يجيب عنها المركز الرسمي للإفتاء في الدولة

استثارة الصائم

◆ عند ابتعادي عن زوجتي أكثر من ثلاثة أيام عادة ما يخرج مني بعد التبول سائل لزج كالذي يخرج عند الجماع، وقد خرجت هذه المادة وأنا صائم في رمضان عندما ذهبت للوضوء لصلاة الظهر، فما الحكم وما التصرف؟ وهل عليَّ قضاء هذا اليوم؟ جزاكم الله خيراً.

 

◆ ◆ الذي ينزل منك يحتمل أن يكون مذياً وهو الغالب، ويحتمل أن يكون منياً، والمذي ماء أبيض رقيق يخرج عند حصول ما يثير الشهوة، وأما المني، فهو الماء الدافق الثخين الذي يخرج من الرجل متدفقاً. وصفة رائحته إذا كان رطباً من صحيح المزاج كرائحة غبار الطَّلْعِ من فحل النخل.. أو البيض عند يبسه.

 

فإن كان الخارج منك مذياً بسبب تفكر أو نظر، فيجب عليك إتمام الصوم وقضاء اليوم الذي نزل فيه المذي، قال العلامة العدوي في حاشيته على كفاية الطالب الرباني (والحاصل أن في المذي القضاء فقط نشأ عن مباشرة أو قبلة أو فكر أو نظر استدام ما ذكر أو لا).

وإن كان الخارج منياً بسبب فكر أو نظر مستدامين، فيجب عليك إتمام الصوم مع قضاء اليوم والكفارة، قال العلامة الدردير رحمه الله في الشرح الصغير: (والْكَفَّارَةُ وَاجِبَةٌ بِرَمَضَانَ أَيْ بِالْفِطْرِ فِي رَمَضَانَ فَقَطْ دُونَ غَيْرِهِ إنْ أَفْطَرَ فِيهِ... بِجِمَاعٍ... أو إِخْرَاجِ مَنِيٍّ بِمُبَاشَرَةٍ أَوْ غَيْرِهَا وَإِنْ بِإِدَامَةِ فِكْرٍ أَوْ نَظَرٍ إنْ كَانَ عَادَتُهُ الْإِنْزَالَ مِنْ اسْتِدَامَتِهِمَا وَلَوْ فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ إلَّا أَنْ يَكُونَ عَادَتُهُ عَدَمَ الْإِنْزَالِ مِنْ اسْتِدَامَتِهِمَا وَيُخَالِفَ عَادَتَهُ فَيُنْزِلَ بَعْدَ اسْتِدَامَتِهِمَا فَلَا كَفَّارَةَ عَلَى مَا اخْتَارَهُ ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ... وَمَفْهُومُ “إدَامَةِ” أَنَّهُ لَوْ أَمْنَى بِمُجَرَّدِ فِكْرٍ أَوْ نَظَرٍ فِيهِ فَلَا كَفَّارَةَ عَلَيْهِ، وَهُوَ كَذَلِكَ).

وإن كان خروجه بفكر أو نظر بلا استدامة فعليك القضاء دون الكفارة، إلا أن يغلب خروجه بمجرد فكر أو نظر فلا قضاء عليك دفعا للمشقة والحرج، قال العلامة العدوي (والحاصل أنه إذا أمنى بتعمد نظرة واحدة للذة ولو التذ من غير متابعة فلا كفارة عليه، وإنما عليه القضاء إلا أن تكثر منه بمجرده.. فلا قضاء عليه للمشقة).

وأما إن كان ما خرج منك بلا تفكر ولا نظر - سواء كان مذياً أو منياً - فصومك صحيح ولا شيء عليك.

◆ وأنا صائم تخيلت في ذهني صورة امرأة استثارت غريزتي، مما أفضى إلى نزول مذي، هل هذه من المفطرات؟ وهل حكمها عند الذكور مثل الحكم عند الإناث؟

◆ ◆ تعمد استثارة الرغبة الجنسية أثناء الصيام محرم؛ لأنه يجر إلى إفساد الصوم، وأما الخارج منك بسبب هذا التخيل فإما أن يكون مذياً وهو ماء أبيض رقيق يخرج عند حصول ما يثير الشهوة ففيه قضاء اليوم فقط، قال العلامة العدوي في حاشيته على كفاية الطالب الرباني (والحاصل أن في المذي القضاء فقط نشأ عن مباشرة أو قبلة أو فكر أو نظر استدام ما ذكر أو لا).

وإما أن يكون الخارج منياً، وهو الماء الدافق الثخين الذي يخرج من الرجل متدفقاً.. ففيه القضاء، ويجب مع القضاء الكفارة إن كنت في صيام رمضان، وهي على التخيير بين إطعام ستين مسكيناً، وهو الأفضل لكثرة نفعه أو صيام شهرين متتابعين، قال العلامة الموَّاق رحمه الله في التاج والإكليل: (مَنْ فَكَّرَ فَالْتَذَّ بِقَلْبِهِ فَلَا حُكْمَ لِلَّذَّةِ... وَإِنْ أَمْنَى فَإِنْ اسْتَدَامَ قَضَى وَكَفَّرَ وَإِنْ لَمْ يَسْتَدِمْ قَضَى بِلَا كَفَّارَةٍ إلَّا أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ غَلَبَةً فَيَسْقُطُ الْقَضَاءُ).

والحكم في هذه المسألة يستوي فيه الرجل والمرأة.

