يمتاز اللوحي الجديد بمعالج مركزي رباعي الأنوية وذاكرة عشوائة كبيرة بحجم 2 جيجابايت
يحيى أبوسالم
من المؤكد أن أغلب المهتمين والمتابعين لأمور التكنولوجيا وما تقدمه من منتجات تقنية على صعيد الهواتف والكمبيوترات اللوحية الذكية، قد سمع عن أكبر الهواتف الذكية الذي طرحته الشركة الكورية سامسونج منذ عام تقريباً “جالاكسي نوت”، والذي انقسم معه المستخدمون والمحبون لهذه الأجهزة ما بين مؤيدٍ ورافض، أما اليوم فها هي الشركة الكورية تعيد الكرة في جهازها “النوت” إنما هذه المرة ليس كهاتف ذكي “هجين” إنما ككمبيوتر لوحي، قد تنافس به نفسها قبل منافستها به لغيرها من الكمبيوترات اللوحية المختلفة والمنتشرة في الأسواق، ولعل على رأسها جميعاً الكمبيوتر اللوحي ذائع الصيت من أبل الأميركية “آي باد”.
لمن لم يسمع بآخر وأحدث المنتجات التي قدمتها شركة سامسونج الكورية خلال الأيام القليلة الماضية، وخصوصاً كمبيوترها اللوحي الجديد جداً “جالاكسي نوت 10,1”، والذي يمكننا اعتباره بأنه الجيل الجديد القادم للشركة، وأحد خطوط إنتاجها الرئيسية الأمامية، والذي من المؤكد أنه سيفتح بابا تكنولوجيا وتقنيا للشركة، تأتي به هذه الأخيرة زبائنها وعشاقها ومحبي منتجاتها وتفاجئهم في الوقت نفسه بمنتجات وابتكارات لم يعتادوا عليها مع الشركات الأخرى، ولم يسمعوا بها من قبل. ولمن لم يسمع بكمبيوتر سامسونج اللوحي الجديد كلياً “جالاكسي نوت 10,1”، فالأجدر بكم أن تعيدوا حساباتكم في طريقة متابعة أخبار منتجات هذه الشركة الكورية، والتي تنوي قريباً طرح النسخة 2 من هاتفها الذكي جالاكسي نوت، والتي من المؤكد أنها تنوي طرح نسخ أخرى وأجهزة تقنية مختلفة أخرى، لا نعلم عنها الآن ولا نعلم كيف ستبدو في الغد.
شائعات تتحقق
يبدو أن الشائعات التي تنتشر مثل النار في الهشيم وخصوصاً المصاحبة للمنتجات التكنولوجية التي تطرحها أو تنوي طرحها شركات عالمية بحجم سامسونج الكورية وأبل الأميركية وغيرهما من الشركات التكنولوجية العالمية، باتت اليوم تجاور الحقيقة إلى حدٍ كبير جداً، ولم تعد مثل هذه الشائعات مجرد “فرقعات” أو “بالونات صابونية” تختفي بمرور الوقت، بل بات معظمها إن لم يكن جميعها يتحقق مع مرور هذا الوقت.
ولعل آخر هذه الشائعات كان من خلال كمبيوتر الشركة الكورية اللوحي، الذي أعلن عنه مؤخراً “جالاكسي نوت 10,1” الداعم للقلم الإلكتروني، والذي كنا قد تحدثنا عنه قبل أشهر من اليوم، وقلنا إن الشائعات تؤكد بأن الشركة الكورية تنوي إنتاج جيل جديد وفئة جديدة من كمبيوتراتها اللوحية، تأتي بعد النجاح الكبير الذي حققه هاتف الشركة الهجين “جالاكسي نوت” والذي دخل سوق وعالم الهواتف الذكية، ليس كباقي الهواتف الأخرى إنما بمبدأ وفكرة جديدين يجمع ما بين الهاتف والكمبيوتر اللوحي في الوقت نفسه، وهو وعلى ما يبدو الأمر الذي تنوي عليه سامسونج من خلال طرحها لكمبيوترها اللوحي الجديد “جالاكسي نوت 10,1”.
