جاء شهر رمضان هذا العام في أكثر أوقات السنة حرارة ليصوم المسلمون عن الطعام والشراب في فترة طويلة نسبيا نظرا لطول النهار وقصر الليل، الأمر الذي قد يصاحبه عطش شديد وجفاف، خاصة بالنسبة لبعض الصائمين الذين تفرض عليهم طبيعة عمل التواجد في الأمكنة المكشوفة أو المفتوحة التي تكون حارة وجافة جدا حتى في مناطق الظل، وعليه يشدد خبراء الصحة والتغذية على تناول السوائل في وجبتي الإفطار والسحور، إلى جانب التركيز على بعض الأغذية المبردة التي تكافح الجفاف والعطش والغنية بالعناصر الغذائية المهمة، ويأتي على رأسها في رمضان الشمام وعصيره الغني بوجود نسبة كبيرة من الماء في تكوينه الطبيعي.
فاكهة صيفية
يعتبر الشمام من الفواكه الصيفية التي تساعد الإنسان على التغلب على درجة الحرارة، ومد الجسم بمجموعة كبيرة من الفيتامينات، وتتوافر العديد من أنواع الشمام في مناطق شتى من العالم، وهي تنتمي إلى فصيلة القرعيات، مثل البطيخ والكوسا والخيار وغيرها، وتصنف ضمن الفواكه، نظرا إلى احتواء الثمار على بذور ولطعمها الحلو، ولاصطلاح الناس على تصنيفها كذلك.
وتؤكد الدراسات الحديثة أهمية الشمام، باعتباره من المصادر الغذائية الممتازة لكل من فيتاميني (جيم وألف)، إضافة إلى غناه بمضادات الأكسدة العديدة الأنواع، كما يعد ثمر الشمام أو البطيخ الأصفر نباتا كثير العصارة، وهو أصفر القشر أو أخضر، ذو لب أصفر أو أبيض أو أخضر، ويكثر تناوله في فصل الصيف وأوقات الحر، وغالبا ما يفضل تناوله بعد وضعه في الثلاجة ليحصل على برودة مناسبة.
والبطيخ الأصفر كالأخضر مرطب ومطفئ للعطش، ويزيد عليه في خواصه الشّافية، فهو علاج ممتاز للإمساك إذا أخذ على الريق، ووضع شرائحه على الجلد المتغضن يكسبه نضارة وليونة، كما أنه مفيد لمعالجة التهابات الجلد، وماء الشمام ينقي الجلد من الكلف والنمش، وهو مفيد لإدرار البول ومنقٍ للدم ويساعد في علاج أمراض الكلى والنقرس، ويزيل الإمساك ويقاوم مرض البواسير.
الاعتدال في التناول
يحذر من أكل الشمام بكميات كبيرة حتى لا يسبب حدوث تعفن بالأمعاء، كما ينصح الأشخاص المصابون بمرض السكري أو المصابون بالتهابات الأمعاء الحادة أو عسر الهضم بعدم تناوله، كما أن أكل كمية كبيرة من البطيخ الأصفر يولد الشعور بالثقل في المعدة والمغص، وينتج عن ذلك أيضا الإسهال، حيث إن تناوله بكميات كبيرة وبعد الأكل مباشرة قد تؤذي القولون وتسبب عسر الهضم وذلك بسبب كثرة محتواه المائي وارتفاع نسبة الألياف به، ولذلك ينصح بتناوله بعد الوجبات الرئيسية بثلاث ساعات على الأقل، أما بالنسبة للأشخاص الذين يشكون من المعدة والأمعاء يمكنهم استخدامه كعصير طازج.
والشمام من الأغذية الغنية التي تحتوي على مادة (اللايكوبين) التي تجدد خلايا البشرة وتحميها من الشمس، كما يحتوي الشمام على نحو 80% من الماء، ولهذا يعد ممتازاً لتروية الجسم، كما أنه يحتوي على نسبة من الألياف النباتية الضرورية لصحة الأمعاء ولتفادي الإمساك، كما يسهم أيضا في التخلص من دهون الكوليسترول الموجود في الأمعاء.
ويشير الباحثون إلى أن تناول الشمام يمثل علاجاً جيداً للإمساك إذا أخذ على الريق، لأن أليافه تطرد الفضلات المتراكمة في جدار الأمعاء، وأظهرت الدراسات أن للشمام فوائد عديدة لإدرار البول، وهو ينقي الدم ويساعد في علاج أمراض الكلي والنقرس ويقاوم مرض البواسير، وينصح الخبراء بتناول الشمام أو الكنتالوب بعد ساعتين أو ثلاث من الوجبة.
مميزات النوعية الجيدة
* يجب أن تكون قشرة الثمرة خشنة من الخارج، وليس شرطاً أن تأخذ الشكل الدائري المنتظم أو البيضاوي.
* تكون ثمرة الشمام جيدة النوعية ذات رائحة نفاذة.
* بعكس البطيخ، يجب أن يكون عود جذر الشمام مرنا.
* يجب أن تكون ثمرة الشمام خالية من الشقوق والأماكن الرخوة أو الطرية جداً أو البقع الفاسدة.
* يمكن انتقاء ثمار الشمام عن طريق الخبط عليها، فإن كان الصوت عميقاً ورخيماً فتكون الثمرة كاملة النضوج، أما إذا كان الصوت أجوفا فذلك قد يعنى أن الثمرة غير ناضجة.
ساحة النقاش