يُقال: الوعد وجه، والإنجاز محاسنه، والوعد سحابة، والإنجاز مطره، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لكل شيء رأس، ورأس المعروف تعجيله. وأنشدوا:

 

إذا قلــــــــت في شيء، نعم فـــــأتمّهُ

 

فـإنّ نعم دَيْنٌ على الحُرّ واجــــبُ

وإلا فقــــل لا، تسترح وتــــــــرِح بها

لئلا يقول الناس إنــــك كــاذبُ

وقال آخر:

لا كلَـــــّف الله نفســـــاً فوق طاقتها

ولا تجود يـــــــــــدٌ إلا بمــا تجدُ

فلا تعـــد عـــــــدّة إلا وفيت بهــــــا

واحـــذر خلاف مــقال للذي تعِدُ

وقال أعرابي: وعد الكريم نقد وتعجيل، ووعد اللئيم مطلٌ وتعليل وقال: العذر الجميل، خير من المطل الطويل.

ومدح بشار يوماً خالد بن برمك، فأمر له بعشرين ألفاً، فأبطأت عليه، فقال لقائده: أقمني حيث يمر. فمر فأخذ بلجام بغلته وقال:

أظلــــــّت علينا منك يومــــاً سحابـة

وأضاء لها برقٌ وأبطأ رشاشهـــــا

فلا غيمها يجلــــي فييأس طامـــــــعٌ

ولا غيثها يـــأتي فتروي عطاشها

فقال ابن برمك: لا نبرح حتى تؤتى بها.

وقال صالح اللخمي:

لئن جمع الآفــــــات فـالبخل شرّهـــا

وشرٌّ من البخل المواعيد والمطَلُ

ولا خير في وعد إذا كـــــــان كاذبـــــاً

ولا خير في قولٍ إذا لـم يكن فعلُ

وقيل: ماتت للهذلي أم ولد، فأمر المنصور الربيع أن يعزيه، ويقول له: إن أمير المؤمنين موجِّه إليك جارية نفيسة لها أدب وظرف، يسلّيك بها، وأمر لك معها بفرس وكسوة وصلة. فلم يزل الهذلي يتوقع وعد أمير المؤمنين.

ونسيه المنصور، فحج المنصور ومعه الهذلي. وطاف معه بالمدينة، حتى وصل إلى بيت عاتكة. فقال: يا أمير المؤمنين هذا بيت عاتكة التي يقول فيها الأحوص:

يا بيتَ عـــــــــــاتكة الـــــذي أتغزَّلُ

حذر العدا وبــــه الفؤاد موكَّــــلُ

إني لأمنحـــــكَ الصـــــــــــدودَ وإنني

قسماً إليكَ مــــع الصدود لأميلُ

فكره المنصور ذكر بيت عاتكة من غير أن يسأله عنه، فلما رجع المنصور أَمرَّ القصيدة على قلبه فإذا فيها:

وأراك تفعل مــــــا تقـــــول وبعضهم

مــــذق اللسان يقول ما لا يفعلُ

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 123 مشاهدة
نشرت فى 16 أغسطس 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,306,349