وجالاكسي نوت 10,1 هو أحدث وآخر الكمبيوترات اللوحية التي أعلنت عن إطلاقها الشركة الكورية سامسونج، وهو عبارة عن نسخة شبيه إلى حدٍ ما بكمبيوتر الشركة اللوحي القديم “جالاكسي تاب 10,1”، مع بعض الاختلافات الجوهرية الواضحة في نحافة الكمبيوتر اللوحي الجديد النوت، بالإضافة إلى العديد من المواصفات الفنية والتقنية الجديدة، ولعل أبرزها هو استخدام هذا الأخير للتقنية التي لم يسبقه إليها أحد من الكمبيوترات اللوحية الجديدة، وهي تقنية “القلم الإلكتروني”، الذي مكن في الماضي الملايين من مستخدمين هاتف جالاكسي نوت من الكتابة والرسم على شاشات هواتفهم ذات قياس 5,3 إنش، والذي سيمكن اليوم مستخدمي الكمبيوتر اللوحي جالاكسي نوت، من الرسم والكتابة بحرية على شاشات كمبيوترهم اللوحي الجديد ذي الشاشة ذات 10,1 إنش.
إضافات جديدة
من أهم الإضافات التي جاءت بها سامسونج في كمبيوترها اللوحي الجديد، والتي تغلبت من خلالها على النسخة القديمة من كمبيوترها اللوحي “جالاكسي تاب 10,1” بمراحل كبيرة
- هو استبدالها للمعالج المركزي ثنائي النواة التي شاع مسبقاً أنه سيستخدم في جالاكسي نوت 10,1، إلى المعالج المركزي فائق الأداء والسرعة رباعي الأنوية من نوع “إكسينوس 4”، بالإضافة إلى زيادة سرعة المعالج عن ما كان موجود في جالاكسي تاب 10,1 القديم والتي كان بسرعة 1 جيجاهيرتز، إلى السرعة الجديدة 1,4 التي تم استخدامها في جالاكسي نوت 10,1.
- إحدى الإضافات الجوهرية التي قدمتها سامسونج في كمبيوترها اللوحي الجديد، والذي تغلبت بها على كافة الكمبيوترات اللوحية المتوافرة حالياً في الأسواق، سواء التي تعمل بنظام التشغيل من جوجل “أندرويد” أو تلك التي تعمل بنظام التشغيل من مايكروسوفت “ويندوز 8” أو حتى التي تعمل بنظام التشغيل من أبل “آي أو أس”، هي مضاعفتها لحجم الذاكرة العشوائية من نوع رام، وجعلها لغاية 2 جيجابايت، والتي ستمكن المستخدمين لهذا الجهاز وبحجم ذاكرة مثل هذا الحجم من أن يقولوا وداعاً إلى تطبيقات “تحرير ومحو الذاكرة العشوائية” وتطبيقات إغلاق البرامج المفتوحة، وغيرها من التطبيقات التي تساعد أجهزتهم على العمل بأداء عال بعد تحرير الذاكرة أو إغلاق البرامج المختلفة وبالأخص التي تعمل وأنت لا تعلم.
- بطارية جالاكسي نوت 10,1، جاءت بحجم ممتاز رغم توقعنا أن شركة سامسونج ستزيد من حجمها لينعكس بالتالي على عدد الساعات التي يقدر الجهاز العمل بها بشكل مستمر ودون انقطاع. فجاءت بطارية اللوحي نوت بحجم 7000 ميلي أمبير، وهو الحجم القادر على تشغيل الجهاز لفترة لا تتجاوز 8 ساعات، وهو الوقت الذي تغلب عليه كمبيوترات مثل “آي باد 2 وإيسر إيقونيا تاب” بفرق ساعتين وأكثر. ومع ذلك لا يمكننا اعتبار سعة بطارية جالاكسي نوت 10,1 سلبية في الجهاز، وذلك لأنه يتعامل مع معالج مركز فائق السرعة رباعي النواة، يتطلب طاقة عالية.
- ولعل إحدى الإضافات الجديدة التي تجعل من جالاكسي نوت 10,1، الكمبيوتر اللوحي الجديد الذي قد يتفوق على غيره من الكمبيوترات اللوحية، هو قدرته على قراءة الذاكرة الخارجية من نوع “مايكرو إس دي” ولغاية 64 جيجابايت، وهي الميزة التي يتفرد بها جالاكسي نوت 10,1 وبعض الكمبيوترات اللوحية الأخرى التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد.
