أحمد محمد - اشتمل اسم الله “العليم” على مراتب العلم الإلهي، فهو سبحانه يعلم السرائر والخفيات وتفاصيل المعلومات قبل حدوثها وبعد وجودها، أحاط علمه بجميع الأشياء ظاهرها وباطنها، دقيقها وجليلها العالم بكل شيء، بكمال علمه يعلم ما بين أيدي الخلائق وما خلفهم فلا تسقط ورقة إلا بعلمه، ولا تتحرك ذرة إلا بإذنه، يعلم دبيب الخواطر في القلوب ويعلم عدد أنفاس خلقه وأعمال العباد، التي تقع في كل مكان وزمان.

ورد اسم الله العليم في القرآن 157 مرة وفي هذا دليل على أهميته وقد قرن الله تعالى بينه وبين بعض الأسماء، منها اسمه الحكيم قال تعالى: (قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم)، فالعلم يؤدي إلى الحكمة، ولا يجتمع العلم مع التهور والطيش وعلم الله تعالى مقرون بالحكمة، ومع اسمه السميع قال تعالى: (قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم)، وورد في قوله تعالى: (فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم)، وورد مقروناً بأسماء أخرى كثيرة تحمل في اقترانها معاني كبيرة، فاقترن بالعزيز والحليم والخلاق والقدير والفتاح والخبير.

وفي السنة عند أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه”، وعلم الله مطلق بلا حدود، وعلمه فوق كل صاحب علم كما قال عز وجل: (نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم)، فالله عز وجل عليم بما كان وما هو كائن وما سيكون، لم يزل عالماً ولا يزال عالماً بما كان وما يكون، ولا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، أحاط علمه بجميع الأشياء باطنها وظاهرها، دقيقها وجليلها على أتم الإمكان.

 

مراتب العلم

 

فاسم الله العليم اشتمل على مراتب العلم الإلهي علمه بالشيء قبل كونه وهو سر الله في ملكه، لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل، وهذه المرتبة من العلم هي علم التقدير ومفتاح كل ما سيصير، يعلم من هم أهل الجنة ومن هم أهل السعير، فكل أمور الغيب قدرها في الأزل ومفتاحها عنده وحده، كما قال تعالى: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير)، وقال سبحانه: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون).

ويعلم الله بالشيء وهو في اللوح المحفوظ بعد كتابته وقبل إنفاذ أمره ومشيئته فهو عز وجل كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة، قال تعالى: (ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير)، وقال: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها).

ومن مراتب العلم الذي دل عليه اسمه العليم علمه بالشيء حال كونه وتنفيذه ووقت خلقه وتصنيعه، كما قال تعالى: (الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال)، وقال تعالى: (يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور).

وعلمه بالشيء بعد كونه وتخليقه، وإحاطته بالفعل بعد كسبه وتحقيقه فالله عز وجل بعد أن ذكر مراتب العلم السابقة قال: (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون)، فالله عز وجل عالم بما كان، وما هو كائن، وما سيكون.

العلم الشامل

والله عليم بكل ما أخفته صدور خلقه من كفر وإيمان وحق وباطل وخير وشر، العالم بالسرائر والخفيات، هو عليم بذات الصدور فعلمه شامل لجميع المعلومات محيط بها، سابق على وجودها، لا تخفى عليه خافية، ظاهرة وباطنة، دقيقة وجليلة، أوله وآخره، عنده علم الغيب وعلم الساعة، يعلم ما في الأرحام، وما تكسب كل نفس، وبأي أرض تموت ويعلم بسابق علمه عدد أنفاس خلقه وأعمال العباد، التي تقع في كل مكان وزمان.

قال الإمام السعدي، وهو الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن والأسرار والإعلان، وبالواجبات والمستحيلات والممكنات، وبالعالم العلوي والسفلي، وبالماضي والحاضر والمستقبل، فلا يخفى عليه شيء من الأشياء.

وعلم الله تعالى غير مكتسب بفكر أو جهد ولم يحصل بعد أن لم يكن، فهو تعالى لا يفكر فالتفكير صفة من لا يحيط بالأشياء فهو تعالى عليم قد وسع كل شيء علماً وأنه على كل شيء قدير فلا غيب على الله على الإطلاق لا يغيب عنـه شيء، بل هو يعلم ما غاب عن الخلق قال سبحانه: (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم).

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 178 مشاهدة
نشرت فى 16 أغسطس 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,772