نسرين درزي
يتساءل كثيرون ممن يعانون هشاشة العظام عما إذا كان الصيام لساعات طويلة يتعارض مع حالتهم الصحية. وهم وإن كانوا يواظبون على الأدوية والفيتامينات الموصى بها من قبل الأطباء، فهل بإمكانهم قضاء شهر رمضان من دون أي مضاعفات سلبية؟
إلى ذلك، تقول خبيرة التغذية هدى معماري إن مرض هشاشة العظام من الحالات التي لا يكفي معها تناول العقاقير. إذ إنه من الضروري أن يترافق ذلك مع حمية غذائية يلتزم بها المريض من دون أن يتهاون في الأمر. وتضيف أن هذا النوع من الأمراض قد يودي بصاحبه إلى الهلاك في حال الاستهتار في التعاطي مع مقاييس العلاج.
مرض مزمن
توضح معماري أن صيام المصابين بهشاشة العظام لا يختلف عن أي مرض مزمن لابد من التعاطي معه بحذر. إذ إنه من الضروري أن يعوض الصائم خلال ساعات الليل كل ما يحتاج إليه الجسم من عناصر غذائية وفيتامينات. وتورد معماري أنه بحسب الدراسات، فإن الوقاية من تفاقم هشاشة العظام تكمن في اتباع نظام غذائي صحي شامل إلى جانب جرعات الكالسيوم وفيتامين “د”. وذلك لتجنب الكسور المفاجئة ومخاطر السقوط التي أكثر ما تحدث مع النقص في العناصر الأساسية التي تحتاجها العظام للمقاومة. وهي تنصح من تجاوزوا الأربعين من العمر سواء من النساء أو الرجال، وسواء في شهر رمضان أو خارجه، بتعريض اليدين والوجه للشمس لمدة 20 دقيقة بمعدل 3 مرات في الأسبوع. كما تؤكد أهمية ممارسة التمارين المعتدلة بمعدل نصف ساعة في اليوم، مع استشارة مدربين متخصصين بمشاكل المفاصل.
وتذكر معماري أن الصائم الذي يعاني من هشاشة العظام أو المهدد بالإصابة بهذا المرض، لابد وأن يتنبه إلى حاجة جسمه الماسة إلى فيتامين “د”. وذلك لامتصاص وتخزين الكالسيوم، لأن هذا الفيتامين بالتحديد هو المعدن الرئيس اللازم للوقاية من هشاشة العظام. والذي يمكن الحصول عليه من الحليب المدعم ومنتجات الألبان والأجبان التي يمكن الحرص على تناولها خلال وجبة السحور.
دعم الوظائف
تقول معماري إن الكالسيوم هو المعدن الأكثر تواجداً في الجسم، ويتم تخزين 99% منه في العظام. أما الـ1% المتبقية فتتوزع في الجسم لدعم وظائفه مثل انقباض العضلات ونبض القلب. وفي حال نقص مستوى الكالسيوم والعجز عن أداء هذه الوظائف الداعمة، فإن الجسم يقوم بتعويض النقص باستخدام مخزون الكالسيوم في العظام، مما يؤدي إلى إضعافها وترققها. وتشير معماري إلى أن تناول نظام غذائي متوازن غني بالكالسيوم وفيتامين “د” خلال مختلف المراحل العمرية هو عامل أساسي لبناء كتلة العظام. وأن هنالك عدداً من العناصر الغذائية يمكن الحصول عليها من خلال الأغذية المدعمة، وتشمل البروتين والفوسفور والمغنيسيوم والزنك وفيتامين “ج”. والبروتين هو من أكثر العناصر التي تساعد على زيادة الكثافة العظمية، في حين أن فيتامين “ج” يعزز امتصاص الكالسيوم في الجسم ويدعم وظائف فيتامين “د”. أما الفوسفور، وفقها، فهو يتحد مع الكالسيوم لتقوية العظام، وكذلك يفعل المغنيسيوم الذي يعمل على صلابة العظام، والزنك الذي يساعد على دعم الهيكل العظمي.
وللصائمين المصابين بهشاشة العظام، تقول معماري “عليهم أن يلتزموا بالنصائح المذكورة، مع التأكيد على أن يشمل نظامهم الغذائي حصصاً كافية من المجموعات الغذائية. وهي بحسب الهرم الغذائي: 3 حصص من الحليب المدعم ومنتجات الألبان، 6 حصص من الحبوب، 4 إلى 5 حصص من الخضراوات، 3 حصص من الفاكهة، و2 إلى 3 حصص من اللحوم والبقول”.
ساحة النقاش