رامز جلال ثعلب الصحراء، وقع في المحظور الإعلامي، لا بل تخطى كل الضوابط والقواعد المتعارف عليها في عالم المقالب المصورة، ليخرج علينا ببرنامج أشبه بفيلم "اكشن" حاول نسج وقائعه بتوقيع نجوم اهل المغنى والتمثيل. فجاءت النتيجة مرعبة مقززة لعين المشاهد، فيها الكثير من صور الذل والإهانة للنجوم الذي وقعوا ضحية المقالب.
لقد اعتدنا خلال سنوات على موضة "المقالب" التي اختلفت بطريقة تنفيذها من حيث الكاميرا الخفية، فجاءت النتيجة واحدة، سيناريو مركب وبسيط يهدف إلى إحداث مقلب في وجوه معروفة أو غير معروفة بهدف إضحاك المشاهد.
ومع بطلان موضة هذه المقالب بسبب استهلاك معظم الأفكار، طالعنا ممثل خلال الشهر الفضيل يدعى رامز جلال، معيداً الينا صورة المقالب، لكن هذه المرة تلك المقالب المتقنة الإخراج والتنفيذ والتي استخدم فيها تقنيات عالية.
فكان يتم الإتصال بالضيف على أساس أنه سيصار إلى إستضافته في برنامج حواري مقابل مبلغ مادي. فيتم استقبال النجوم العرب على أرض المطار ويتم اصطحابهم بواسطة حاملة ركاب صغيرة، لنقلهم إلى استوديو التصوير. فخلال وجودهم في الحافلة، على طريق صحراوية، يتعرضون للمطاردة على يد مجهولين.
وهذا ما حصل مع النجمة اللبنانية سيرين عبد النور التي تعرضت لموقف محرج للغاية. فخلال وجودها وزوجها فريد رحمة على متن تلك الحافلة تعرضا لسطو مسلح بدا حقيقياً دون ان يفسح المجال للشك على الإطلاق. فتعرضا لاطلاق نار كثيف، حتى انه تم الإستعانة بـ "اربي جي" حربية حيث أطلق منها قذيفة على مقربة من الحافلة لإثارة الذعر والخوف.
وطيلة هذه المغامرة بدت سيرين مرتعبة وهي تصلي تارة وترسم إشارة الصليب على وجهها لتحتمي بزوجها. وفجأة يدخل عليهم مجموعة من المسلحين، الذي اثاروا الرعب والذعر، وعصموا عيونهم وأجبروهما على الترجل تحت تهديد السلاح. وقد بدت سيرين مذعوة اذ كاد يغمى عليها من شدة الخوف والإنهيار، خصوصاً أنهم أوهموها بأنهم اشتبكوا مع رجال الشرطة ووقع قتلة من الطرفين وسط تبادل كثيف لاطلاق النار.
وبعد مد وجزر تنجلي الامور ليتبين لسيرين وزوجها أنه مجرد مقلب، الأمر الذي أثار جنون سيرين الذي بلغ حد الإنهيار فصرخت وهددت برفع دعوى قضائية ضدهم، كما أقدم زوجها ومن شدّة إنفعاله على تحطيم بعض معدات التصوير.
هذا ليس بمقلب، بل هو ذل وعار وقلة أدب على الشاشة وبحق نجومنا. فبدل أن نضحك، تحول المقلب إلى مغامرة أثارت عصبيتنا، وخوفنا على فنانة أحببناها رأت الموت في عينيها. فهي طيلة المقلب لم تشعر بالخوف على نفسها، بقدر ما كانت تفكر بابنتها.
لا نفهم كيف وصل الحد برامز إلى تلك التصرفات المشينة والمهينة والتي لا يحق له تنفيذها بأي مخلوق أرضي. فهل كان يدرك أنه من شأن الخوف الذي يعرضه للنجوم قد يسبب لهم مرض السكري من شدة الخوف؟ كما قد يساهم الخطر الذي يعرضهم إليه إلى إمكانية فقدان الجنين لو كانت المرأة حامل. وماذا ستكون ردة فعل رامز لو أحدهم نفذ به الملقب ذاته؟
كل هذه الأسئلة تحملنا كأهل صحافة وضع هذا الشاب والقيمين على برنامجه تحت مجهرنا، لنعرب عن اسفنا الشديد عن هذا المستوى المتدني من الإستهتار الذي ينسف صورة الإعلام، والذي نفضل منع عرضه على الهواء وعلى الشاشات نظراً لما يتضمنة من فراغ في المضمون على حساب استغلال نجومية النجوم لاغراض خسيسة وبائسة.
واقل ما يستحقه رامز جلال محاكمة على الجرم الذي ارتكبه بحق النجوم وعلى وجه الخصوص نجمتنا الجميلة سيرين عبد النور.
ساحة النقاش