ويدور شهر الصوم على المسلمين عبر أيام السنة كلها، فيصومه المسلمون في كل الفصول، وكان الشعراء أكثر اهتماماً بنظم القصائد إذا جاء شهر رمضان في فصل الربيع، فصل البهجة والسرور، أما فصل الصيف اللاهب فيومه طويل وحرّه يفضي إلى العطش والتعب عندهم، على الرغم من أننا نصوم أيامه في عزّ الشتاء الماطر. وقد أنشد الشاعر السري الرفاء في طول أيام الصيام:
إذا طال شهرُ الصوم ِقصّرتُ طُولَه
بحمراء َيحكي الجلّنار احمرارُها
يقصر عُمرَ الليل، إن طال، شربُها
ويعملُ في عُمرِ النهار خمارُها
ورسم لنا الشاعر ابن الحجاج رمضان بصورة ثانية إذا حلّ ضيفاً علينا في شهر آب اللهاب (أغسطس) فيقول في هذا البيت:
شهرٌ أراه ُيلج مَع َمن يغتاظ من طوله ويدْرِدِ
كذلك يقول ابن عون الكاتب في أيام الصوم عند حلولها في فصل الربيع النضر:
جاءنا الصومُ في الربيع فهلّا اختار ربعاً من سائر الأرباع
وكأنّ الربيعَ في الصوم عِقدٌ فوقَ نحرِ غطاه فضلُ قناع
ثم نعود إلى شهر آب وأيامه الحارة لنتمثل ذلك في قول ابن الرومي:
شَهرُ الصيام مباركٌ ما لم يكن في شهر آب
خِفتُ العذابَ فصمتُه فوقعتُ في نفس العذاب
وبيّن الشاعر بشار بن برد شدة تعبه من الصوم والجهد ونحول جسمه أيام رمضان، فقال:
قلتُ لشهر الصيام أنحلت جسمي
فمتى يا ترى طلوعُ الهلال
اجهِدِ الآن كل جُهْدِكَ فينا
سنرى ما يكون في شوّال ِ
ساحة النقاش