محمد الحلواجي

 تبرز في المنطقة العربية العديد من الأطباق والأكلات الرمضانية التي تعتمد على الباذنجان كمكون أساسي للوصفة كما هو الحال مع مقلوبة الباذنجان ومحاشي الباذنجان ومسقعة الباذنجان ومتبل الباذنجان والباذنجان بالبشاميل وسلطة الباذنجان بالطحينة وغيرها، حيث وجد خبراء الصحة والتغذية أن فاعلية البروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية التي يحويها الباذنجان تستمر نحو عشر ساعات، فتحول دون أن يفقد الصائم خلال صيامه الكثير من العناصر المختزنة في جسمه.

مصدر للألياف

كشفت دراسة مؤخرا أن قشرة الباذنجان تحتوي على أحد أنواع المواد المضادة للأكسدة التي تحمي خلايا المخ من التلف والالتهابات البكتيرية، وأكدت الدراسة أن الباذنجان يعد مصدراً مهماً للألياف ما يساعد على عدم الإصابة بالإمساك والتهاب القولون والبواسير. وأضافت أن الباذنجان غني بفيتامينات “ب” وبعض المعادن المهمة كالبوتاسيوم والنحاس والمغنسيوم والمنجنيز والفوسفور وحمض الفوليك ما يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية ويساعد في تخفيف الورم والنزيف والدوسنتاريا، كما يساعد البوتاسيوم الموجود في الباذنجان على ضبط نسبة الأملاح بالدم، إضافة إلى أنه يعمل على ترطيب الجسم.

 

وعرف الباذنجان كنبتة برية في الهند كما تشير المراجع التاريخية، ومنها انتقل في القرن الخامس قبل الميلاد إلى الصين، ثم مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا، ودخل أوروبا من البوابة الإيطالية في القرن الرابع عشر، واليوم تعتبر إيطاليا وتركيا والصين ومصر واليابان من أعلى الدول إنتاجا للباذنجان.

 

وتتشابه ثمار الباذنجان كثيراً مع ثمار الطماطم، فكلاهما من فصيلة نباتات ظل الليل. التي تضم بالإضافة لهما البطاطا والفلفل البارد وغيرهما. وأنواعها الكثيرة تجعل الموجود منها على سطح الأرض بطيف واسع من الألوان، يبدأ من البنفسجي الغامق القريب إلى السواد ذي الأشكال المتفاوتة الحجم والطول، والأخضر كالكوسا، والبرتقالي، وصولاً إلى اللون الأبيض ذي الشكل الطويل أو البيضاوي المتوفر في بعض مناطق الهند، الذي من أجله تُسمى الثمار باللغة الإنجليزية بالبيض النباتي.

ويقال إن أصل كلمة باذنجان فارسي، إذ أن أصلها (ابذنج) ومعناه (مناقير الجن)، وقد تكلم عنه الأطباء العرب الأوائل، وبينوا ما فيه من فوائد وأضرار، حيث يقول ابن سينا في كتابه “القانون في الطب”، وقد بينت العديد من الدراسات أن الباذنجان ضعيف القيمة الغذائية، إذ أن تناول مائة جرام منه يمنح الجسم 29 سعرة حرارية، وهو يحتوي على مقادير ضئيلة من فيتامين (ألف وجيم) والكبريت والحديد والفوسفور والكالسيوم والبوتاسيوم والمواد الدسمة والنشوية والبروتينية.

فائدة القشرة

يشير خبراء تغذية إلى أن الباذنجان الأسود يحتوي كمية أكبر من العناصر المعدنية، بينما الباذنجان الأبيض يحتوي على كمية أكبر من المواد النشوية، ونظراً إلى أن هذه العناصر الغذائية تتموضع بشكل أساسي في قشرته، لهذا ينصح بتناول الباذنجان دون تقشيره، فقد أكدت دراسة طبية حديثة أن الباذنجان مفيد لنمو خلايا الدماغ عند الإنسان. وأشارت الدراسة إلى وجود مادة “ناسونيك” في قشرة الباذنجان وهي نوع قوي من مضادات الأكسدة التي تحافظ على الدهون الموجودة في خلايا المخ ومهمتها حماية الخلايا من المؤثرات الضارة، مما يسمح بدخول العناصر الغذائية المفيدة للخلية وإخراج المواد الضارة منها.

ومن أهم فوائد الباذنجان أنه يدر البول، لذلك ينصح الذين يعانون من حصى المسالك البولية بتناوله،ويعتبر مفيداً لمن يعاني من الإسهال، إذ أن الألياف الغذائية التي يحتويها الباذنجان تنبه حركة الأمعاء،وتساعد على تنظيم وإفراغ الفضلات منها، ولهذا فإن المصاب بالإسهال يكثر من تناول الباذنجان النيئ الذي يعمل على إيقاف الإسهال، 
إذ أن الباذنجان يقوم بعملية تنقية للأمعاء، ويسهم في قتل الجراثيم وطردها خارج الجسم.

كما أفادت دراسة أخرى بأن الباذنجان يساعد على الوقاية من الأورام السرطانية، وفي علاج تصلب الشرايين وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، ويساهم الباذنجان في الوقاية من السمنة أو إزالة السمنة ، لأنه منخفض السعرات الحرارية، فكل المائة جرام منه تحتوي على 29 سعرة حرارية. كما يعيق الباذنجان انتقال الكوليسترول من المعدة إلى ويخفض من نسبة الدهون.

ومن أهم الإرشادات التي يركز عليها خبراء التغذية والصحة العامة، عدم الإكثار من تناول الباذنجان، وخصوصاً ذوي المعدة الضعيفة، والأطفال والمسنين، والذين يعانون من عسر الهضم، لأنه صعب الهضم إذ يستغرق هضمه أربع ساعات، وهي مدة تعتبر طويلة بالنسبة إلى الأغذية الأخرى، وتناول الباذنجان المسلوق أو المشوي أفضل من المقلي.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 93 مشاهدة
نشرت فى 4 أغسطس 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,277,322