قيل لحكيم: ما جماع العقل؟ قال: ما رأيته في أحدٍ فأصِفُهُ، وما لا يوجد كاملاً فلا حدَّ له.

 

وقال عبدالله بن عمر بن معاوية عن عمر بن عتبة المعروف بالعتبي: العقل عقلان عقل تفرَّد الله تعالى بصُنعه، وهو الأصل، وعقلٌ يستفيدُهُ المرءُ بأدبه، وهو الفرع، فإذا اجتمعا قوَّى كل واحد منهما صاحبه تقوية النار في الظلُّمة للبصر.

 

قال بعض الشعراء في هذا اللفظ، ويروى لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه:

رأيتُ العقـلَ نوعين فمطبوعٌ ومسمــوعُ

ولا ينفع المسمــوعُ إذا لم يك مطبـــوعُ

كما لا تنفع الشمس وضوءُ العينِ ممنـوعُ

لما أهبط الله تعالى آدم عليه السلام إلى الأرض، أتاه جبريل (عليه السلام) فقال: يا آدم إن الله عزّ وجلّ قد حباك بثلاث خصال لتختار منها واحدة وتتخلى عن اثنتين.

قال: وما هن؟ قال: الدين والعقل والحياء.

قال آدم: اخترت العقل. فقال: جبريل للحياء والدين: ارتفعا. قالا: لن نرتفع. قال جبريل (عليه السلام): أتعصياني؟ قالا: لا، ولكن أُمرنا ألا نفارق العقل.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العقل نور في القلب نفرِّق به بين الحق والباطل، وبالعقل عرف الحلال والحرام، وعرفت شرائع الإسلام ومواقع الأحكام، وجعله الله نوراً في قلوب عباده يهديهم إلى هدى، ويصدهم عن ردى.

من جلالة قدر العقل أن الله تعالى لم يخاطب إلّا ذوي العقول. فقال عزّ وجل: (... إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ)، "الرعد: الآية 19".

وقال الشاعر:

إذا لـم يكـنْ للمــرءِ عقـلٌ فــــإنهُ

وإن كان ذا بيتٍ على الناس هينُ

ومَــن كــان ذا عقــلٍ أَجـلَّ لعقلهِ

وأفضلُ عقــلٍ عقــلُ مــن يتديَّنُ

وقال كسرى أنو شروان: أربعة تؤدي إلى أربعة: العقل إلى الرياسة، والرأي إلى السياسة، والعلم إلى التصدير، والحلم إلى التوقير.

وقال أبو العلاء المعري:

ذو العقـل يشقى في النعيم بعقله

وأخـو الجهــالة بالشقــــاوة ينعمُ

لا يسلـم الشرف الرفيع من الأذى

حتى يـــراق عـــلى جــوانبه الـدمُ

ومـــن العـــداوة مــا ينالكَ نفعُهُ

ومــن الصداقـــة مـــا يضرّ ويؤلمُ

وقال ابن دريد:

وَأَفضَلُ قَسمِ اللَّهِ لِلمَـــرءِ عَقـلــُهُ

فلَيسَ مِنَ الخَيراتِ شَيءٌ يُقارِبُـــه

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 63 مشاهدة
نشرت فى 18 أغسطس 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,306,537