- من الميزات الجديدة الذي جاء بها جالاكسي نوت 10,1، قدرته الهائلة على التعامل مع التطبيقات المتعددة في آن واحد، ما يعرف بـ “Multitasking”، وعرض شاشتين لتطبيقين مختلفين على شاشة الجهاز، وهي الميزة التي لا يقدر العديد من الكمبيوترات اللوحية القيام بها، لأنها تتطلب قوة معالج مركزي وذاكرة عشوائية كبيرة، وهو ما يتوافر في الكمبيوتر اللوحي الجديد من سامسونج. حيث يمكن من خلال هذه الميزة فتح لغاية 6 تطبيقات مختلفة واختيار أي تطبيقين تريد منها، لتراهما مع بعضهما البعض على الشاشة في آن واحد، بمعنى أن شاشة الكمبيوتر اللوحي ستنقسم إلى نصفين لتعرض مثلاً بريدك الإلكتروني على النصف الأيمن، وتتصفح الإنترنت على النصف الأيسر. ليس هذا وحسب بل ستتمكن من خلال ميزة إبقاء الفيديو على الشاشة، والتي رأيناها في هاتف شركة سامسونج الأخير “جالاكسي إس 3”، بحيث يمكنك اختيار أي لقطة أو مقطع فيديو تريد، لتبقيه يعرض أمامك على الشاشة وحتى لو فتحت أي تطبيق وبرنامج آخر.
شاشة متوسطة
أحد أهم السلبيات التي جاء عليها جالاكسي نوت 10,1، والتي مازلنا لا ندري لماذا لا تتحرر منها الشركة الكورية، ولا نعلم لماذا تتمسك بها سامسونج رغم إمكاناتها الكبيرة والكثيرة وقدرتها العالية على استخدام أفضل وأعلى التقنيات المستخدمة بها، وهي مشكلة “الشاشة”.
فرغم أن سامسونج هي الشركة المزودة لأفضل شاشة في العالم “حسب رأي الخبراء والمختصين” وضعت على كمبيوتر لوحي، كان ذلك من خلال شاشة الكمبيوتر اللوحي الأخير “آي باد” والخاص بشركة أبل، إلا أن الشركة الكورية زودت كمبيوترها اللوحي الجديد نوت 10,1 بشاشة متوسطة النوعية والجودة قد تصل إلى أقل من ذلك، فجاء بشاشة من نوع “تي إف تي”، والتي بدأنا لا نسمع عنها الكثير في عالم الكمبيوترات اللوحية، والتي استبدلت بشاشات ذات تقنيات وإمكانات وقدرات أعلى وأكثر.
وليس هذا فحسب بل جاءت شاشة اللوحي الجديد من سامسونج بوضوح، شكل صدمة لمئات المهتمين بمنتجات الشركة الكورية والمترقبين لمنتجاتها، حيث جاء وضوح شاشة النوت 10,1 بوضوح هاتف النوت القديم والذي جاء بحجم (1280x800) بيسكل، مع الأخذ بعين الاعتبار فرق حجم الشاشة بين هاتف النوت ولوحي النوت. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل اعتمدت سامسونج على مثل هذه الشاشة في كمبيوترها اللوحي الجديد، للتقليل من سعر الجهاز الإجمالي، أم لهدف آخر هو إطلاق نسخة جديدة ثانية منه قريباً، تأتي بوضوح شاشة عال قد يصل إلى نفس الوضوح الذي جاءت عليه كمبيوترات أبل اللوحية الأخيرة.
وإحدى السلبيات الأخرى التي جاء عليها لوحي سامسونج الجديد، والتي باتت اليوم تعرف بأنها سياسات للشركة الكورية وغيرها من الشركات العالمية الرائدة في عالم الكمبيوترات اللوحية الذكية، حيث ترغب مثل هذه الشركات بوضع لمساتها الفنية وترغب في نفس الوقت في حفر أسمائها على النظام مفتوح المصدر أندرويد، قبل أن تطرحه في أجهزتها ومنتجاتها التقنية الجديدة. وذلك جاء لوحي النوت الجديد بنسخة نظام التشغيل الذي أصبح قديماً اليوم وهو آيس كريم ساندويتش، علماً بأنه النسخة الحديثة من هذا النظام وهي “جيلي بين 4,1” قد تم طرحها مؤخراً، وتمتاز بالعديد من الميزات والمواصفات الكثيرة على النسخة الحالية 4.0.
