هناء الحمادي

مع زيادة الولائم والإسراف في تناول الأطعمة، وإقبال الكثير من الصائمين على تناول أكلات غنية بالسعرات يجد الكثير من الرجال والنساء أن أوزانهم قد زادت بعد انقضاء الشهر الفضيل. ومن أجل الحفاظ على الوزن الطبيعي من دون زيادة وللحصول على جسم رشيق بلا زيادة شحوم ولحوم خلال رمضان يرى الدكتور سمير سامي، الحاصل على دكتوراة في التغذية وعلاج السمنة، أن الطعام والشراب أمران لا غنى عنهما، لكن عندما يزيد طعام الصائم عن حده قد يتعرض لسمنة مفرطة بسبب تناول الحلويات والمقبلات وكل أصناف الطعام والتي تساعد على زيادة الوزن.

أطعمة خفيفة

يقول سامي "يشعر كل من يصوم بالحاجة إلى تناول كميات زائدة في موعد الإفطار لتعويض الحرمان خلال النهار". وأضاف "يعتبر الإفطار مناسبة اجتماعية يجتمع فيها الكل حول المائدة وتكون دعوة إلى مائدة تضم أطعمة متنوعة قد يكون معظمها غنياً بالدهون والوحدات الحرارية كالمقليات والحلويات. وخلال الإفطار يمكن القول إن الكمية تتفوق بنسبة عالية على النوعية".

 

ويشير إلى "يمكن البدء بالإفطار بعد يوم طويل من الصيام، بشكل لا تحصل فيه مشكلات في الجهاز الهضمي ولا يتعرض الصائم لاضطرابات صحية بالبدء ببعض أنواع الأطعمة الخفيفة على المعدة كالتمر أو الحساء بالعدس القليل الدسم لغناه بالحبوب والبروتينات أو حتى الحليب إذا أمكن، لتكون بداية الإفطار مشابهة لوجبة الفطور في الأيام العادية. بعدها يمكن تناول السمك أو الدجاج أو اللحم الأحمر في الطبق الرئيس شرط ألا يكون غنياً بالدهون، مع كمية قليلة من النشويات".

 

وللمحافظة على رشاقة الجسم في رمضان، يقول سامي "ثمة أطعمة معينة ينصح الصائم بتناولها في موعد الإفطار كونها تعطي إحساساً بالشبع يستمر لمدة طويلة، في مقابل أطعمة أخرى من الأفضل تجنبها. أما الأطعمة التي ينصح بالتركيز عليها فهي تلك التي تعطي الجسم الطاقة ببطء وتهضم ببطء لغناها بالألياف كالخضر والفاكهة والنشويات، شرط اختيار النشويات التي تحتوي على السكر البطيء الهضم. ومن الأفضل الامتناع عن النشويات التي تحتوي على السكر السريع لأنها تعطي إحساساً سريعاً بالشبع وتسبب الجوع خلال وقت قصير".

بدائل صحية

يقول سامي إنه يجب التركيز على الحبوب لغناها بالألياف وكونها سهلة الهضم ومفيدة للجهاز الهضمي، خصوصاً بعد الصيام. وتعتبر هذه الأطعمة أساسية لتحمّل الصيام طوال النهار بسهولة كبرى من دون الشعور بالجوع والتعب. أما المقليات فتعطي إحساساً سريعاً بالشبع لا يستمر طويلاً.

ويلفت إلى أهم الأطعمة التي يفضل تناولها للحفاظ على جسم سليم، قائلا "من الأفضل تناول كمية كبيرة من السوائل يوميا لمنع جفاف الجسم ولتنشيط عمليات الأيض. ورغم تنوع المشروبات الرمضانية بين قمر الدين، التمر هندي، الخروب، وغيرها، إلا أن الحليب يبقى الخيار الأمثل لاحتوائه على نسبة مرتفعة من الكالسيوم والبروتين".

وأوضح "من المستحسن استبدال المقبلات المقلية والمعجنات بأطباق السلطة المفيدة، كالفتوش، التبولة، وسلطة الخضراوات الطازجة، فهي تمد الجسم بالفيتامينات الأساسية، بعكس المقبلات المقلية الغنية بالدهون والضارة بالصحة". ويتابع "لابد من الانتظار لفترة من 10 – 15 دقيقة بعد تناول الحساء والسلطة، قبل البدء بتناول الطبق الرئيس. كما ينص بضرورة احتواء الطبق الرئيس على اللحوم والنشويات، إلى جانب طبق من الخضراوات المطهية".

ويضيف سامي "يحتاج الجسم إلى 3 حصص يومية من الفاكهة، لذلك ينصح الخبراء بتناول حصتين من الفاكهة بعد الإفطار، وواحدة خلال السحور، وعدم الإهمال في تناولها فهي غنية بالسوائل والفيتامينات والألياف المفيدة للجسم. وفي حالة تناول الحلويات فيمكن استبدالها بالفاكهة بتناولها مرتين فقط أسبوعيا كي لا تتحول إلى دهون في الجسم".