يعد شهر رمضان فرصة ذهبية لإراحة الجهاز الهضمي وحمايته من التعب والأمراض، ولكن العادات الغذائية السيئة وكمية الدهون والسكريات الكبيرة والتي ترد على الجهاز الهضمي من موائد رمضان العامرة تجعل الجهاز الهضمي يعاني من حالة استنفار وارتباك، وما الشعور بالتخمة والتلبك المعوي بعد كل وجبة إفطار، إلا جرس إنذار يحذر الصائم ويحفزه على الاقتصاد في المأكل والمشرب، وكذلك ضرورة العناية بشكل أكبر في خياراته الغذائية ونوعية طعامه خلال الشهر الكريم.
التغذية العشوائية
مع انتشار ظاهرة الإسراف وأنماط التغذية العشوائية، تتجدد كل يوم نصائح وإرشادات وتحذيرات خبراء التغذية من أجل غذائي صحي لا يرهق المعدة ويفيد الجسم، حيث يمكن أن يؤثر الطعام بأشكال مختلفة في آلية عمل المعدة وبخاصة الطعام الحار، ولهذا فإن انتقاء الأغذية المفيدة من شأنه أن يبعد الكثير من الأضرار التي تحيق بالجسم ليس في رمضان فحسب وإنما في سائر أشهر السنة، خاصة وأن خبراء الصحة والتغذية يرون أن الغالبية العظمي من الناس لا تعرف ماذا تأكل ولا تختار ما تأكله، حيث اعتادت على أن تأكل كل ما يقدم لها دون تفكير في ماهية أو نوعية الطعام الصحي المفيد، ولهذا يصنف خبراء التغذية الأطعمة إلى صنفين، أصناف خطرة وأخرى صحية.
في هذا السياق، يؤكد الدكتور أحمد الهيفي، الأستاذ المساعد في كلية العلوم الصحية بدولة الكويت، أن العادات الغذائية السيئة هي السبب الرئيس في انتشار السمنة، مشيرا إلى أن اتباع نظام غذائي سليم هو أحد الأمور الأساسية للحصول على جسم وصحة مثالية، مضيفا أن بعض الحميات الغذائية التي يتم اتباعها لإنقاص الوزن تكون مضرة لأنها تحتوي على تركيبات تجارية مطالبا من يرغبون في إنقاص وزنهم بمراجعة أخصائي تغذية قبل الشروع في إنقاص الوزن.
الشعور بالامتلاء
تعتبر الأكلات الحارة التي تكثر فيها التوابل الحريفة من أكثر الأطعمة خطورة، وكذلك الأطعمة التي ترتفع فيها نسبة الدهون والكربوهيدرات، بالإضافة إلى الأغذية المطبوخة بطريقة غير صحية مثل الوجبات المسبكة والمثقلة بمختلف الصلصات والبهارات، والتي عادة ما تثير جدار المعدة، في حين أن التوازن الغذائي أمر يجب اتباعه حتى يمكن تجنب أمراض المعدة والأمعاء وكل ما ينتج عن اختيار أطعمة مثيرة للمعدة، بالإضافة إلى سلوكيات غذائية خاطئة أخرى مثل كثرة التهام اللحوم الحمراء والدهون، والإكثار من تناول المقبلات كالمقالي والمعجنات والحلويات الغنية بالدهون والأملاح السكريات، فهذه الأطعمة تعمل على زيادة الوزن بشكل كبير، وتعد جميعها من السموم البطيئة التي تفتك بصحة الجسم.
إلا أن خبراء الصحة والتغذية لا يقفلون الباب في وجه الصائم عن تناول الطيبات، بل يشيرون عليه بالأطعمة الصحية المريحة للمعدة، وخاصة الأغذية التي تحتوي علي الألياف كالخضراوات الطازجة، اضافة إلى تناول السلطة التي تشكل طبقا مهما جدا نظرا لغناه بالفيتامينات والمعادن والألياف، كما تعطي السلطة أيضا شعورا بالامتلاء والشبع عند تناولها وبالتالي تخفض من فرصة تناول كميات إضافية من الطبق الرئيس الذي غالبا ما يتضمن في البلدان العربية الأرز والدهون والمواد النشوية، كما يشدد الخبراء على ضرورة تناول الفاكهة والعصائر والمياه التي تعتبر عاملا مهما جدا لراحة المعدة، فالكثيرون ينسون تناول المياه بالشكل الكافي ويركزون على العصائر والشاي والقهوة، فلا غنى عن مياه الشرب التي تخفف أوجاع المعدة وتشفي الصداع، وتزيد من الطاقة والحيوية للجسم.
ساحة النقاش