طالب الشحي
من مبادئ الإسلام العظيمة وخصاله الحميدة الاعتراف بالجميل، يقول سبحانه وتعالى: (ولا تنسوا الفضل بينكم). ويقول سبحانه (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان). وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نتخلق بهذه الأخلاق العالية، فيقول صلى الله عليه وسلم: “من آتى إليكم معروفاً فكافئوه؛ فإن لم تجدوا فادعوا له”. رواه الطبراني في الكبير. ويبين صلى الله عليه وسلم مقام شكر الآخرين، قال صلى الله عليه وسلم:(لا يشكر الله مَنْ لا يشكر الناس)، فانظر إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان مبادئ التعامل مع الآخرين وأساسيات الاعتراف بالفضل، وكيف ربط النبي صلى الله عليه وسلم بين شكر الناس وشكر الله.
ومن يشكر المخلوق يشكر ربه ومن يكفر المخلوق فهو كفور.
ولنا مع قائدنا الراحل ومؤسس نهضتنا ووطننا وقفات، الأولى: أن نرفع أكف الضراعة لله تعالى أن يجزيه خيراً وأن يرفع مقامه في عليين، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من آتى إليكم معروفاً فكافئوه؛ فإن لم تجدوا فادعوا له)، ولو نظرنا في المعروف الذي أسدى إلينا لما فتر اللسان من الدعاء له بالمغفرة والرحمة، وهذا أقل ما نقوم به تجاه الشيخ زايد رحمه الله الذي كرس وقته وحياته لإيصال الخير إلينا.
الثانية: ذكر محاسنه وفضائله، يقول الله تعالى:(ولا تنسوا الفضل بينكم)، ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة، فقد كان يذكر لأمنا خديجة رضي الله عنها الفضل في مواطن كثيرة. يقول صلى الله عليه وسلم (آمنتْ بي إذْ كفرَ الناس، وصدَّقتني إذ كذّبَني الناس، وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء)، فصاحب الخلق الحسن، وصاحب المبادئ والقيم، يشكر للناس معروفهم بذكر فضائلهم. والشيخ زايد رحمه الله معروفه كبير، فإذا كنا بين أسرنا أو في عملنا أو مجالسنا ذكرنا إن سنحت لنا الفرصة ما قام به صاحب المجد والخير، فيقتدي ويتعلم الكبير والصغير.
الثالثة: أن يكون الواحد منا لبنة صالحة في مجتمعه، فالأب والأم يقومان بمهامهما على الوجه الأتم من حسن الرعاية والتربية، والموظف في عمله قائم بمهامه الموكلة إليه. فما أقبح أن يسعى الآخرون في بناء صروح المجد والحضارات ويقومون بتصرفات تشوه وتفسد ما سعوا إليه، وما أقبح أن يرفع أحدهم شعاراً على سيارته أو عمله أنه على نهج القائد باق وسائر، وهو مقصر فيما يقوم به أو لا يراعي حقاً ولا معروفاً! فعلى السائر في طرقات الوطن والنازل في سهوله وجباله أن يكون محافظاً على مكتسباته وبيئته.
الرابعة: أن يعرف حق وقدر من كان لزايد الخير والعطاء خلف، وهو رئيس دولتنا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله، امتثالاً لأمر الله تعالى، ولأمر النبي صلى الله عليه وسلم، بطاعته وتقديره واحترامه. والحمدلله إننا نرفل في أثواب الحب والتقدير والود من قبل ولاة أمرنا. فسنألك اللهم أن تحفظه وتديم عليه موفور الصحة والعافية. وما أجمل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ).
ساحة النقاش