصلة، ذاك طريق الفلاح، حينها نقول: لقد عقلناها وتوكَّلنا! وحينها أيضًا لن يخيّبنا ربنا ولن ينال منا يهودي ولا نصراني، فلن تقبع أمة التوحيد تحت رايات الذل والهوان على الدوام، ولن يبقى همُّ اليهود على رءوسنا أبد الآبدين، فرُبَّ مغلوب هوى ثمّ ارتقى.
إنه وعد الله، ومن أصدق من الله وعدًا؟ {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور: 55]. رَبِّ، لقد استصرخَت اليهود الصَّليب فأجاب، واستصرخت فلسطين العرب والمسلمين فخذلوها! وما حِصار غزَّة ببعيد...
كَم يَستَغيثُ بِنا المُستَضعَفُونَ وَهُم *** قَتلى وَأَسرى فَما يَهتَزَّ إِنسانُ ماذا التَقاطـعُ في الإِسلامِ بَينَكُمُ *** وَأَنتُـم يا عِبَـادَ اللَهِ إِخوَانُ أَلا نُفـوسٌ أَبيّاتٌ لَهـا هِمَـمٌ *** أَما عَلى الخَيرِ أَنصـارٌ وَأَعوانُ
لكِ الله يا فلسطين! والحمد لله ربِّ العالَمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحْبِه أجْمعين.
المصادر التاريخية: - الحاج أمين الحسيني، أسباب كارثة فلسطين. - إلياس شوفاني، الموجز في تاريخ فلسطين السياسي. - طارق السويدان، فلسطين.. التاريخ المصوَّر. - محمد فؤاد ديب السلطان، صورة النكبة في شعر محمود درويش. - المركز الفلسطيني للإعلام.
----------------------------------------- (1) صحيح البخاري (رقم الحديث: 481). (2) آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي -رحمه الله- جمع وتقديم: أحمد طالب الإبراهيمي، دار الغرب الإسلامي، ط1، 1997م، 3/435. (3) إسرائيل زنجويل Israel Zangwill (1864- 1926م): روائي صهيوني إنجليزي، زعيم الصهيونية الإقليمية، كان متحمّسًا لتطبيق وعد بلفور. (4) باجوت جلوب John Bagot Glubb (1897- 1986م): جنرال بريطاني، قائد الجيش الأردني. (5) دافيد بن جوريون David Ben Gourion (1886- 1973م): أوّل رئيس وزراء لدولة إسرائيل. (6) روي عن أبي هريرة، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ، أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ فِيهَا سَمٌّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اجْمَعُوا لِي مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنَ اليَهُودِ». فَجُمِعُوا لَهُ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ، فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ»؟ فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِمِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَبُوكُمْ»؟ قَالُوا: أَبُونَا فُلاَنٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَذَبْتُمْ، بَلْ أَبُوكُمْ فُلاَنٌ». فَقَالُوا: صَدَقْتَ وَبَرِرْتَ. فَقَالَ: «هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ»؟ فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِمِ، وَإِنْ كَذَبْنَاكَ عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا. قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَهْلُ النَّارِ»؟ فَقَالُوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا، ثُمَّ تَخْلُفُونَنَا فِيهَا. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اخْسَئُوا فِيهَا، وَاللَّهِ لاَ نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا». ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ»؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَقَالَ: «هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سَمًّا؟» فَقَالُوا: نَعَمْ. فَقَالَ: «مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ»؟ فَقَالُوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَذَّابًا نَسْتَرِيحُ مِنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ". صحيح البخاري (رقم الحديث: 5777). (7) في التوصية ليوشع بن نون. (8) اختلفت المصادر التاريخية التي رجعتُ إليها في الإجماع على نسبة محدّدة للأقسام الثلاثة، وكانت الفوارق ما بعد الفاصلة، فأخذت النسبة الأقرب لإجماع المؤرِّخين.
|
ساحة النقاش