الانشغال عن قراءة القرآن

هل يجوز الانشغال عن قراءة القرآن الكريم في رمضان ببعض الأعمال النافعة كتصفح المواقع الهادفة أو تنزيل البرامج المفيدة؟ هل تنصحونني بالاستمرار في ذلك أم أتوقف عنه خلال رمضان؟

◆◆ إن أوجه الخير كثيرة ولا حرج في الانشغال بما ينفع الناس منها عن قراءة القرآن أو الذكر، ولتحرص على أن يكون لك ورد يومي من القرآن مهما كان الوقت المخصص له، فقراءة القرآن مطلوبة حسب ما يتيسر، قال العلامة القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: «فاقرءوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ» ـ المزمل:20 ـ معناه اقرؤوا إن تيّسر عليكم ذلك. وإذا أخلصتم النية لله في أعمالكم ورغبتم الناس في قراءة القرآن وفي مختلف أوجه الخير كان لكم بذلك الأجر الجزيل.

 

ففي سنن الترمذي من حديث أ نس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الدال على الخير كفاعله». والله تعالى أعلم.

 

من طرق تحقيق الأمنيات

كيف يستطيع الإنسان التماس الأسباب لتحقيق أمنية معينة في شهر رمضان من خلال صيغة أو وقت معين للدعاء؟ أسألكم بالله الدعاء لي بالزوج الصالح عاجلا غير آجل.

◆◆ تسطيعين بإذن الله تعالى تحقيق أمنياتك في رمضان بالاستقامة على أمر الله وبكثرة قراءة القرآن ولزوم الاستغفار وبكثرة الدعاء وبأخذ الأسباب المباحة المعينة على تحقيق أهدافك.

ومن أبرز حالات استجابة الدعاء في رمضان:

1- الدعاء عند الإفطار، ففي سنن ابن ماجة عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد».

2- الدعاء في السجود، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسـلم قال: «أقرب ما يكــون العبد من ربه عز وجل وهــو سـاجد، فأكثروا الدعاء».

3- الدعاء في الثلث الأخير من الليل، قال العلامة ابن بطال رحمه الله في شرحه لصحيح البخاري: (هذا وقت شريف مرغب فيه ... فمن آثر القيام لمناجاة ربه والتضرع إليه في غفران ذنوبه. فذلك دليل على خلوص نيته...، فضمنت له الإجابة ...).

4- حضور القلب واليقين بالإجابة، ففي سنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه».

والمطلوب حقيقة من المسلم هو الاجتهاد في الدعاء مع اليقين أن دعاءه لن يضيع أبدا فإما أن يتحقق طلبه أو يعطيه الله بدعائه خيرا مما سأل، ففي مسند الإمام أحمد عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها «قالوا: إذا نكثر، قال: «الله أكثر». والله تعالى أعلم

المشاعر السلبية

◆ إذا تكلمت عن شخص للضحك عليه من دون التلميح أو ذكر اسمه فهل هذا حرام أو حلال؟

◆◆ إن ما يصدر منك بحق أخيك في غيابه مما يكرهه، لا يخلو مما يلي:

- أن يكون كلاما جارحا لتُضحك به من معك في شخص معروف باسمه، فهذا لا يجوز بأي وجه، وعليك التوبة منه وطلب المسامحة منه فورا.

- أن يكون غير مفهوم للحاضرين من تقصد من ورائه، وذكرته للعبرة والتحذير من وقوع الغير فيه، فهذا لا حرج فيه.

- أن تكون ذكرته لغير العبرة وإنما للشماتة بأخيك، فهذا منهي عنه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «لَا تُظْهِرْ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ»، رواه الترمذي.

- أو أنك لم تتكلم وإنما في نفسك شيء عن هذا الشخص يختلج في ذهنك فلا إثم عليك، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ»، رواه البخاري.

النذر واختيار اسم المولود

◆ قلت: «إن شاء الله إذا يا رب حملت بمولود ثان وتبين أنه ذكر سأسميه أحمد» ...، فهل هذا يعتبر نذرا يجب الوفاء به، وإذا سميته باسم آخر فهل في ذلك ضرر عليه...، وهل يجوز التسمية باسم يصلح للجنسين...؟

◆◆ لا يلزمك هذا النذر ولا يلزم زوجك لكن يستحب له أن يوافقك في اسم «أحمد» لما له من فضل.

