يحيى أبوسالم
تكثر في شهر رمضان العادات الحسنة والحميدة، ولذلك تتوجه العديد من الشركات العالمية والمحلية المختلفة، إلى تركيز كافة طاقاتها لتتوافق ولتتماشى وهذا الشهر الفضيل، فترى بعض المواقع الإلكترونية تتوشح بتصاميم خاصة تتناسب وهذا الشهر المبارك، وترى بعضها الآخر يخصص ويجهز أقساماً خاصة لزواره، تحضهم على كثرة الطاعات وتساعدهم وتعينهم على عمل الخير وتجنب الأخطاء والمعاصي، هذا بالإضافة إلى ظهور بعض المنتجات الرمضانية الإلكترونية والتكنولوجية، والتي باتت اليوم إحدى أسس ومكملات شهر رمضان، والتي أصبحنا نراها اليوم تنافس وبقوة “فانوس” رمضان وعاداته وتقاليده.
أصبح التطور التكنولوجي والتقني السريع، الذي نشهده ويشهده معنا الملايين حول العالم، جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بل أصبح من أهم أجزاء الأربع والعشرين ساعة التي تمر علينا في اليوم الواحد، فباتت التقنيات الحديثة والابتكارات التكنولوجية المختلفة تساير حياة الفرد فينا وتشاطره إياها، بحيث لا تمر صغيرة ولا كبيرة في حياة هذا الفرد إلا وكان لهذه التقنيات والتكنولوجيا، دور مهم وفاعل فيها.
البرامج الإلكترونية الرمضانية
تكثر التطبيقات والبرامج الإلكترونية الخاصة والمصممة لتناسب شهر رمضان المبارك في الهواتف والأجهزة اللوحية الذكية والكمبيوترات الشخصية، والتي تم إنتاجها لتعين الصائمين على العبادة والطاعة في هذا الشهر المبارك، وفي الجانب الآخر تزداد أهمية “شاشات التلفاز” الكبيرة في رمضان، نظراً لجلوس العديد من العائلات أمامها لمتابعة البرامج والمسلسلات الرمضانية، ومع كثرة التطبيقات والبرامج الإلكترونية الرمضانية وبروز أهمية شاشات التلفاز في هذا الشهر الفضيل، إلا أننا من النادر أن نسمع عن برامج وتطبيقات إلكترونية خاصة ومتخصصة للشاشات التلفزيونية، ولم تعتد آذاننا أو أعيننا على سماع ورؤية مثل هذه التطبيقات والبرامج، سواء في شهر رمضان أو غيره من الشهور.
شاشات التلفاز الذكية
رغم عدم انتشارها وضيق رقعتها، ورغم عدم سماع العديد من المستخدمين عنها وعدم معرفتهم لها ولأهميتها، إلا أن الشركة الكورية سامسونج تحاول ومنذ سنوات لإطلاقها تلفازها الذكي الأول، القابل على تحميل وتنصيب البرامج والتطبيقات الإلكترونية عليه، تماماً كما في الأجهزة والهواتف الذكية، إثبات أن التلفزيونات الذكية قادرة على إعطاء مستخدميها الفرصة الكبيرة في الاستمتاع بكل صغيرة وكبيرة في هذا التلفاز، فلم يعد هذا الأخير مجرد جهاز لعرض البرامج والتطبيقات عليه، إنما بات التلفاز الذكي اليوم، يوفر لمستخدميه العديد من الخدمات ويقوم بالعديد من الوظائف، بدلاً من كونه شاشة مسطحة كبيرة تعرض المسلسلات والبرامج عليها.
برامج وتطبيقات مجانية
اليوم، تعلن الشركة الكورية سامسونج، لملاك شاشاتها “الذكية” والتي تحتوي على موقع سامسونج “سمارت هب”، عن إطلاق تطبيقاتها الإسلامية لمستخدمي تلفزيوناتها الذكية هذه، بحيث يمكن للمستخدمين لهذه البرامج زيادة عباداتهم وطاعاتهم خلال شهر رمضان المبارك، وهم جالسون أمام شاشات التلفاز الخاصة بهم. حيث يمكنهم تحميل تطبيقات “سامسونج الإسلامية” الإلكترونية هذه، من خلال موقع سامسونج “سمارت هب” والمتوفر على شاشات سامسونج الذكية. وتشتمل هذه التطبيقات على “الرقية الشرعية” و“حصن المسلم” و”أوقات الصلاة”، وهي متاحة مجاناً لمستخدمي التلفزيونات الذكية. وستتوفر المزيد من التطبيقات أيضاً في وقت لاحق من هذا الشهر، مثل المصحف المجوّد وصحيح البخاري.
تجربة روحية جديدة
تم تطوير هذه التطبيقات الاسلامية لتلفزيونات سامسونج الذكية لتوفر للمستخدمين تجربة روحية جديدة، من شأنها تسهيل وصول المستخدمين لها بضغطة زر واحدة، وذلك سواءً عبر قراءة الأذكار اليومية، المتوافرة في تطبيق “حصن المسلم”، أو إعداد تنبيهات للتذكير بأوقات الصلاة باستخدام تطبيق “أوقات الصلاة “، ومثل هذه التطبيقات تهدف إلى مساعدة المسلمين في عباداتهم وطاعاتهم، ليس في شهر رمضان المبارك فقط، بل على مدار العام بأكمله. هذا بالإضافة إلى تطبيق “الرقية الشرعية”، والذي يتضمن مجموعة من الأدعية الصوتية المستخدمة في علاج الروح والجسد.
تطبيقات إسلامية جديدة
تجدر الإشارة إلى أنه في وقت لاحق من هذا الشهر، ستقوم سامسونج أيضاً بإطلاق تطبيق “المصحف المجوّد”، حيث يمكن للناس الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم بأصوات مشاهير وكبار المقرئين مثل الحذيفي والسديس وغيرهما. كما تعتزم سامسونج إطلاق تطبيق “صحيح البخاري”، الذي يعتبر بمثابة موسوعة مفصلة من أحاديث النبي محمد “صلّى الله عليه وسلّم”، وتطبيق “طب الأعشاب”، كدليل مفيد للعلاج بالأعشاب، وتطبيق “كنوز”، الترفيهي والتعليمي في آن واحد حول الإسلام والرياضة والأدب.
مشاكل فنية خاصة بالبرامج
رغم أهمية مثل هذه التطبيقات والبرامج الإلكترونية، ورغم ما تقدمه لمستخدميها من فوائد ومنافع كثيرة، سواء خلال شهر رمضان المبارك أو على مدار السنة، إلا أنه يؤخذ على هذه البرامج والتطبيقات الإلكترونية، حصريتها وتخصيصها فقط لتتوافق ولتعمل مع شاشات التلفاز الذكية الجديدة، والتي لا يمتلكها الكثير من مستخدمي وملاك شاشات التلفاز المسطحة. ورغم هذا المأخذ وهذه السلبية، فإن مثل هذه البرامج والتطبيقات الإلكترونية، ومثل هذه الشاشات التلفزيونية الذكية، في طريقها اليوم للاننتشار والتوسع، ومع تزايد أعدادها وكثرة أنواعها أدى كل ذلك لانخفاض أسعارها إلى حد أصبح معه اقتناء شاشات التلفاز الذكية القابلة لتحميل البرامج والتطبيقات الإلكترونية عليها أمراً لا يقتصر على فئات أو أشخاص معينين.
ساحة النقاش