يضرب المثل في الشؤم والتشاؤم بطويس فيقال أشأم من طويس، ويضرب فيه المثل أيضاً في الغناء "الهزج" فيقال "أهزج من طويس".

 

هو أبو عبد المنعم عيسى بن عبد الله الذائب، أبوعبدالمنعم المدني، مولى بني مخزوم، كان بارعاً في غنائه، ولد سنة 11 هـ، 632 م في المدينة المنورة.

 

وسمي بالذائب لترديده البيت الآتي:

قدْ براني الشوقُ حتى صرتُ من وَجْدي أذوبُ

وكان مشؤوماً، لأنه ولد يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفطم يوم توفي أبو بكر الصديق، واحتلم يوم قتل عمر، وتزوج يوم قتل عثمان، وولد له يوم قتل الحسين بن علي.

وقيل: ولد له يوم قتل علي رضي الله عنهم.

وكان طويس أول من غنّى في الإسلام، وكان في أيام عثمان بن عفان.

قيل: خرج عمر بن عبد العزيز إلى الحج وهو والي المدينة، وخرج الناس معه، وكان ممن خرج: بكر بن إسماعيل الأنصاري، وسعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت. فلما انصرفا راجعين مرّا بطويس المغني، فدعاهما للنزول عنده.

فقال بكر بن إسماعيل: قُدِ البعير إلى منزلك.

فقال له سعيد بن عبد الرحمن: أتنزل على هذا المخنث؟

فقال: إنما هو منزل ساعة ثم نذهب، واحتمل طويس الكلام عن سعيد، فأتيا منزله، فإذا هو قد نظفه ونجَّده، فأتاهما بفاكهة الشام فوضعها بين أيديهما.

فقال له بكر بن إسماعيل: ما بقي منك يا طويس؟

قال: بقي كُلِّي، يا أبا عمرو!

قال: أفلا تسمعنا من بقاياك؟

قال: نعم.

ثم دخل خيمته، فأخرج خريطة، وأخرج منها دفاً ثم نقر وغنّى:

يا خليلي نابني سُهـدي لـم تنم عيني ولم تكدِ

كيف تلحوني على رجـلٍ مـــؤنسٍ تلتذّهُ كبدي

مثل ضوءِ البدر صورتـهُ ليس بالزُمَّيْلةِ النكِــدِ

مـــن بني آل المغيرة لا خاملٍ نَكْسٍ ولا جَحْدِ

نظرت عيني فلا نظرت بعده عيني إلى أحَــــدِ

ثم ضرب بالدفّ الأرض والتفت إلى سعيد بن عبدالرحمن فقال: يا أبا عثمان، أتدري من قائل هذا الشعر؟ قال: قالته خولة ابنة ثابت عمتك في عمارة بن الوليد بن المغيرة.

فقال له بكر: لو لم تقل ما قلته لم يُسمعك ما أسمعك.

وبلغت القصة عمر بن عبدالعزيز.

فقال: واحدة بواحدة والبادئ أظلم.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 138 مشاهدة
نشرت فى 2 أغسطس 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,757