والمطلوب في تسمية المولود هو اختيار اسم حسن لا يجد الولد في المستقبل حرجا عند مناداته به، فقد أخرج أبو داود في سننه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم).

ولا يتضرر الولد عند اختيار اسم مختلف عن ما عزمت عليه، والأفضل أن لا تختاري له إلا اسما واضح الدلالة لا تشترك فيه الذكور والإناث، ولتحرصي على ما يرضي زوجك عند تسمية ابنه، والله تعالى أعلم.

الاقتراض من أجل بناء مسجد

هل بإمكاني أن أقترض مالا لأبني به مسجدا، على أن أسدد القرض كل شهر، مع العلم أن لي راتبا شهريا والحمد لله، بمعنى هل أن الاقتراض جائز لبناء مسجد ولي الأجر إن شاء الله أو لا ولكم جزيل الشكر؟

◆◆ إذا كانت عندك القدرة المادية على السداد فلا حرج عليك أن تقترض من أجل أن تبني مسجدا، فقد ورد الترغيب في بناء المسجد ورُتِّبَ عليه الثواب الجزيل، ففي صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من بنى مسجدا لله بنى الله له في الجنة مثله».

وإذا كنت تعلم من نفسك، أنك قد تعجز عن السداد في أي مرحلة من المراحل، وأنك بهذا القرض ستعرض أموال الناس للضياع، وسيجرك القرض إلى أن تخلف المواعيد وغير ذلك من الأمور التي تترتب على عدم القدرة بسبب العجز عن سداد الديون، فإن الذي ينبغي عليك هو عدم الاقتراض من أجل بناء هذا المسجد، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، والله سبحانه تعالى لا يتقرب إليه بعمل فيه ظلم لأحد، والله تعالى أعلم.

والخلاصة، إذا كانت عندك القدرة المادية على السداد فلا حرج عليك أن تقترض من أجل أن تبني مسجدا، وإذا كنت تخشي عدم القدرة على السداد فإن الذي ينبغي هو عدم الاقتراض من أجل بناء هذا المسجد، لما في الاقتراض حينئذ من تعريض أموال الناس للتلف، وإخلاف الوعد وغير ذلك، والله تعالى أعلم.

النصح بادعاء رؤيا كاذبة حرام

◆ إن شقيقي لا يصلي إلا نادرا، فهل يجوز لي أن أخوفه بطريقة أن أقول له: أنا رأيت في المنام أنك في خطر عظيم لأنك لم تصل والحقيقة أني ما رأيت؟

◆◆ يحرم النصح بطريقة الكذب وادعاء رؤيا مختلقة مهما كان النصح ولأي سبب؛ لأن هذا مما جاء فيه النهي الصريح، فقد روى البخاري عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه، أو يري عينه ما لم تر، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل».

وروى البخاري أيضا وأصحاب السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تَحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين، ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قوم، وهم له كارهون، أو يفرون منه، صب في أذنه الآنك يوم القيامة»، قال صاحب كتاب تحفة الأحوذي الشيخ أبو العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري مبينا الحكمة من تشديد العذاب على صاحب هذا الذنب: (فإن قيل إن كذب الكاذب في منامه لا يزيد على كذبه في يقظته، فلِمَ زادت عقوبته ووعيده وتكليفه عقد الشعيرتين؟ قيل: قد صح الخبر أن الرؤيا الصادقة جزء من النبوة، والنبوة لا تكون إلا وحيا، والكاذب في رؤياه يدعي أن الله تعالى أراه ما لم يره، وأعطاه جزءا من النبوة لم يعطه إياه، والكاذب على الله تعالى أعظم فرية ممن كذب على الخلق أو على نفسه)، فمن قال رأيت في المنام كذا وهو لم ير ذلك فإن هذا من أعظم الكذب والطريق هو النصح والتذكير لتارك الصلاة، والله تعالى أعلم.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 140 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,705