محمد الحلواجي
التمر فاكهة مباركة أوصى بها الرسول الكريم، كي يبدأ بها الصائم إفطاره في رمضان، فعن سلمان بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة، فإن لم يجد تمرا فالماء، فإنه طهور”، فعندما يبدأ الصائم بتناول إفطاره تتنبه الأجهزة، ويبدأ الجهاز الهضمي في عمله، وخصوصا المعدة التي يجب التلطف بها عبر محاولة إيقاظها باللين، والصائم في تلك الحال بحاجة إلى مصدر سكري سريع، يدفع عنه الجوع، مثلما يكون في حاجة إلى الماء، وأسرع المواد الغذائية التي يمكن امتصاصها ووصولها إلى الدم هي المواد السكرية، وخاصة تلك التي تحتوي على السكريات الأحادية أو الثنائية (الجلوكوز أو السكروز)، لأن الجسم يستطيع امتصاصها بسهولة وسرعة خلال دقائق معدودة، ولا سيما إذا كانت المعدة والأمعاء خالية كما هي عليه الحال في الصائم.
مصدر طاقة
يعتبر التمر رائد الأغذية الرمضانية حيث لا تخلو منه مائدة رمضانية، فمع الصوم تتجه الأنظار للأغذية المفيدة والسهلة الهضم، لذا يفطر الصائم الذي فقد الكثير من السكريات الضرورية للطاقة طوال اليوم على التمر السريع الهضم والامتصاص خلال ساعة من تناوله، ما يسرع إمداد الجسم بالطاقة وتعويضه بالعناصر المعدنية والفيتامينات والكربوهيدرات والمواد المهضمة والمطهرة للمعدة. ولا غرابة في أن العلماء استعملوا التمر كغذاء أساسي لرواد الفضاء، كما أن اليابانيين يصنعون لأطفالهم عبوات من التمر يأخذونها معهم في المدارس للتغذية الصحية.
ويوجد في الإمارات العربية المتحدة وحدها أكثر من مائة نوع. كل نوع منها له مزاياه الخاصة، بعضها ينضج مبكراً، وبعضها ذات تركيز سكري مرتفع، بينما توجد أنواع أخرى تكون نسبة تركيز الماء فيها أعلى، وشراب التمر المركز شديد الحلاوة، ونقيع التمر والعجائن المصنوعة منه يمكن أن تشفي من اعتلال وآلام الحلق والحمى وعسر الهضم.
وأثبتت الأبحاث ومن بينها دراسة بريطانية سابقة قام بها باحثون بريطانيون ونشرت بالمجلة البريطانية الطبيعة، احتواء التمر على الكثير من الفوائد، حتى أنه يعتبر وجبة في ذاته، ولهذا يوصى بتناوله بعد أداء التمرينات العنيفة لقدرته على تعويض الجسم السعرات التي فقدها سريعا وإمداده بحاجته من الكربوهيدرات والفراكتوز اللازم، ووجد أن عشر تمرات تحتوي على 228 سعرة حرارية و(6/1) جرام من البروتينات وستة عشر جراما من الكربوهيدرات، كما يعتبر التمر غنيا بالألياف الطبيعية بالإضافة إلى احتوائه على 541 جراما من البوتاسيوم، كما وجد أنه يفيد كثيرا في علاج البلاميرا والأنيميا ويساعد على إشاعة الهدوء النفسي.
كنز غذائي
أظهر تحليل التمر الجاف أن فيه 70.6% من الكربوهيدرات و2.5% من الدهن و33% من الماء، و1.32% من الأملاح المعدنية و10% من الألياف، وكميات من الكورامين وفيتامينات (ألف وباء 1 وباء 2 وجيم)، بالإضافة لغناه بالبروتين والسكر والزيت والكلس والحديد والفوسفور والكبريت والبوتاس والمنغنيز والكلورين والنحاس والكالسيوم والمنغنيزيوم، ما يعني أن للتمر قيمة غذائية عظيمة، فهو مقو للعضلات والأعصاب ومرمم ومؤخر لمظاهر الشيخوخة، وإذا أضيف إليه الحليب كان من أصلح الأغذية وخاصة لمن كان جهازه الهضمي ضعيفاً.
والقيمة الغذائية في التمر تضارع بعض ما في أنواع اللحوم، وكما يضارع التمر ثلاثة أمثال ما للسمك من قيمة غذائية، وهو يفيد المصابين بفقر الدم والأمراض الصدرية ويعطى على شكل عجينة أو منقوع يغلى ويشرب على دفعات، ويفيد خاصة الأولاد والصغار والشبان والرياضيين والعمال والناقهين والنحيفين والنساء الحوامل، ويزيد التمر في وزن الأطفال ويحفظ رطوبة العين وبريقها ويمنع جحوظها، كما يكافح الغشاوة ويقوي الرؤية ويقوي أعصاب السمع ويهدئ الأعصاب ويقويها ويحارب القلق العصبي وينشط الغدة الدرقية ويشيع السكينة والهدوء في النفس إذا ما تم تناوله مع كأس حليب، كما يلين التمر الأوعية الدموية ويرطب الأمعاء ويحفظها من الضعف والالتهاب ويقوي حجيرات الدماغ والقوة الجنسية ويقوي العضلات ويكافح الدوخة وزيغ البصر والتراخي والكسل عند الصائمين والمرهقين.
ساحة النقاش