بعض الكلام في العربية إذا كان مهموزاً يأخذ معنى، وإذا ترك الهمز "غير مهموز" يكون بمعنى آخر مثل "عبأْتُ المتاع" تعبئة، إذا هيأته وصنعته، و"عَبأْتُ" الطيب بلا تشديد، فأنا أعْبَأه، و"ما عبأتُ بفلان، هذا كله بالهمز، و"عبّيتُ الجيش" بلا همز، جهزته.

 

- بارَأْت الكَرِيْ والمرأة، واستبرأْتُ الجارية، واستبرأتُ ما عندك و"بَرْأته مما لي" وبرِئتِ، كله مهموز.

 

فأما "بارَيْتُهُ في المفاخر فغير مهموز، يقال فلان يباري الريح جوداً.

- "أخطْأتُ في الأمر" و"تخطّأْتُ له في المسألة" و"تخطَّيت إليه بالمكروه"، غير مهموز لأنه من الخطوة.

و"نَكَأْت القَرْحَة" أنكأها، إذا فرقتُها و"نكيت في العدو" أنكي نكاية.

و"ذرأْت" يا ربنا الخلق، و"ذَرَوتُهُ" في الريح و"ذَرَيْتُهُ" "أذْرَتْه الدابة" عن ظهرها، أي ألقته.

- "ربأْتُ بالقوم" حفظتهم، وأنا "ربيئة لهم" و"ربَوْتُ في بني فلان. و"ربَيْت فيهم" و"ربَوتُ من الربو، و"سبأتُ الخمر" اشتريتُها، و"سَبَيْت" العدو، صبأتَ يا رجل، إذا خرجت "شيء إلى شيء "والصابئون" منه، وصَبوتُ إلى فلانةً أصبو من الشوق.

كان ابن الجَصّاص الجوهري يكنى بذي الأموال، وينسبُ إلى الحُمْق والبَلَه، وقال جعفر بن ورقاء الأمير: اجتزت بابن الجصاص - وكان مصاهري-، فرأيته على حوش داره حافياً حاسراً، يعدو كالمجنون، فلما رآني استحيى، فقلت: ما لك؟ قال: يحق لي، أخذوا مني أمراً عظيماً، فسلمته وقلت: ما بقي يكفي، وإنما يقلق هذا القلق من يخاف الحاجة، فاصبر حتى أبين لك غناك. قال: هات. قلت: أليس دارك هذه بآلتها وفرشها لك؟ وعقارك بالكرخ وضياعك؟ قال: بلى.

فما زلت أحاسبه حتى بلغ قيمة سبعمائة ألف دينار، ثم قلت: واصدقني عما سلم لك، فحسبناه، فإذا هو بثلاثمائة ألف دينار، قلت: فمن له ألف ألف دينار ببغداد؟! هذا وجاهك قائم، فلمَ تغتم؟ فسجد لله وحمده، وبكى، وقال: أنقذني الله بك، ما عزّاني أحد بأنفع من تعزيتك ما أكلت شيئاً منذ ثلاث، فأقم عندي لنأكل ونتحدث، فأقمت عنده يومين.

وقال بعضهم: دخلت دار ابن الجصاص والقباني بين يديه يقبّن سبائك الذهب، وبلغ من الغنى في زمنه ما يعد من "الملياديرات".

المتنبي:

لا خَيْلَ عندَكَ تُهْديهَا وَلا مـــــــالُ

فَليُسْعِدِ النُّطْقُ إنْ لم تُسعِدِ الحالُ

وما شكـــــــــَرْتُ لأنّ المَالَ فَرّحَني

سِيّانِ عنْديَ إكْثَارٌ وإقـــــــــــــْلالُ

لكنْ رَأيْـــــــــتُ قَبيحاً أنْ يُجَادَ لَنَا

وأنّنَا بقَضَاءِ الحَقّ بُخــــــــــــــــّالُ

فكُنتُ مَنبِتَ رَوْضِ الحَزْنِ بـــــاكرَهُ

غَيثٌ بغَير سِباخِ الأرْضِ هَطّــــــالُ

إنّا لَفي زمَنٍ تَرْكُ القَبيحِ به ............... من أكثر النّاسِ إحْسانٌ وَإجْمالُ

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 50 مشاهدة
نشرت فى 5 أغسطس 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,307,724