تارك الصلاة والصوم

◆ ما حكم من كان لا يصوم ولا يصلي لمدة تقارب عشر سنوات، وبعد ذلك تاب إلى الله تعالى؛ وهو الآن ملتزم ولله الحمد والشكر، فما هي كفارة ذلك؟

◆ ◆ الواجب على من ترك الصلاة والصيام أن يجتهد حسب الإمكان في تحديد عدد الصلوات والصيام اللذين تركهما ويحتاط في ذلك ثم يقضي ما عليه لتبرأ ذمته أمام الله تعالى، قال العلامة الموَّاق رحمه الله في التاج والإكليل: “قال ابْنُ عَرَفَةَ: قَضَاءُ الْفَوَائِتِ وَاجِبٌ... قَالَ فِي الْمُدَوَّنَةِ: وَيُصَلِّي فَوَائِتَهُ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ).

وتلزمه الكفارة لفطره متعمداً وهي على التخيير بين أمور منها إطعام ستين مسكيناً وهو الأفضل أو صوم شهرين متتابعين عن كل يوم وذهب كثير من أهل العلم إلى عدم وجوب الكفارة في مثل هذه الحالة ولا مانع من الأخذ بهذا القول.

الغاز والدخان

◆ أنا أعمل في شركة بترول، قسم خدمات الآبار (آبار الزيت)، نتعرَّض أحياناَ لـ”غاز h2s”، وهو غاز كبريتيد الهيدروجين، وهو غاز سام كريه الرائحة (مثل رائحة البيض الفاسد)، وهو أثقل من الهواء، والشركة توفر لنا معدات تنفس مثل معدات الغطس البحرية للوقاية من الغاز، لكن يغلب على عملنا أننا لا نتعرَّض له، وإن تعرضنا له يكون بكميات قليلة، ونبتعد عنه ونغلق المصدر، أما إذا كانت الكمية كبيرة فبالطبع نبتعد تماماً ونستخدم معدات الوقاية.

هل هذا الغاز مفطر في حالة التعرض له في رمضان أم لا؟ نعلم أننا قد نتعرض له لأن كل آبـار الـزيت تحتـوي على هـذا الغاز، لكننا لا نتعمد استنشاقه لأنه بلا شك أولاً يعطل حاسة الشم، والكميات الكبيرة منه تؤدي للدوخان والإغماء ثم الموت والعياذ بالله.

◆ ◆ الغاز المذكور لا يؤثر على الصوم، فهو كغبار الطريق أو دخان الحطب وكلاهما لا يفسد الصوم، قال العلامة الدسوقي رحمه الله في حاشيته على الشرح الكبير: “وَأَمَّا الدُّخَانُ الَّذِي لَا يَحْصُلُ بِهِ غِذَاءٌ لِلْجَوْفِ كَدُخَانِ الْحَطَبِ فَإِنَّهُ لَا قَضَاءَ فِي وُصُولِهِ لِلْحَلْقِ وَلَوْ تَعَمَّدَ اسْتِنْشَاقَهُ؛ لِأَنَّهُ لَا يَحْصُلُ لِلدِّمَاغِ بِهِ قُوَّةٌ كَاَلَّتِي تَحْصُلُ لَهُ مِنْ الْأَكْل).

الحديث بالهاتف

◆ إذا تكلمت مع فتاة أجنبية بالتليفون وأنا صائم هل أعتبر ذلك إفطاراً؟

◆ ◆ مجرد الكلام مع غير المحارم من النساء ليس من مبطلات الصيام، إلا إذا ترتب عليه خروج مذي أو مني، وإذا كان المقصود من الكلام الاستمتاع بسماع صوت المرأة فهو ممنوع في رمضان وفي غيره، وحينئذ ينقص أجر الصوم؛ لأن الغاية من الصوم عن الطعام والشراب هو تحقيق التقوى التي تعني التزام الأوامر واجتناب النواهي، كما قال تعالى: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) “البقرة: الآية 183”. وقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (.. وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم).

وقال صلى الله عليه وسلم: “رُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش”، رواه أحمد والحاكم، يعني أنه إذا لم يحصل من الصوم المقصود منه وهو الكف عن الحرام والفوز بالثواب فلم يبق للصائم إلا الجوع والعطش.

السواك

◆ هل يبطل السواك الصوم؟

◆ ◆ لا يبطل السواكُ الصومَ ما لم يتحلل منه شيء ويصل إلى الحلق، والسواك بما لا يتحلل منه شيء جائز سائر نهار رمضان، قال العلامة ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله في رسالته: (ولا بأس بالسواك للصائم في جميع نهاره)، أما السواك بما يتحلل فيكره ويجب على الصائم طرح ما تحلل منه، قال العلامة الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير: (وَجَازَ سِوَاكٌ أَيْ بِمَا لَا يَتَحَلَّلُ مِنْهُ شَيْءٌ، وَكُرِهَ بِالرَّطْبِ لِمَا يَتَحَلَّلُ مِنْهُ، فَإِنْ تَحَلَّلَ مِنْهُ شَيْءٌ وَوَصَلَ لِحَلْقِهِ فَكَالْمَضْمَضَةِ إنْ وَصَلَ عَمْدًا كَانَ فِيهِ الْقَضَاءُ وَالْكَفَّارَةُ، وَإِلَّا - بأن وصل بغير عمدٍ - فَالْقَضَاءُ).

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 77 مشاهدة
نشرت فى 29 يوليو 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,232,674