ورغم أن نسخة نظام التشغيل المزودة في جالاكسي نوت 10,1، هي نسخة معدلة من نظام التشغيل أندرويد آيس كريم ساندويتش، تأتي تحت الرقم 4,0,4، وتمتاز بسلاستها وآدائها العالي وسرعة إستجابتها والعديد من الميزات التي توفرها لمستخدميها، وذلك على العكس من النسخة القديمة 4,0,3، التي زودت مؤخراً لهواتف النوت وبعض الكمبيوترات اللوحية القديمة لسامسونج، إلا أن النسخة الجديدة من نظام التشغيل جيلي بين 4,1 والتي وعدت سامسونج بأنه ستزود بها كمبيوترها اللوحي الجديد قبل نهاية العام الحالي، تمتاز وتتفوق على كافة النسخ السابقة من نظام التشغيل أندرويد، والتي كنا نرغب في أن نراها في هذا اللوحي الجديد من سامسونج.
خيار مناسب
يمكننا إعتبار جالاكسي نوت 10,1 هو الخيار المناسب للعديد من الأشخاص المقبلين على شراء كمبيوتر لوحي جديد، وخصوصاً أولائك الذين يفضلون نظام التشغيل أندرويد على غيره من أنظمة التشغيل الأخرى، فمع القوة الكبيرة والآداء العالي التي يتمتع بهما هذه اللوحي الجديد، بالإضافة إلى ميزة القلم الإلكتروني الذي سيعطي مستخدمي اللوحي تجربة جديدة لم يعتادوا عليها في الكمبيوترات اللوحية السابقة، بالإضافة إلى العديد من البرامج المجانية المخصصة والمزودة بهذا اللوحي، والتي تأتي متوافقة تماماً مع القلم الإلكتروني، يعتبر جالاكسي نوت 10,1 من أفضل إن لم يكن أفضل الخيارات المطروحة أمام العديد من الباحثين على شراء كمبيوتر لوحي جديد.
خيار غير مناسب
أما إذا كنت ترغب في ترقية كمبيوترك اللوحي القديم لهذا اللوحي الجديد من سامسونج، فلا أنصحك بالإقدام على إتخاذ هذه الخطوة وخصوصاً في الفترة الحالية، ولعل السبب في ذلك هو ما تواجه معظم الأجهزة التكنولوجية الذكية المقدمة من شركات عالمية، قد يكون على رأسها شركة سامسونج، حيث أن الكمبيوتر اللوحي أو الهاتف الذكي الذي تشتريه اليوم بثمن معين، يفقد أكثر من 40 بالمائة من ثمنه في غضون أقل من شهر أو شهرين على أكثر تقدير، ولعل السبب في ذلك هو كثرة وسرعة إنتاج الأجهزة التقنية ونسخها المختلفة.
ولهذا حاول إذا كنت ترغب في الترقية لكمبيوتر لوحي جديد، أن تتريث ولا تتسرع في عملية إتخاذ قرار الشراء هذا، وخصوصاً إذا كان الكمبيوتر اللوحي الذي ترغب في شراءه جديدا وتم طرحه في الأسواق مؤخراً.
نسخة جديدة
رغم الميزات والمواصفات العديدة والكثيرة التي جاء عليها اللوحي نوت الجديد، إلا أن السلبية التي جاءت بالجهاز والمتعلقة بنوعية الشاشة ووضوحها والتي قد يعتبرها بعض المستخدمين "إصابة في مقتل" لهذا اللوحي الجديد، تجعله في قائمة الصفوف والإختيارات المتأخرة لدى البعض، ولا تجعل منه الجهاز المثالي لدى البعض الآخر. وهو ما يجعلنا نطرح سؤالين، من المؤكد أن أغلب قراءنا والمتابعون والمهتمون اليوم بأمور التكنولوجيا يعرفون إجابتها بدقة. والسؤال الأول: متى موعد طرح النسخة رقم 2 من جالاكسي نوت 10,1؟ والثاني: هل سيأتي جالاكسي نوت 10,1 "النسخة الثانية" بشاشة ذات وضوح ونوعية أفضل من التي جاءت عليه النسخة الحالية؟
ساحة النقاش